السبت, 3 أغسطس 2024

الطرب الينبعاوي .. مواويل بحرية ولون شعبي أصيل

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

يعد لون الطرب الينبعاوي من الفنون التراثية المعروفة في عدد من المدن الساحلية خصوصا في مدينة ينبع حيث اشتهرت هذه الفنون في هذه المدينة السعودية التي يفصلها عن حضارة وادي النيل شاطئ البحر الأحمر.

ويعتمد الطرب الينبعاوي وهو فن موسيقي شرقي أصيل على الرتم السريع في ألحانه والأعمال الموسيقية الغنائية التي تقدم من خلاله، ولهذا الفن علاقة وطيدة بالبحر وأهازيجه حتى الرقصات والأنماط الموسيقية الخاصة بالمناطق الساحلية وعبر الزمن ومن خلال الممارسين لهذا اللون الشعبي تمت إضافة عدد من الجم اللحنية والموشحات العربية له وغيرها من الأغاني المصرية وذلك بعد أن تم تسريع لحنها وتعديل بعض الكلمات دون التغيير في لحن مقامها.

ووفقا لتقرير نشرته مجلة الهيئة الملكية للجبيل وينبع “سدم” يشير المهتمون بهذا الفن إلى أنه في مطلع السبعينات تمت إضافة الموال إلى هذا اللون الشعبي الأصيل ويعتبر الفنان حسن عبدالرحيم أحد رواد فن الطرب الينبعاوي حيث الف ولحن وقام بأداء عدد من الإعمال والأغاني الطربية الينبعاوية ومثلما استلهم هذا الفن من الأغنيات القديمة والمعاصرة كان ملهما لفنون اخرى في أماكن اخرى فحتى وإن كان هذا الفن منتسبا إلى حيث ظهر إلا أنه استطاع الانتقال عبر البحارة في البحر الاحمر إلى الدول المشاطئة للبحر حتى بات شهيرا هناك كما في ينبع بذات الاسم.

اقرأ المزيد

ومن المناطق التي ينتشر فيها الفن الينبعاوي بطريقته المعتادة بالكف الينبعاوي مدن ومحافظات ساحل البحر الاحمر ومكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة وغيرها من المدن الأخرى وهو معروف أيضا في مدينة الغردقة المصرية والعقبة الأردنية ومدينة الحديدة اليمنية حيث يتم اداء هذا اللون برفقة السمسمية.

كما يتداول البعض معلومات خاطئة من غير العارفين بالفنون الشعبية عن لون الطرب الينبعاوي خاصة اولئك الذين يعتقدون بانه من الالوان المصرية الغنائية وذلك للشبه في جملة اللحنية مع الاغاني والايقاعات المصرية والحقيقة في هذا الجانب هي ان الفن الينبعاوي فن مستقل سواء من ناحية الكلمة واللحن او الايقاعات واسسه الرعيل الاول من المهتمين بالفنون الشعبية البحرية في منطقة الحجاز قبل حوالي اكثر من ستين عاما وهذا ما يشير اليه عدد من البحوث والدراسات المرتبطة بتراث الفنون الشعبية ومنهم من يذكر المهتمون بهذا اللون الشعبي العريق اهالي مدينة ينبع حيث كانت السنابيك والسفن البحرية تحمل البضائع إلى السويس بمصر وكانوا على متنها يتسامرون خلال الرحلات البحرية ومن هناك يحضرون بضائع وفي طريقهم يعزفون السمسمية ويتسلون حتى يصلوا الى وجهتهم وكانوا في السويس وعدد من المدن المصرية التي تقع على ساحل البحر الاحمر يستمعون الى اغان مصرية ويحاولون تقليدها وغناءها على الايقاعات الينبعاوية خصوصا بعض المواويل وذلك لان بعض كبار السن من المتاثرين والممارسين للفن الينبعاوي جلسوا في مصر وتاثروا بالالحان والكلمات والاجواء الموسيقية الموجودة.

ويعتبر الموال من أهم مقومات النجاح للطرب والاغاني الينبعاوية وهو من الانماط التي تحظى بمكانة خاصة في الحجاز وبعض المواويل في الطرب الينبعاوي يصل عمرها إلى أكثر من خمسين عاما إلا أنها لا تزال تغني وتردد على السنة عشاق الفن الينبعاوي ويمتاز الموال الينبعاوي بمحاكاته للواقع من ناحية الكلمات التي تغنى من خلالها ويلتقي فيه عدد من المعاني التي لا تخلوا من المشاعر المحببة للنفس .

ذات صلة

المزيد