الأربعاء, 7 أغسطس 2024

لأنها المدينة المنورة .. المال فيها يُقدم هدية بطرق مختلفة

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

على طاولة مدها صغار حي في الحرة الغربية من المدينة المنورة امام مستودع مواد تموينية، تتنوع الهدايا المقدمة كما في لوحة المحل بين التمر والماء، واهالي الحي والمقيمين فيه من الضعفاء والمساكين استنفذوا الموجودات، فيما يقف شيخ بعصاه في المشهد الخلفي للصورة يدعو الناس ومن يظنهم خجلون للاقتراب وأخذ هداياهم.

بصوت هادئ ومبحوح انشغل عن أسئلة من يسأله من المهتمين ليدعو السائلين لما يملك أن يقدمه في هذه اللحظة وهو الماء والتمور، وقبيل وقت قصير من آذان المغرب حيث يرجح أن يأتيه الصائمون في مثل هذه الأيام المفضلات للصوم، فهو مشغول عن كل سؤال بتقديم ما لديه وحين تعرض عليه المساعدة بتقديم مزيد من المئونة يعتذر ويطلب فقط أن تساعده بمزيد من الصبيان والشبان الذين يستطيعون توزيع “الهدايا” لمحتاجيها فيما يتحرك هو بعيدا عن المشهد احيانا ببطء وبلسانٍ يلهج بالاذكار بين خفوتٍ وجهرٍ تتردد به انفاسه وكأنه يخاطب بتجارته هذه عالما آخر لا يستشعره إلا المؤمنون.

كثيرون في هذه المدينة كهذا الشيخ، هم مؤسسات خيرية تسعى على قدمين وأحيانا على ثلاث كهذا المحسن الذي لا يريد أن يبدو في الصورة ولا أن يظهر عمله في صحيفة من صحف الدنيا، لكن مجتمعاتنا بحاجة لأن تظهر الأعمال الخيره على سطح المشهد ليجلب الخير مزيدا من الخير كما يجلب الاسثمار مزيدا من الاستثمار.

اقرأ المزيد

انها المدينة المنورة، كما بقية مدن المملكة فيها من محبي الخير ما يجعل هذه البلاد َواحة امان واطمئنان، الا ان طيبة الطيبة يميزها وداعة اهلها وسكانها واختيارهم رقة الَوصف لما يقدمونه من خير وان بإسم هدايا يعطونها من عرفوا ومن لم يعرفوا.

ذات صلة

المزيد