الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ضريبة المرافقين ستضر المواطن لأنها ستُحمل عليه من خلال زيادة الأجور والأسعار ، ولن يتحمل العامل أو الشركة المشغلة من تلك الضرائب شيء !!! هذا ما يهدد به المستفيدون من بقاء تلك الجيوش الجرارة من العمال ومرافقيهم ، وللأسف أن بعض الاقتصاديين يؤكد على ذلك . وكأن الهدف من تلك الضرائب هو ملء خزينة الدولة بالأموال بغض النظر عن مصدرها وما ضريبة المرافقين إلا حجة وليس لتقنين تدفق العمالة الوافدة وأسرهم للمملكة ، وتشجيع توظيف الشباب السعودي لخفض نسبة البطالة إلى 7% كما تبشر به الرؤية بعد 15 سنة . أي أننا بعد تلك المدة الطويلة لن نصل إلى أعلى المعدلات العالمية للبطالة وهي بين 4% و 5% فقط ، ونحل بمعدل بطالة 7% فقط ، ولا اظنه سيتحقق ذلك الحلم الصغير إن بقي الوضع على ما هو عليه .
الصفعة الثانية جاءت تسريبات من داخل الشركات التي وعدت عمالتها الأجنبية بتحمل ضرائب مرافقيهم ، وتلك الشركات هي نفسها التي كانت ومازالت تسرح موظفيها السعوديين بحجج مالية واهية مستفيدة من هدية وزارة العمل المتمثلة بالمادة 77 .
أخبرني بحرقة مواطن سعودي له 20 سنة يعمل في القطاع الخاص كيف أن أصحاب الشركات يفضلون العامل الأجنبي عليهم بدون سبب عملي ، حتى في القطاعات التي تفرض فيها الأنظمة السعودة الكاملة ، ويتلاعب صاحب الشركة بنقل مسمى وظيفة الأجنبي إلى أي مجال في الشركة يسمح به النظام مع تركه يعمل في عمله الأساسي الذي يمنعه القانون من العمل فيه.
لذلك لا نرى أثرا يذكر لعمليات السعودة على أعداد العمالة الوافدة في المملكة والتي تزداد سنويا ، في حين أن تسريح الشباب السعودي أسهل من استقدام عامل من المريخ وتدريبه وإعطاءه أفضل الأجور ورفع علاوة بمناسبة ضريبة المرافقين. وإلا ماذا يعني رغم كل برامج التصحيح لثلاث مرات ، وبرامج السعودة التي تحولت لمسلسل مكسيكي ممل ، وشركات التوظيف التي نشأت من أجل السعودة وتقتات على أعداد العاطلين وتفرح بكثرتهم كفرح القبوري بأعداد الموتى ، ماذا يعني كل ذلك أن أعدادالعمالة تتجاوز 11 مليون عامل يرافقهم ما يقارب 3 ملايين فرد من أفراد عائلاتهم ؟ والاعداد في تزايد حسب الإحصاءات الرسمية المرعبة .
النكتة الكبيرة أن خروج العمالة الوافدة ستضر بالقوة الشرائية في المملكة ، وشر البلية ما يضحك . فإن كانت دخول العمالة الوافدة بذلك الحجم الذي يضر بالاقتصاد ، فإن ما يخرج أكثر بأضعاف مما ينفق ، ثم أليس المواطن بذلك الدخل الذي سينفقه كله داخل وطنه ولن يخرج منه شيء هو أحق (بلحم ثوره) . وإن لم يكن فلماذا الكذب والتباكي على حفنة من المتسترين والإضرار بالوطن والمواطنين من أجلهم.
نحن نعيش كذبة كبيرة أسمها سعودة ، أوقفوها فما هي إلا استنزاف للأموال واستفزاز للشباب. اعترفوا أن الفساد أكبر من قدراتكم ، وانتظروا الكارثة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال