الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نصف المعرفة أكثر خطورة من الجهل! هذه مقولة للأديب الأيرلندي برنارد شو، فالمعرفة تتكون لدى الفرد في مدى قدرته على الإدراك والفهم والتمييز عبر حصيلة ما تعلمه من علوم وخبرات لسنوات طويلة، وهي عكس الإنكار وأوسع وأشمل من العلم الذي هو عكس الجهل.
والعلم ينقلنا من الجهل الى المعرفة بالجهل و كما في مقولة المفكر إبراهيم البليهي “إن جهل الجهل هو أصعب عوائق المعرفة“، وبشكل تقني فالمعرفة نَتاج تراكم المعلومات، بمعنى اذا كان لدينا بيانات وأردنا الاستفادة منها من خلال ربطها بأحداث او بيانات أخرى سوف تتكون لدينا المعلومات واذا احسنّا استخدام هذه المعلومات فسوف تتكون لدينا المعرفة كذلك اذا احسنّا تطبيق المعرفة ستتكون لدينا الحكمة التي تأتي بعد خبرات وتجارب تم صقلها وحفظ عِبراتها.
فالحكيم رؤيته واسعة وحديثه قليل لا يقول إلا المنطق، ورأس الحكمة مخافة الله ولا يبلغها إلا قلة لمن منّ الله عليه بها كما قال سبحانه وتعالى (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) سورة البقرة الآية 269.
وفي ظل التقدم التقني المتسارع الذي نعيشه حاليا يستلزم القيام بجهود محو الامية الرقمية (Digital literacy) عبر توفير القدرة لأفراد المجتمع على استخدام التقنية وأدوات الاتصال وإتاحة وصول الإنترنت للجميع ودعم البرامج الإثرائية المناسبة لجميع افراد المجتمع لبناء معرفة رقمية (Digital knowledge) أو كما تسمى الإلمام الرقمي ويطلق عليها أيضا الثقافة الرقمية، حيث أن عالمنا الرقمي في عصرنا الحديث هو عالم معرفي تتمثل فيه قدرة الفرد على العثور على المعلومات وتقييمها وتكوينها والاستفادة منها من مختلف القنوات الرقمية.
إضافة الى أن العالم اليوم يمر بتحولات نوعية مدفوعة بالتسارع التقني خاصةً تلك التي أحدثتها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة حتى اصبح العصر الرقمي حاليا يشمل جميع شؤون الحياة بكل تفاصيلها، حيث أن أبرز التطورات التقنية عبر التاريخ تمت عبر هذه الثورات الصناعية التي من خلالها ظهرت الاكتشافات العظيمة التي غيرت حياة البشر.
وقد برزت الطفرة الرقمية الحالية مع ظهور الثورة الصناعية الرابعة 4IR (Fourth Industrial Revolution)التي نشهد بدايتها الآن في إختراع الروبوتات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والطباعة ثلاثية الأبعاد والمركبات ذاتية القيادة وطائرات الدرون والبيانات الضخمة وسلاسل الكتل “البلوك شين” والواقع الافتراضي والواقع المعزز والمختلط وشبكات الجيل الخامس 5G والطاقة المتجددة والأمن السيبراني وغيرها.
وفي المملكة العربية السعودية يُسهم مركز الثورة الصناعية الرابعة (C4irKSA) التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي وبالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في تسريع تبني تطبيقات هذه الثورة الصناعية الرابعة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال