3666 144 055
[email protected]
يُعد الاتجار بالبشر من الجرائم الدولية التي تؤثر على حياة ملايين العائلات والأفراد حول العالم، وهي جريمة تتسبب في معاناة هائلة وانتهاك لحقوق الإنسان الأساسية، خاصة الأطفال والمراهقين. ومع التقدم السريع للتقنية، ظهرت حلول مبتكرة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كأدوات فعالة لمعالجة هذه المشكلة العالمية.
ونظراُ لوجود وسائل دعم دولية متزايدة لمخططات الاتجار بالبشر من خلال الانترنت المظلم أو “دارك ويب”، فإن أحد التحديات التي تواجه جهود مكافحة جرائم الاتجار بالبشر، حول العالم، يكمن في رصد ومعالجة وتنظيم البيانات ذات الصلة، عبر الإنترنت.
وبالتالي، تلجأ الجهات الدولية المختصة لمكافحة تلك الجرائم إلى بناء وتطوير معالجة تلقائية للبيانات المتاحة والأنظمة اعتمادا على تقنية وأدوات الذكاء الاصطناعي. وتهدف هذه الأدوات إلى دعم ممارسة الدول لسيادتها وتعزيز أمنها من خلال حماية سكانها وحدودها من تلك التعديات والجرائم.
ويدعم الذكاء الاصطناعي الكشف عن مخططات الاتجار والتحقيق فيها، حيث يساعد في تحديد الضحايا من خلال تحليل المحتوى عبر الإنترنت وأماكن تلك الجرائم. وتشمل الحلول التكنولوجية أيضاً تحليل صور الأقمار الصناعية التي تتعقب سفن الصيد التي تنقل ضحايا الاتجار بالبشر من بلد إلى أخر، وكذلك تجميع صور إساءة معاملة الأطفال من الويب وذلك للمساعدة في تعقب الضحايا خاصة الأطفال منهم والمحتاجين إلى المساعدة الفورية، بالإضافة إلى رصد الكلمات المشتبه بها من خلال الرسائل النصية بين أعضاء تلك العصابات.
وعلى سبيل المثال، يمكن لتقنيات معالجة الصور التعرف على الوجوه والأموال وعلامات الوشم التي توضع على الضحايا واستخراج تلك المعلومات من الصور، ثم يمكن بعد ذلك إنشاء رابط بين الصور التي تحتوي على جرائم والهواتف الذكية الذي التقطتها وهويات الضحايا. ويكون ذلك ممكناُ حتى بالنسبة للصور التي تم تعديلها بشكل كبير.
وتتم تغذية خوارزميات الذكاء الاصطناعي بآلاف من تلك الصور للضحايا وأماكن الجرائم حتى يتمكن التعلم الآلي من تحليلها والتنبؤ بالنتائج المطلوبة. وهذا يشمل الأنماط المحتملة التي يستخدمها المجرمون في المواقف المختلفة مثل وسائل الاختطاف واختيار أماكن الجرائم وتصوير مقاطع انتهاك حقوق البشر، والتي بدورها تساعد في التنبؤ المستقبلي للحالات المحتملة للاتجار في تلك المناطق حول العالم، كما تساعد هذه التقنيات في تحديد أولويات الحالات بناء على خوارزميات تقييم المخاطر.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734