الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
(نيوم) كلمة جديدة في كل معاجم لغات العالم ، مشتقة من كلمتين ،NEO اللاتينية وتعني جديد و M الحرف الإنجليزي للكلمة العربية مستقبل . هكذا أراد لها قائد المستقبل الجديد محمد بن سلمان أن تكون مدينة جديدة في كل شيء بدءا من اللغة الجديدة والخاصة بها غير المنحازة لأي لغة في العالم . فاللاتينية أم كل اللغات الغربية، والعربية بحرف غير عربي والإنجليزية لغة العلم والتواصل العالمية موجودة بشكلها في الكلمة . إذا فـ “نيوم” تكون لغتها الخاصة بها من اللحظة الأولى لولادتها ، لتقول أنها عالم جديد تماما غير ما تعرفونه الأن .
(لكل زمان دولة ورجال) هكذا يقول المثل العربي الشهير ، وأقول ولكل زمان عاصمته العالمية التي تديره . فكانت بابل وروما والمدائن وبيزنطة ودمشق وبغداد والقسطنطينية ولندن وموسكو وواشنطن ونيويورك ، وهذا زمن (نيوم)، فلماذا نيوم ؟
أولا الموقع الإستراتيجي بين أهم قارات العالم آسيا وإفريقيا وأوروبا. وهذا أيضا من دلالات الإختلاف ، فلم يعد في العالم موقع إستراتيجي بقوة وأهمية موقع “نيوم” لم يُستغل ، والذي يكاد يكون خاليا تماما من أي بناء، ما يجعله جاهزا لإستقبال أي شكل من أشكال البناء من أعماق الأرض وحتى عنان السماء دون أي عوائق .
والموقع على جماله الخلاب فقد زرته أكثر من مرة، يقع على تلاقي كل الطرق بين القارات الثلاث البحرية والجوية والبرية خصوصا بعد إنشاء جسر الملك سلمان بين السعودية ومصر. فالموقع بكل المقاييس مناسب وجاهز لأن يكون عاصمة للعالم الجديد .
الشباب السعودي الذين قال عنهم قائد المستقبل أنه أقلهم من أهم المزايا التي ستقوم عليها نيوم . فتعداد الشباب في المجتمع السعودي يفوق ٦٠٪ من السكان ، وأولئك الشباب مؤهلون على أعلى مستوىرمن التعليم سواء منهم من أُبتعث إلى أرقى جامعات العالم ومن درس في الجامعات السعودية ، أي أنهم مهيؤون علميا للمستقبل الجديد . لكن الأهم برأيي وأنا القريب من الشباب جدا أنهم متحفزون للإنطلاق وتقبل التحديات الجديدة على أعلى مستوياتها.
وإن كان الشباب السعودي هو عماد تلك المدينة الوليدة فإنهم لن يكونوا سكانها الوحيدون بل هم شركاء فيها مع كل شباب العالم المتحفز للإنطلاق إلى العالم الجديد بكل جماله وتحدياته . وذلك ما أُسست عليه المدينة أن تكون مدينة العالم على أرض سعودية ، والتمايز على أرض المستقبل ليس للجنسية بل للإبداع والجرأة ، أو كما وصفهم قائد المستقبل هي مدينة (الحالمون) .
والمستقبل الذي يمتثل في الذكاء الإصطناعي أو ما يسمى بالثورة الصناعية الرابعة ، فقد بدأ الحديث عنه منذ العام ١٩٥٦ كما صاغه عالم الحاسب الألى جون مكارثي . وقد حقق قفزات هائلة طوال الستين سنة الماضية ، إلا أنه وفي السنوات العشر الأخيرة أخذ هذ االذكاء في التسارع حتى أصبح الحديث عن المدن الذكية واقعا لاخيالا كما كان في السابق . ونيوم سوف تكون المدينة الأولى في العالم التي تولد ذكية من يومها الأول ، أي أنها ستكون أول مدينة(روبوت) في العالم منذ الولادة ، وكل ما فيها سوف يكون ذكيا . وهذه الميزة لن يسبقها إليها أي مدينة في العالم . وتحوير أي مدينة لتصبح ذكية لن يجلها ذكية بالكامل كما هي نيوم مهما عُمل فيها . والذكاء الكامل لنيوم يعني أن المدينة تعمل بكاملها كجسد واحد متعاون يساعد بعضه بعضا ، ولا يوجد جزءا في المدينة أقل ذكاء يعيق حركة بقية المدينة . فالمدينة بذلك تمثل المستقبل بجنونه وأحلامه.
أخيرا الأزمات الاقتصادية العالمية المتقاربة والمؤلمة جدا للاقتصاد العالمي والتي لم ينج منها اقتصاد ، فمن العام ٢٠٠٠ حتى الأن مر العالم بأزمتين خانقتن ومازال يعاني من آثر الأزمة الثانية حتى الأن. تلك الأزمات الاقتصادية من أهم أسبابها برأيي محدودية مجالات الإستثمار أمام رؤوس الأموال فأصبح التنافس بينها قويا جدا حتى في أدق الصناعات الحديثة . وذلك أدى إلى أزمات مالية للشركات العالمية في مختلف المجالات الصناعية . فشركات النفط والسيارات وبعض شركات الأجهزة الذكية وغيرها من الصناعات تعاني من حدة المنافسة .
وتأتي نيوم لتؤسس لمرحلة جديدة تماما من الإستثمارات من أبسط الأمور وحتى أكثرها دقة وتعقيدا من أرض الشارع إلى داخل مخ الإنسان ، كل ذلك سيكون جديدا تماما ليس له مثيل في العالم . ويؤكد هذا شركاء نيوم في البناء ، ويكفي أن نستشهد بكلام ناسايوشي سون رئيس (سوف بنك) الذي قال (“في “نيوم” لن نستورد التكنولوجيا بل سنبتكرها وسنحصل على 100% من الطاقة من الشمس وأشعتها استنادا إلى طبيعة المملكة، وسنبتكر أكبر مولد طاقة شمسية في العالم في المدينة وأكبر جيل متقدم من الروبوتات في العالم. وستكون أول مدينة على الكوكب يفوق فيها عدد الربوتات السكان البشر وهذا سيحدث بعد 30 عاماً من الآن”.
أنها مدينة تؤسس لمستقبل جديد في كل شيء بما فيه الإستثمارات التي لن يُقبل فيها أي إستثمار تقليدي ، ورأس المال الجرئ هو الذي سيبني ذلك المستقبل الجديد في عاصمة العالم الجديد NEOM. ولأهمية ما تؤسس له نيوم من مستقبل إستثماري ضخم تحرص كبرى الصناديق السيادية والإستثمارية في العالم على الإستثمار فيها ، فضلا عن كبرى الشركات العالمية .
والأهم من كل ذلك أن أصحاب الأفكار الجامحة والطموحة في العالم سيجدون في نيوم أرضا خصبة لإبداعهم وتميزهم ونظرتهم المختلفة لعالم المستقبل لمواكبة فكر قائد المستقبل الجديد محمد بن سلمان .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال