الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع انتشار تطبيقات إنترنت الأشياء والدور التي ساهمت في جائحة كورونا في تعزيز دفة التحول الرقمي بدأت كثير من الجهات عالميا في تبني تطبيقات إنترنت الأشياء سواء القطاعات الحكومية والخاصة لكن البعض لا يزال متخوفاً أو بشكل أدق قلقاً من نجاح مثل هذه الفكرة والتي توصف بأنها مكلفة في مرحلة التأسيس. ومن جهة نظري أعتقد إن السبب الرئيس في ذلك هو عدم وضوح فكرة إنترنت الأشياء واللبس لدى البعض، كما أنه هناك شريحة كبيرة من الناس عندما نتحدث عن إنترنت الأشياء فأول ما يتبادر لههم أن يتبادر لأذهانهم مخاطر الأجهزة المتصلة في المنازل كذلك الرقم العالي للمشاريع الغير ناجحة والتي لاحقت فشلاً ذريعاً و لم يكتب لها النجاح بالإضافة إلى أنه مع ظهور كل تقنية أو شيء جديدة يكون هناك تخوف أو شيء من المقاومة والرغبة في انتظار نتائج الآخرين. كل هذه الأمور واقعية ويجب النظر لها بعين الاعتبار من قبل أي منظمة تنوي بتني مثل هذه التطبيقات.
وفي الإطار نفسه لا يمكن لأحد إنكار التسارع في انتشار وظهور تطبيقات جديدة بوتيرة أسرع من السابق فقد برهنت كورونا للجميع أن يمكن أن تقوم الآلات بأدوار كانت حصراً على البشر وبكفاءة أعلى وتكلفة وجهد ووقت أقل. وتتميز إنترنت الاشياء بالتكامل مع تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية كما تتميز بالقدرة على جمع وتبادل ومشاركة وتحليل ومعالجة كمية هائلة من البيانات. كل هذه المميزات تقدم خدمات كبيرة للمنظمات وتدفعها لتبني إنترنت الأشياء وبشكل أسرع من السابق. حتى المنظمات فيما بينها أصبح يمكنها تبادل بينات مباشرة (Real-Time data) مع جهات اقسام داخلية وخارجية، ومع زبائن وعملاء وشركات وموردين وهذا يساهم تحقيق العديد من الفوائد للجميع. كرفع كفاءة العمل وتحسينه، تطويره المساعدة في اتخاذ القرارات والتقليل أو تفادي الأخطاء، كما تساهم في تحسين تجربة المستفيدين بالإضافة إلى أنها توفر موارد مالية جديدة بجهد ووقت أقل.
ولضمان نجاح تبني مشاريع إنترنت الأشياء يجب إتباع الطرق والاستراتيجيات لضمان ذلك وأهمها:
1-وضوح الرؤية وتحديد المشكلة (Pain) في منظومة العمل. فأحيانا بعض التحديات يمكن التعامل معها بالطرق التقليدية.
2-تقييم نضوج بيئة العمل وجاهزيتها لمثل هذه التحول فوجود خطة للتحول الرقمي يعني الامر سيكون أسهل.
3-تحديد أولويات التطبيقات التي سيتم اضافتها ويفضل ان تكون ع مراحل( مثلاً أيهما اهم متابعة استهلاك الطاقة/موقف السيارات)؟
4-صياغة نماذج العمل: تحقيق ربح مباشر أم هو لتحسين تجربة المستخدمين؟
5-اختبار منظومة إنترنت الأشياء قبل اطلاقها لضمان عدم وجود أخطاء كارثية قد تسبب تدمير للخطة وتشويه لسمعة الجهة وإحداث ضرر قد يصعب إصلاحه.
6-التقييم والتحديث المستمر للأجهزة والتطبيقات لضمان عدم وجود خلل فيها (تحديثات الانظمة وتدريب العاملين في المشروع)
7- وجود كوادر بشرية قادرة على إدارة وتنفيذ وتشغيل المشروع وكذلك وجود دعم فني من قبل الشركات الموردة وتوثيق ذلك بشكل قانوني ورسمي.
8- يجع إعطاء أمن المعلومات على درجات الأهمية فكثير من الشركات للأسف لا تضع هذا الامر في مقدمة أولوياتها كما أن بعض الشركات هي في الأصل ليست شركات تقنية، بل تحاول الدخول والريادة في هذا المجال.
ختاماً: إن مثل هذا التحول امراً ليس سهلاً ويتطلب الكثير من التخطيط والاعداد ومن المتوقع أن يوجه الكثير من المشاكل والتحديات في مراحل مختلفة من المشروع إلا أن المنافع والايجابيات تفوق ذلك كله وتجعله ضرورة لابد منها. ومن المتوقع أن تشهد تزايداً في تطبيقات إنترنت الأشياء خصوصاً إذا تكاملت مع تقنيات أخرى مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال