اقتصاديون: مشاريع صندوق الاستثمارات العامة داخل المملكة ساهمت في خفض البطالة إلى أدنى مستوى تاريخي

أكد اقتصاديون ل (مال) على الدور المباشر الذي لعبه صندوق الاستثمارات العامة في تخفيض مستوى البطالة إلى أدنى مستوى تاريخي، وذلك من خلال توجيه جزء كبير من استثماراته للاقتصاد المحلي، والدخول في قطاعات جديدة وواعدة، مما سهم تحفيز القطاع الخاص الذي انعكس بشكل مباشر على زيادة فرص العمل في الاقتصاد السعودي.

وأكد صندوق النقد الدولي في تقريره الذي صدر أمس عن الاقتصاد السعودي بعد اختتام مناقشات مشاورات المادة الرابعة مع السعودية، عن انخفاض معدلات البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى تاريخي، كاشفا عن نمو الاقتصاد غير النفطي في السعودية 4.9 % في 2023، و4.4 % في 2024، مؤكدا أن المملكة الأسرع نموا بين اقتصادات مجموعة العشرين بنسبة نمو بلغت 8.7 %.

وتعليقا على هذه النتائج الاقتصادية، قال فضل بن سعد البوعينين عضو مجلس الشورى والمحلل الاقتصادي والمصرفي “ساهمت برامج رؤية السعودية 2030 في تحقيق نتائج مهمة في معدل البطالة وخفضها إلى 8 % ومن اللافت أن غالبية البرامج الاقتصادية والإصلاحية كان لها انعكاس إيجابي على مؤشر البطالة”

وأكد البوعينين؛ على الدور المباشر الذي قام به صندوق الاستثمارات العامة في خفض معدل البطالة وتحفيز النشاط الاقتصادي، من خلال ضخه استثمارات في قطاعات اقتصادية متنوعة. وشراكاته مع شركات عالمية، وتحفيزه لقطاعات اقتصادية واعدة كانت مهمشة من قبل الرؤية.

وأضاف البوعينين أن برامج وزارة الموارد البشرية كان لها الأثر الأكبر، خاصة ما يتعلق بالتوطين، والقطاعات التي خصصت للسعوديين فقط، وكذلك المشروعات الحكومية العملاقة، كان لها دور في خلق مزيد من الوظائف، إضافة إلى استراتيجية تحويل السعودية إلى مركز إقليمي للشركات العالمية.

ومن جهته قال سعد ال ثقفان عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية؛ أن التنويع الاقتصادي هو الذي كان له هذا الأثر الأبرز في خفض معدل البطالة، في قطاعات تتميز بكثافة العنصر البشري وتستوعب أعدادا كبيرة من الباحثين عن العمل، مثل السياحة والترفيه، يضاف لذلك أثر برامج الرؤية ٢٠٣٠ في مختلف القطاعات الأخرى.

وأكمل ال ثقفان؛ يعتبر صندوق الاستثمارات العامة هو المحرك الاقتصادي الرئيسي الذي سرع من تحقيق مستهدفات الرؤية ٢٠٣٠، بعد دخوله في قطاعات جديدة وواعدة للاقتصاد السعودي مما ساعد في تخفيض البطالة إلى أدنى مستوى تاريخي.

ومن جهة أخرى قال ناصر القرعاوي الباحث الاقتصادي؛ صندوق النقد هو أوثق جهة لتقييم الاقتصاديات بالعالم، وإشادة الصندوق بالإصلاحات الاقتصادية للمملكة، دليل واضح على نجاح برامج رؤية 2030، وذلك من خلال الإصلاحات الهيكلية التي تم تنفيذها في الاقتصاد، وإعادة توجيه الاستثمارات إلى مسارها الصحيح.

وأشار القرعاوي إلى أن أهم أهداف الرؤية هو تخفيض معدل البطالة وتوظيف أبناء المملكة من الخريجين والخريجات، ونجحت السعودية في ذلك من خلال توسيع القاعدة الاقتصادية وضخ الاستثمارات في عدة قطاعات مختلفة، مما نتج عنه توفر عدد كبير من الفرص الوظيفية للجنسين، حيث وصلت نسبة توظيف العنصر النسائي إلى 37 % من حجم القوى العاملة، وهذا الهدف تم تحقيقه قبل الوقت المحدد له بسنوات.

وحول دور صندوق الاستثمارات العامة في الاقتصاد قال القرعاوي؛ الصندوق هو قاطرة الاقتصاد السعودي، والمضلة الرئيسية التي حركت رؤوس الأموال، وأوجدت مسارات جديدة للاقتصاد الوطني لم يكن القطاع الخاص يرغب بالدخول بها مثل السياحة والترفيه وصناعة السيارات، وهذا بدوره ساعد بشكل مباشر وغير مباشر في خلق آلاف من الفرص الوظيفية.

وأكمل القرعاوي؛ مساهمة صندوق الاستثمارات العامة لم تقتصر على الاقتصاد السعودي فحسب، بل هناك دول مجاورة استفادت من استثمارات الصندوق، نتيجة للخبرة التي يتمتع بها كأحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، ولما يملكه من خبرة فنية معرفية ومتراكمة على مدار سنوات.

ويستهدف صندوق الاستثمارات العامة استحداث 1.8 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وأن تتجاوز حجـم الأصول 4 تريليونات ريال بنهاية 2025.

ويتولى الصندوق  دور المحرِّك لجهود التنويع الاقتصادي الاستراتيجي المستدام، وذلك التزاماً بمستهدفات رؤية 2030. ويساهم الصندوق في تطوير القطاعات الأساسية من خلال خلقه للفرص المجدية تجارياً، بالإضافة إلى الاستثمار فيها بالشكل الذي يحقق النمو للقطاع الخاص في العديد من المجالات. كل ذلك يقف بجانب التزام الصندوق بامتلاك محفظة قوية ومتنوعة من الاستثمارات في المملكة سواءً بالاستثمار في الشركات المدرجة أو غير المدرجة.