الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا شك في أن القضاء ركن مهم من أركان الدولة، وضمانة من ضمانات المجتمع الأساسية، ينزع فتيل الفتن ومبررات الفوضى والسخط التي يولدها شعور الإنسان بالغبن أو غياب العدالة، لذلك لم يسأل الزعيم البريطاني ونستون تشرشل عن الدمار الذي طال مدن بلاده بسبب الحرب، بل كان أول سؤال طرحه: هل القضاء بخير؟، وحين كان الجواب نعم، قال إن إنجلترا بخير، وهو الجواب الذي اطمأن إليه شارل ديغول حين دخل فرنسا محررا وسط دمار الحرب وعلم أن القضاء الفرنسي بخير وأن الجامعات تؤدي دورها في الملاجئ فقال: إذاً ستنهض فرنسا.
كما أن للقضاء في الإسلام منزلة عظيمة وخطيرة؛ لذلك قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «القضاة ثلاثة: قاضيان في النار، وقاض في الجنة؛ رجل قضى بغير الحق فعلم ذاك، فذاك في النار، وقاض لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار، وقاض قضى بالحق فذلك في الجنة».
لذا فإن الإسلام، ورجالات الدول، وعقلاء الأمم؛ يعلمون يقينا أن القضاء ركيزة أساسية لاستقرار واستدامة الدولة وسلامة المجتمع من الفوضى وتسرب الفتن إليه؛ لإرسائه قيم العدل التي هي البلسم التي تجعل الغني يطمئن على ماله، والفقير على حياته، والضعيف ألا ينهب لضعفه وعجزه؛ لذلك حرص الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- رحمه الله- وأبناؤه من بعده على مرفق القضاء وانتخاب نخب العلماء من أهل الديانة والسمت والنزاهة للقيام بواجباته، واعتبار ذلك من أساسيات الحكم التي لا ريب فيها للدولة والمجتمع.
ولذلك قررت المادة (46) من النظام الأساسي للحكم الآتي: (القضاء سلطة مستقلة، ولا سلطان على القضاة في قضائهم لغير سلطان الشريعة الإسلامية)، والمادة (47) من النظام الأساسي للحكم: (حق التقاضي مكفول بالتساوي للمواطنين والمقيمين في المملكة، ويبين النظام الإجراءات اللازمة لذلك). وجاء التحول التقني والعدلي والفقهي والتشريعي الذي صاحب رؤية المملكة 2030 ليعزز فاعلية القضاء من كونه وظيفة أساسية لا بد منها للدولة والمجتمع إلى مساهم وشريك فاعل في صنع جودة الحياة.
ومن ذلك تفعيل تقنية تمكن المتقاضين من إدارة وحضور الجلسات عن بعد، والدفاع والمرافعة بكل أريحية وسكينة واطمئنان أمام قضاة ذوي حنكة معروفة في الفهم والفقه والحياد، وأحكام ذات جودة وذائقة بديعة في التسبيب، ودرجات تقاضي مريحة وتقنية وانسيابية تشعر المتعامل بفخامة وجودة إجراءات التقاضي، وتسبيبات قضائية تثري الذائقة العدلية، وتطرب المتلقي حتى غدت تسبيبات أحكام القضاء السعودي مادة فخمة ينشرها المهتمون في وسائل التواصل الاجتماعي كونها مصدرا للثراء المعرفي والفكري والعدلي والفقهي، ومدونات تشريعية باذخة الجودة والوضوح ترفع درجة توقع المتقاضين للأحكام القضائية، وتحفز رؤوس الأموال والاستثمارات للتدفق للسوق السعودي.
لذا بإمكاني أن أقول وعن كثب إن قضاءنا غدا عامل من عوامل جودة الحياة بفضل من الله وقطف لثمار رؤية 2030. فعندما يتحول العمل من أداء دور إلى شغف فأنت أمام رؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال