الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“آه مارق الرياض تالي الليل” يقول مهندس الكلمة سمو الأمير بدر بن عبد المحسن في وصفه للرياض التي باتت اليوم محوراً لحديث الحاضر والغائب و الساكن والزائر والسائح كلً في طريق، ولكن هناك طريق واحد وحديث واحد مشترك في مطالع القول عن الرياض في الفترة الأخيرة بشكل خاص وهو عن ظاهرة الزحام المروري خلال معظم ساعات اليوم، فلا يكاد يسلم فرد من نيل حظه منه بشكل يومي نهاراً ومساءاً ذهاباً واياباً، مما يعكر صفو الحياة وجودتها، ويصبغها باللون الأحمر القاتم بدلاً من الأخضر المبهج بمجرد أن تلقي نظرة من هاتفك على أحد تطبيقات أو برامج المساعدة على التنقل.
هي مشكلة يصفها البعض بالأزلية ولكنها حتماً تفاقمت حتى باتت وكأنها أبدية متأثرة بالنهضة والتطور الذي تعيشه العاصمة لولا بعض المؤشرات والمبشرات التي تنبثق من هنا وهناك عن مشروعات قادمة تسعى لمعالجة المشكلة من جذروها وبأثر رجعي إن صح التعبير من خلال مراجعة المخطط العام لشبكة الطرق وغيرها من المشروعات لتتمكن الرياض من السير بسلاسة و الذهاب بعيداً بعيداً كما يراد لها في طريق النهضة والتفرد، خصوصاً وأنه قبل أيام قليلة قد تم الإعلان عن نجاح الفترة التجريبية لمشروع النقل العام الموحد بالحافلات لمدينة مكة المكرمة (حافلات مكة) الذي استمر على مدار أكثر من عام ونصف و سجل أرقاماً وانجازات مبشرة تخطت حاجز الـ 100 مليون مستفيد، تحمل على التفاؤل على أن تجربة خيار النقل العام تلقى قبولاً وترحيباً داخل المملكة، ولعل التجربة نفسها تعيشها الرياض بعد إطلاق المرحلة الرابعة من مشروع النقل العام 19 أكتوبر الماضي إلا أنها لازالت تواجه عزوفاً أخشى أن يطول إذا لم يتم العمل بشكل مدروس على نشر ثقافة النقل العام، والتعريف به لمختلف شرائح المجتمع، وجعله خياراً “غير ربحي” لكثير من التنقلات اليومية لعدد لابأس به من المستفيدين ذهاباً واياباً إلى انشطتهم اليومية.
ولست هنا في معرض الحديث عن مشاريع النقل وجعلها طريق الخلاص الوحيد من هذه الأزمة بل الأمر من وجهة نظري يتطلب تكاتف الجميع والعمل المشترك بين الجهات الحكومية والخاصة لبحث الحلول الممكنة على المدى القريب والبعيد، وبذل لمزيد من الجهود من قبل المرور من خلال تكثيف التواجد في المحاور ومظان الاختناقات المرورية بشكل استباقي والحد بشكل فوري وسريع من تمدد الاختناق إلى محاور أخرى، والعمل على الاستفادة من التجارب العالمية في هذا الشأن.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال