الأربعاء, 7 أغسطس 2024

المدينة المنورة .. السياحة بمفهوم تنموي

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

تُعد المدينة المنورة ثاني أقدس المواقع الإسلامية نظراً لتمتعها بوجود المسجد النبوي الشريف بين جنباتها، كما تضم المنطقة العديد من الآثار التاريخية العامرة بالتراث الإسلامي والثقافي المتنوع، وهو ما وضع المنطقة على خارطة الاستثمار السياحي في المملكة وجعلها على رأس أولويات الحكومة من حيث التنمية والتطوير المستمر.

ومنذ انطلاق المشروع التنموي الكبير “رؤية السعودية 2030” بقيادة خادم الحرمين الشريفين؛ الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أصبحت المدينة المنورة ذات أهمية استراتيجية ضمن الرؤية نظراً لموقعها الحيوي من جهة، وقدسيتها وتاريخها العريق من جهة أخرى.

المدينة المنورة واحدة من مناطق المملكة الثلاثة عشر التي تتمتع بالعديد من المزايا والتي تجعلها مجالاً لاستثمارات واعدة في عدة قطاعات، ومن بينها القطاع السياحي الذي يُعد رافداً أساسياً لاقتصاد المنطقة ولبنة رئيسية في بناء اقتصاد متنوع في المملكة.

اقرأ المزيد

في عام 2019، استقطبت المدينة المنورة أكثر من 7 ملايين رحلة سياحية، وحققت السياحة الدولية والمحلية في منطقة المدينة المنورة ما يتجاوز 1.6 مليار دولار من النفقات السياحية، وسجلت المنطقة ثاني أعلى معدل إشغال للفنادق في المملكة بنسبة 73%، لتصبح المدينة المنورة في المرتبة الثالثة ضمن أفضل وجهات شعبية في العالم بفضل معالمها الدينية والتراثية حيث تتضمن 1500 موقع تاريخي وتراثي.

تضم منطقة المدينة المنورة عدة مشاريع كبرى يأتي على رأسها مشروع العلا السياحي، وهو أكبر المشاريع السياحية وأضخمها على مستوى المملكة، والذي يتوقع أن يستقبل 2 مليون زائر بحلول عام 2035.

مشروع العلا السياحي عبارة عن مجمع أثري وثقافي وسياحي يضم أول موقع للتراث العالمي لمنظمة اليونسكو في المملكة العربية السعودية، كما يتضمن أصولاً ومواقع ثقافية وطبيعية تعود إلى آلاف السنين.

محافظة العلا بصفتها إحدى المدن الرئيسية في المدينة المنورة تتمتع كذلك ببنية تحتية متطورة تضم شبكة متقدمة من الطرق والموانئ والمطارات التي تدعم اقتصاد المدينة، وعلى رأسها مطار العلا الدولي الذي يوفر رحلات ركاب بدون توقف لعدة جهات دولية بما في ذلك العاصمة الفرنسية (باريس)، والعاصمة المصرية (القاهرة)، ومدينة دبي في دولة الإمارات، بالإضافة إلى الوجهات المحلية مثل الرياض وجدة والدمام.

وتحظى المدينة المنورة بمشروع ضخم آخر، وهو “رؤى المدينة”، والذي يُعد أكبر مشروع ضيافة فندقية في العالم، وتنفذه شركة رؤى المدينة القابضة التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، وتستهدف من وراءه زيادة الجذب السياحي بالمنطقة.

ويقع مشروع رؤى المدينة في الشرق من المسجد النبوي، وتبلغ مساحته نحو 1.5 مليون متر مربع، ويتضمن 154 برجاً، بطاقة استيعابية تصل إلى 50 ألف غرفة فندقية بحلول عام 2030.

مدينة المعرفة الاقتصادية، هي ثالث أكبر المشاريع في المنطقة، وتم إطلاق المشروع في عام 2006، حيث تُعد المدينة واحدة من المدن الاقتصادية الست المُخطط لها في المملكة.

ويتضمن مشروع مدينة المعرفة الاقتصادية مجموعة من الفلل ومحطة سكك حديدية عالية السرعة ومعهد المدينة للقيادة وريادة الأعمال ومتحف دار المدينة المنورة، الذي يحظى بزخم وجذب سياحي كبير.

وتتمتع المدينة المنورة بموروث ديني، تاريخي وأثري، نظراً لوجود المسجد النبوي والمساجد التاريخية ومواقع التراث الإسلامي الرئيسية التي تجذب ملايين الزوار، حيث أن المنطقة تستقبل سنوياً ما يقرب من ٧ ملايين زائر وتستهدف استقبال 30 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2030.

وتستقطب المدينة المنورة أكثر من 90% من الحجاج والمعتمرين الدوليين الذين يزورون المملكة سنوياً، فبخلاف تمتع المنطقة بوجود المسجد النبوي الشريف توجد عدة مساجد تاريخية أخرى كمسجد قباء، أول مسجد في الإسلام، ومسجد القبلتين وسيد الشهداء والسبع مساجد ومساجد الغمامة والعديد من المواقع الأثرية الأخرى والتي تحمل مكانة خاصة في قلوب زائريها وهو ما يُعد أحد أسباب قوة القطاع السياحي في المدينة المنورة.

وجود المسجد النبوي في المدينة المنورة بالإضافة إلى المعالم والآثار التاريخية والتراثية الأخرى يُعد أحد ممكنات التدفق الاستثماري في القطاع العقاري بالمنطقة؛ لتطوير مرافق الإيواء والخدمات خاصة في العقارات القريبة من المشاعر المقدسة، بما يُساهم في زيادة عدد الزائرين والجذب السياحي في المدينة.

ونظراً للاهتمام الشديد بالاستثمار السياحي في منطقة المدينة المنورة، أسست حكومة المملكة صندوق التنمية السياحي برأس مال قدره 4 مليارات دولار، بهدف تسهيل وصول المستثمرين المحليين والدوليين إلى الاستثمارات السياحية عالية الإمكانات في الوجهات الرئيسية في المملكة وعلى رأسها منطقة المدينة المنورة.

وتساعد مبادرات صندوق التنمية السياحي وصندوق التنمية الثقافي وبرنامج التأشيرات الجديد في المملكة في تمكين النمو المستمر وتسهيل الاستثمار في قطاع السياحة بمنطقة المدينة المنورة، كما يحظى هذا القطاع بدعم برنامج ضيوف الرحمن لرؤية 2030، الذي يركز على تحسين تجربة الزوار في مواقع الحج الرئيسية وفي المعالم الثقافية والسياحية المختلفة بالمنطقة.

وقد تم الكشف عن استثمارات في البنية التحتية والإقامة والأغذية والمشروبات وقطاع الترفيه والتجزئة بقيمة استثمار تُناهز 230 مليون دولار؛ لتعزيز السياحة في منطقة المدينة المنورة، حيث تهدف المنطقة إلى تطوير الأصول السياحية الداعمة مع الحفاظ على أصالة المدينة وسلامة الآثار التاريخية.

وتحرص حكومة المملكة على تسهيل أعمال المستثمرين الحاليين والجُدد ودعمهم خلال رحلتهم الاستثمارية في القطاع السياحي والعديد من الفرص الاستثمارية المختلفة وذات القيمة المُضافة سواء في منطقة المدينة المنورة أو المناطق المنتشرة في المملكة، بما يخدم عملية بناء القاعدة القوية لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.

ذات صلة

المزيد