الجمعة, 2 أغسطس 2024

مشروع الحافلات ذات المسار المحدد BRT في المدينة .. كيف ستكون المسارات والآثار الاقتصادية المرتقبة للمشروع؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

أكد عدد من الاقتصاديين في المدينة المنورة أن إعلان هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة أسماء الشركات المؤهلة للمشاركة في منافسة مشروع الحافلات ذات المسار المحدد BRT هو بمثابة تحول نحو الجودة بشكل أكبر في خدمات النقل سعيا لجعل المدينة المنورة انموذجا للتحول الاقتصادي والعمراني في ظل المشاريع القائمة في المنطقة، هذا فيما نشرت “مال” في أبريل الماضي المسارات المتوقعة لشبكة النقل.

ويتوافق مشروع شبكة النقل العام مع التوجه الحكومي نحو زيادة أعداد الزوار للمدينة المنورة سنويا إلى 30 مليون زائر في غضون الأعوام الستة القادمة، في حين تشهد المدينة مشاريع اقتصادية تستهدف زيادة السعة الفندقية ورفع جودة قطاع الإيواء.

ويتكون مشروع الحافلات السريعة (BRT) من مسارين رئيسين بمجموع أطوال 52 كم، وتتضمن 33 محطة وقوف، وبطاقة استيعابية تصل إلى 1800 راكب في الساعة، ويشمل المسار الأول 22 محطة وقوف في مسار يبلغ طوله 36 كم، لينطلق من محطة مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي وصولاً إلى محطة غرب المدينة المنورة مروراً بمجموعة من المحطات؛ أبرزها محطة المسجد النبوي الشريف، ومحطة قطار الحرمين السريع، ومحطة مدينة المعرفة الاقتصادية، ومحطة مشروع رؤى المدينة، ومحطة الاستاد الرياضي بالعزيزية.

اقرأ المزيد

ويشمل المسار الثاني 11 محطة وقوف في مسار يبلغ طوله 16 كم، لينطلق من محطة ميدان سيد الشهداء “جبل أحد” وصولاً إلى مسجد الميقات مروراً بمجموعة من المحطات؛ من بينها محطة المنطقة المركزية “شمال”، ومحطة الطريق الدائري المتوسط، محطة ميدان العنبرية، ومحطة دار الهجرة.

وعلق المهندس محمد الشريف وهو مستشار في المدن على التطور الحاصل بإعلان هيئة تطوير منطقة المدينة لأسماء الشركات بالقول إن ” مشاركة شركات النقل الكبرى في مشروع الحافلات السريع سترفع من الجودة في خدمات النقل بشكل تحتاجه المدينة في ظل المشاريع القائمة”، فيما قال المهندس طلال قشقري الكاتب والمهتم في اقتصاديات المدن إن “المشروع من ضمن ما يمكن أن يطلق عليه في أولويات المدن بالهام والعاجل كونه يعالج اشكاليه قد تتفاقم لو لم يتم تناولها مع الطموحات الاقتصادية الكبيرة للمنطقة، في حين لفتت الدكتورة عبلة مرشد الكاتبة المتخصصة في الاقتصاد إلى الأهمية الزمنية لوجود شبكة نقل تواكب ارتفاع الإقبال على زيارة المسجد خصوصا في المناسبات الدينية ومواسم رمضان.

وامتدح القشقري ما اعتبره آلية جيدة في طرح المنافسة من جانب الأمانة وعملية التخصيص واحترام التخصص للشركات ذات الخبرة والمهام الموكلة لها في التخصصات المختلفة من المشروع، بحيث لا تتولى شركات أعمال خاصة بشركات أخرى، لكنه أشار إلى أهمية أن يكون المشروع أكثر من أن يغطي فقط المنطقة المركزية في المدينة المنورة باعتبار المدينة باتت متسعة الأطراف وتشهد مشاريعا مختلفة في كافة الاتجاهات.

وكانت هيئة تطوير منطقة المدينة المنورة أعلنت ظهر الأحد أسماء الشركات والتحالفات المؤهلة في منافسة مشروع الحافلات ذات المسار المحدد BRT، والتي تشمل شركات عالمية ومحلية رائدة في مجال النقل العام، وتُعد هذه المشاركة خطوة مهمة في مسيرة تنفيذ المشروع، الذي يُعد أحد الركائز الأساسية للتحول الاقتصادي والعمراني في المدينة، ويعمل على تطوير وسائل النقل العام، وإحداث نقلة نوعية لتعزيز قطاع النقل تماشياً مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.

وتتمتع الشركات المؤهلة -وفقا لاقتصاديين- بخبرة واسعة في مجال النقل العام، وقدرات فنية ومالية تمكنها من “تنفيذ مشروع الحافلات السريع وفق أعلى المعايير العالمية” كما يقول المهندس محمد الشريف الذي يضيف أن هذه المشاركة تُعد تأكيداً على أهمية المشروع، ومساهمته في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المدينة.

ويعد الشريف أبرز الفوائد التي تعود على المشروع من مشاركة شركات النقل الكبرى: ضمان التنفيذ وفق أعلى المعايير العالمية: اذ تتمتع الشركات الكبرى بخبرة واسعة في مجال النقل العام، وقدرات فنية ومالية تمكنها من تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير العالمية، بما يضمن توفير خدمة نقل آمنة وفعالة للمواطنين والمقيمين بالإضافة إلى تحقيق التكامل مع المشاريع الأخرى، وتساهم مشاركة الشركات في جذب الاستثمارات العالمية إلى المدينة، مما يعزز النمو الاقتصادي ويخلق فرص عمل جديدة.

ويشير المهندس محمد الشريف إلى أن المدينة باتت نعد نموذجاً للتحول الاقتصادي والعمراني في المملكة، حيث تُعد مركزاً تجارياً واقتصادياً رائداً، وتشهد نمواً عمرانياً متسارعاً، ويُعد مشروع الحافلات السريع أحد أهم المشاريع التي تُنفذها الهيئة في المدينة، وتهدف إلى تطوير وسائل النقل العام، وتعزيز كفاءة شبكة النقل، وتحسين جودة الحياة في المدينة.

من جهته قال رجل الأعمال فهد بن رفاعي ان الإعلان عن خطوات عملية في اتحاه تنفيذ مشروع للنقل العام بهذا الشكل ستقود دون شك لتحريك عجلة الاقتصاد بشكل كامل في المنطقة وستسهم في رفع جودة المنافسة لدى الشركات وأصحاب الأعمال، للوصول للمستويات الجديدة من الجودة، هذا بالإضافة لدخول عناصر جديدة في آليات تسهيل تنقل الأفراد وحركة التجارة في المنطقة.

من جانبها، أشارت الدكتورة عبلة مرشد الكاتبة المتخصصة في الاقتصاد أن إطلاق مشروع الحافلات السريع يعد من أهم المشاريع الحالية في منطقة المدينة المنورة بصفة عامة والمدينة كمركز للمنطقة أهمية خاصة لما تشهده من امتداد عمراني في جميع الجهات، بالاضافة إلى ما تشهده المدينة من تطور عمراني ونشاط اقتصادي ملحوظ، ولتنظيم وخدمة النقل من وإلى المسجد النبوي يعد من الأهمية العالية لخدمة الزوار والمعتمرين والحجاج وسكان المدينة الذين يعتمدون على نقل الحافلات للوصول إلى المسجد النبوي خصوصا في رمضان والحج التي تبلغ المنطقة المركزية ذروتها في الازدحام، حيث يُمكّن المشروع من تيسير النقل السريع داخل المدينة لخدمة سكان وزوار المنطقة.

ذات صلة

المزيد