الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تسويق الإنسان لنفسه من المهارات التي نحتاجها جميعا على حدسواء ولعل المسؤول يحتاج لتلك المهارات ربما أكثر من غيره لأنه لايمثل نفسه فقط بل يمثل الجهة التي يعمل بها والمنصب الذي يشغله. ويتكون المزيج التسويقي بشكل عام من أربعة مكونات مهمة وهي المنتج والمكان والترويج والسعر، وسأناقش في هذا المقال المكونات الثلاثة الأولى التي تعنينا في تسويق المسؤول لنفسه.
أولا: المنتج وهو المسؤول نفسه وسيرته الذاتية ومايحمله من شهادات وإنجازات ومميزات ومهارات، لذلك نلاحظ أنه حينما يتم تعيين مسؤول جديد فإنه يتم عرض سيرته الذاتية لأنها تعطي دلالة عليه وتجيب على سؤال ( لماذا هو)؟
ثانيا: المكان وهو أماكن تواجد هذا المسؤول سواء التواجد الفيزيائي أو التواجد الإعلامي وتجيب على السؤال (أين هو)؟
ثالثا: الترويج وهو في موضوعنا هنا يتمثل في المحتوى وينقسم إلى قسمين: الأول، وهو كل مايقوله أو يفعله هذا المسؤول بنفسه بشكل مباشر. الثاني: هو مايتم نقله عنه من محتوى بشكل غير مباشر ولكن بشكل رسمي كالموقع الإكتروني للجهة التي يرأسها أو عن طريق المتحدث الرسمي لهذه الجهة أو مايتم تغطيته عنه من جهات أخرى إلى غير ذلك وتجيب على (من هو؟)
في الحقيقة كل هذه الثلاث نقاط مهمة ولكن ليست جميعها على مستوى واحد من الصعوبة. ففي الوقت الحالي أغلب المسؤولين لديهم سيرة ذاتية ملفته ويستطيعون الوصول بسهولة لجمهورهم المستهدف خصوصاً في ظل توفر قنوات التواصل الإجتماعي ولكن التحدي الأكبر من وجهة نظري هو الترويج وكيفية صناعة محتوى يُمثل هذا المسؤول ويسوق له لا يسوق عليه.
والمسؤولون في هذا الموضوع أنواع. فهناك مسؤول ذو مهنية عالية يقول أنه يعمل بصمت ويدع الإنجازات تتحدث ولايحب الظهور الإعلامي ولكن برأيي هذا جزء من الحقيقة والناس كما يقال “مالهم إلا الظاهر” فالإنجازات لاتتحدث عن نفسها أبداً بل لابد لها من يتحدث عنها ويعلن عنها بل ويذكَر بها. وهناك مسؤولون “شعبويون” كما أسميهم لايوجد لديهم انجازات حقيقية وليس لديهم تلك المهنية العالية ولكن استخداموا الترويج لأنفسهم بذكاء فأصبحوا قريبين من الموظفين الذي يرأسونهم ولهم سمعة جيدة يعيها الواعي أنها غير حقيقية. وهناك مسؤولون يقولون ويفعلون. لديهم انجازات حقيقية وأصحاب مهنية عالية ويتم الترويج لهذه الإنجازات بمستوى عالي من الحرفية وتسوق لهذا المسؤول وتخدمه. وهذا هو روح التسويق للذات. أن يكون هناك انجاز حقيقي وشخصية بمهنية عالية ويتم على أساسها الترويج لذلك كما ينبغي.
خلاصة القول، كلنا نحتاج للتسويق للذات وهو مسؤولية ومهارة ترفعنا وتخفضنا وكلما زادت مسؤولياتنا تزداد تلك المهارة أهمية فكل كلمة بل كل حرف يدل علينا ويسوق لنا أو يسوق علينا. فلسنتخدم ذلك بذكاء ولنكن واعين لذلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال