الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في عام 1985م، سجل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان حدثًا بارزًا تُوج من خلاله بلقب أول رائد فضاء عربي ومسلم (سعودي) يصعد إلى الفضاء، وقد كان في الثامنة والعشرين من عمره، ليصبح بذلك أصغر شخص يصعد على متن مكوك فضائي.
وفي ذلك الحين، اعتبر البعض أن تلك المهمة لم تكن سوى هواية أو اهتمامات شخصية لسموه، ليبدد تلك الاعتبارات بعد 33 عامًا ويشغل منصب رئيس مجلس إدارة هيئة الفضاء السعودية، والتي تهدف إلى رفع الوعي بعلوم الفضاء وتطوير القدرات، وتمكين الكفاءات، وإعداد الكوادر الوطنية التي ستشكل بدورها مستقبل قطاع الفضاء في المملكة العربية السعودية.
لذلك خصصت المملكة مبلغاً يصل إلى 2 مليار دولار للإنفاق على برنامج الفضاء بحلول العام 2030 آخذةً بالاعتبار التأثير الاقتصادي والسياسي المحتمل لنجاح هذا البرنامج، وهو ما يبرر حجم هذا الاستثمار الضخم.
يسهم برنامج ” ابتعاث الفضاء ” في تعزيز قدرات المملكة في مجالات البحث والتطوير والابتكار، ليس من خلال استكشاف الإنسان للفضاء فحسب، بل يتيح أيضاً لروّاد الفضاء إجراء البحوث العلمية واستكشاف احتمالية تواجد البشر على الأجرام السماوية الأخرى. فمن خلال إطلاق الكبسولات نحو الفضاء، يتوسع فهم البشرية للعالم الخارجي، ويعزز التقدم العلمي، ويمهد الطريق للسفر لفترات طويلة والعيش في الفضاء.
كما يوفر البرنامج أيضاً فرصًا للبحث العلمي، وذلك لما تقدمه كبسولات الفضاء من منصات تتيح إجراء التجارب في بيئة “الجاذبية الصغرى”، كما توفر طرقاً جديدة للبحث في مختلف المجالات، مثل الفيزياء وعلم الفلك وعلم الأحياء والطب وعلوم المواد، وستسفر هذه الجهود البحثية عن اكتشافات لا يمكن تحقيقها على سطح الأرض، وبالتالي تزداد المعرفة والتقدم التقني.
إضافة إلى ذلك، يعزز البرنامج نمو سوق العمل، حيث يؤدي تطوير وإطلاق المركبات الفضائية إلى دعم الابتكار التقني، وتطوير تصميم المركبات الفضائية وأنظمة الدفع وأنظمة GNC (النظام الفرعي للتوجيه والملاحة والتحكم) ونظم الاتصالات ونظم دعم الحياة وتقنيات الرجوع للغلاف الجوي وغيرها.
جميع هذه التطورات التكنولوجية لها تطبيقات عملية تتجاوز استكشاف الفضاء , بل ستولد إيرادات تساهم في رفع جودة الحياة في المملكة العربية السعودية لما لتطبيق تقنيات المركبات الفضائية في الحياة اليومية دوًر فعالة ستكون بمثابة حجر الزاوية للدخل غير النفطي.كما سيوفر البرنامج عشرات الآلاف من فرص العمل بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي والتعاون الدولي للمملكة،حيث تكون عمليات إطلاق كبسولات الفضاء غالبًا بتعاون بين وكالات الفضاء والشركات الخاصة، وهو ما يدعم تعزيز العلاقات الدبلوماسية، ويسهل تبادل الموارد والمعرفة.
وعلاوة على ذلك، فإن البرنامج يثير اهتمام الطلاب لتعلم التكنولوجيا والهندسة والرياضيات والعلوم الأخرى .كما تثير عمليات إطلاق كبسولات الفضاء اهتمام الجمهور بمجالات التكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) “التخصصات العلمية”، وتشجع الطلاب على ممارسة الوظائف في هذه المجالات، فالبعثات الفضائية تعمل كأدوات تعليمية قوية توفر خبرات تعليمية قيمة وتعزز المعرفة العلمية.
ويزيد إطلاق المركبات الفضائية القوة الناعمة للمملكة، وترفع مكانتها الدولية. كما يعد إظهار القدرات التكنولوجية والبراعة العلمية والابتكار من خلال استكشاف الفضاء عاملاً رئيساً يرفع الاعتزاز بإنجازات الوطن، ويشكل انطباعات دولية إيجابية تغرس الثقة في كل من المستثمرين المحليين والأجانب فيما يتعلق بالأمن القومي.
وأخيرًا، ساهم برنامج رواد الفضاء في تحسين الجهود المبذولة للمساواة الاجتماعية بين الرجل والمرأة في المملكة، ففي 22 مايو 2023، أصبحت ريانة برناوي، برعاية من حكومة المملكة، أول امرأة سعودية تنطلق نحو الفضاء، ناهيك عن التطورات الأخيرة مثل السماح للمرأة بالقيادة، حيث تسلط الضوء على جهود الحكومة في تعزيز حقوق المرأة ليس فقط في داخل المملكة العربية السعودية ولكن أيضًا على مستوى العالم، مما يجعل تجربة سفر ريانة برناوي إلى الفضاء ضمن الرؤى القيمة لمشاريع الفضاء المستقبلية لهيئة الفضاء السعودية.
برنامج الفضاء السعودي يهدف إلى تطوير وتنمية قطاع الفضاء بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، لتحقيق النماء والازدهار بالمملكة، ويؤكد التزام حكومتنا في المملكة ، للعزم على بناء دولة قوية ومزدهرة تضمن سعادة وأمن شعبها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال