الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تريد تعلم لغة في ثواني؟ تغيير شعور الحزن إلى سعادة؟ وداعاً للأرق ويأتيك شعور النوم متى ما تريد؟ نعم الأمر قد يبدو خيالاً وغير واقعياً لكن هذا بالفعل أحد مجالات الابحاث في مجال إنترنت الأجسام والتي تجرى حالياً وسط كثير من الجدل حول سلبياتها وأخلاقياتها بين مؤيد ومعارض وهذا أمر متوقع واجهته التقنية طوال تطورها بداية من الرفض للآلات الحاسبة ومروراً بالتهكم والتشكيك بالإنترنت وأنه مجرد فقاعة وأخيراً من نسمعه من دعوات لوقف او إبطاء العمل على مشاريع الذكاء الاصطناعي.
ويعرف إنترنت الأجسام بأنه عبارة عن الاجهزة المتصلة والتي تقوم بمراقبة جسم الانسان وتجمع بيانات مختلفة مثل القياسات الحيوية والسلوكية كقياس الضغط ونبض القلب ومعدل النوم وغيره، وتتبادل هذه الاجهزة البيانات فيما بينها وأجهزة اخرى. هذه الاجهزة يمكن ارتداؤها او زراعتها تحت الجلد او يتم بلعها او حقنها في الجسم، وتعتبر امتداد لإنترنت الأشياء.
وهناك أنواع مختلفة لأنترنت الاجسام فهناك أجهزة خارجية يمكن ارتداؤها مثل السوار أو الساعة الذكية وهناك أيضا أجهزة داخلية توضع داخل الجسم مثل جهاز تنظيم ضربات القلب وجهاز القوقعة داخل الاذن والحبوب او الاقراص الالكترونية التي يبلعها المريض وتراقب بعض البيانات في الجسم وترسل بيانات للفريق الطبي المشرف على المريض بل إن هذه الأقراص يمكن أن تقوم بعملية التحليل والمعالجة للبيانات وتقديم اقتراحات تساهم في تشخيص وتفادي الكوارث والأخطاء الطبية مما يسهل العمل على الطبيب في عمله ويختصر الوقت والجهد لذلك ويمكن أن يكون لدينا أجهزة مدمجة تعمل بشكل تكاملي مع بعضها البعض وتكون داخل الجسم مثل الاطراف الصناعية حيث تتصل معها وتتبادل البيانات مع جهاز عن بعد مثل الجهاز الخاص بطبيب المريض حيث يمكن له مراقبة المرضى دون الحاجة لتواجدهم في المستشفى إلا لحالات معينة مما يساهم في رفع كفاءة وسرعة الخدمات الطبية المقدمة وتقليل العبء على الفريق الطبي.
وهناك العديد من التطبيقات لهذه التقنية منها على سبيل المثال:
-من المتوقع ان يتم الاستغناء بطاقات الهوية وجواز السفر وبطاقات الصراف واستبدالها بشريحة يتم زراعتها تحت الجلد تحتوي على بيانات الشخصية مثل الاسم وتاريخ الميلاد والهوية وبيانات جواز السفر والوضع الصحي لا داعي لحمل محفظة وإنما كل ما عليك هو تمرير يدك أو مكان الشريحة على الجهاز الذي يقرأ الشريحة.
– في المنازل الذكية حيث يمكنك استخدام شريحة تحت الجلد يمكنها فتح الباب عند وصول المنزل مراقبة كبار السن.
-المجال الطبي: الحبوب الإلكترونية يتم بلعها وتقوم بجمع بيانات عن المريض ومنها حبة (aripiprazole) وهي حبة رقمية تم اعتمادها من FDA عام ٢٠١٧ لتتبع عملية هضم الدواء عن طريق تطبيق في الهواتف. كذلك لدينا شرائح توضح في الدماغ لإرسال وتتبع الافكار ومساعدة من لديهم اعاقات. ولا يمكن أن ننسى أجهزة تتبع العلامات الحيوية وارسال تنبيه حال ارتفاع أو انخفاض قياس أو قراءات معينة مثل الضغط أو السكري. كذلك لدينا البنكرياس الاصطناعي والذي من المتوقع أن يحدث تحولاً كبيراً في عالم الطب. في المجال الطبي لدينا “واجهات الدماغ الحاسوبية” (Brain-computer interfaces) والتي تمكن مبتوري الأطراف القدرة على التحكم بالأطراف الاصطناعية.
وعلى الرغم من هذه الاستخدامات والفوائد المتعددة إلا أنه هناك العديد من التحديات والمخاطر منها:
1-المخاطر الامنية: هذه الأجهزة بحكم اتصالها بالإنترنت يجعلها معرضة وقابلة للاختراق فمثلاً يمكن اختراق جهار تنظيم القلب أو ضخ كمية كبيرة من الأنسولين في الجسم قد يؤدي لوفاة الفرد. قد يقوم للمخترقين تغيير ارقام الجهاز وتظليل الطبيب؟ ماذا لو لدينا شخص في موقع وظيفي حساس، هل يمكن لدولة معادية اختراق جهاز داخل جسمه وربما الوصول لبيانات في مقر عمله؟
2-خصوصية البيانات: من لديه الحق في الوصول لبياناتي الشخصية؟ الشركات هل تحقق مكاسب مالية من ذلك؟ قد تجسس الاجهزة على الافراد، شخص لديه شريحة وقام بقتل وأنكر وجوده في المكان، هنا يمكن للشريحة ادانته.
3-الطبقية المجتمعية: مشاكل اخلاقية وعدم المساواة بين البشر فالأجهزة ليست رخيصة وتحتاج إنترنت. ماذا عن الفقراء ومن لا يملكون تأمينا صحياً هل يعني أنها حصراً على الاغنياء؟
ختاماً: هذه التقنية لا زالت في البداية ولاتزال تواجه العديد تواجه العديد من التحديات سواء على مستوى الأبحاث أو الأنظمة والتشريعات لكن هناك العديد من الاستثمارات بقيادة إيلون مسك وبيل غيتس وغيرهم وربما نشاهد تحولاً كبيراً خصوصاً في السنوات القريبة القادمة. فحالياً هناك ابحاث لزرع شرائح تقوم مثلا زرع شعور معين مثل الضحك، النوم الفرح من خلال التواصل مع الدماغ والاجهزة العصبية والاعضاء الاخرى في الجسم. كذلك أبحاث لتعليمك مهارة معينة دون الحاجة لدراستها مثل لغة جديدة أو تحميل كل الموسوعات العلمية في دماغك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال