الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في مقال سابق استعرضت الأراء التي تنادي بأهمية وجود هيئة تسويق للسعودية تكون مسؤولة عن التسويق الخارجي لها خصوصاً بعد خبر استضافتنا لقمة العشرين في عام 2020 وهو حدث بما لاشك فيه يعكس مدى ثقل السعودية اقتصادياً وفاعليتها في رسم سياسة الإقتصاد العالمي. كان لي رأي محايد في ذلك الوقت، فكنت لا أرى بأهمية وجود هذه الهيئة ولا أرى أهمية بعدم وجودها. ولكني بما لاشك فيه أعتقد بأهمية العمل على ملف التسويق الخارجي للسعودية سواء بهيئة متخصصة أو بدون. أما الآن فأنا أرى أن وجود قسم التسويق في أي وزارة أو هيئة هو ضرورة لا ترف وأن يكون من ضمن مهامه التسويق الخارجي للسعودية دون الحاجة لوجود هيئة مختصة للتسويق. فالتسويق للدول له اذرع متشابكة تتداخل فيها وزارات عدة وهيئات مختلفة وأرى أنه لايحصر في جهة واحدة فقط. والسبب لميلي لهذا الرأي ماشاهدته وشاهده آخرون مؤخراً من أحداث محلية وصلت أخبارها عالمياً. فعلى سبيل المثال، الحملة السعودية الصارمة لمكافحة الفساد تمت متابعتها عالمياً ومن الرئيس ترامب تحديداً. وفيما يلي سأستعرض أبرز المساهمات التي أرى أن لها قيمة في مايخص التسويق الخارجي لبلدنا.
– مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار الذي أعلن فيه عن مشروع “نيوم” الضخم والذي ضم أكثر من 100 متحدث من رؤساء وصانعي السياسات والقرارات المالية في العالم وحضره 3500 شخصية عالمية من القطاع المالي للاستثمار، وفي هذا المؤتمر تم منح الجنسية السعودية للروبوت “صوفيا”. وصوفيا هذه لمن لايعرفها هي أحد أذكى وأشهر الروبوتات في العالم وتمثل ثورة في تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي وسبب شهرتها هو اجراؤها لعدد من المقابلات التلفزيونية، ومشاركتها في مؤتمر “الذكاء الإصطناعي” الذي نظمته الأمم المتحدة. ومنح الجنسية السعودية لصوفيا في هذا المؤتمر اُعتبر “بادرة رمزية” لبيان مستقبل مشروع نيوم فيما يخص التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وأعتبره أنا تسويق خارجي بإمتياز “للسعودية الجديدة”.
– منتدى مسك العالمي الذي يقام بالشراكة مع جامعات عالمية رائدة ويجمع المبدعين والمفكرين من جيل الشباب مع المبدعين من أنحاء العالم لمناقشة سبل مواجهة تحدي التغيير واكتساب الخبرات من خلالها. وتحدث هذا العام أكثر ممن 100 متحدث من أنحاء العالم ،كان من أبرزهم بيل قيتس وجوناس كيلبرغ، الذي شارك في تأسيس سكايب وآلان بلو، مؤسس شبكة لينكد إن وكريس غاردنر، المؤلف الأمريكي الشهير. فحدث مثل هذا هو أعمق من أن يهدف فقط لإكساب الخبرات للشباب السعوديين المبدعين بالإحتكاك بهؤلاء المشاهير والإستفادة من خبراتهم، بل أرى أيضا أنه منبر لإيصال فكرة لهؤلاء المشاهير العالميين وما يحملونه من ثقل للعالم بأجمع حول السعودية بإحتضانها هذا المؤتمر.
– استضافة هيئة الترفيه للموسيقي اليوناني الشهير “ياني” في ثلاث مدن سعودية هي الرياض وجدة والظهران. وياني فنان عالمي ومؤثر، فبالإضافة لإتاحة الفرصة لأن يحضر له السعوديون في بلدهم بدلاً من مدن العالم التي يحي فيها هذا الفنان أمسياته، فأعتبر حضور هذا الفنان من وجهة نظري منبراً ذهبي للتسويق الخارجي للسعودية. فقد تابعت تغريداته في تويتر والتي تحدث عن هذه التجربة بكلام كان برأيي أبلغ وأكثر أثر من كثير من الجهود الإعلامية التقليدية.
إنشاء مركز التواصل الدولي والذي هو أحد مبادرات وزارة الثقافة والإعلام وكذلك، إنشاء مركز الاتصال والإعلام الجديد في وزارة الخارجية والذي يعول عليهم كثيراً في المرحلة القادمة في التسويق للسعودية.
لاشك أن هناك مساهمات أكثر ولكن هذه الأبرز من وجهة نظري. فلو كل جهة من الجهات على سبيل المثال هيئة الترفيه والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والهيئة العامة للإستثمار ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الخارجية فعلت ملف التسويق للسعودية والذي أنا على ثقة بأنه تم تفعيله وذلك تماشياً مع برنامج التحول الوطني 2020 والذي من ضمن أهدافه تحسين الصورة الذهنية للملكة بنسة58% فإن هذا العمل سيؤْتِي أُكُلَهَ. فتكاتف الجهود كلٌ واختصاصه لهدف واحد يغني ويثري ويحقق هذه الهدف من مختلف الأصعدة.
خلاصة القول، سواء اتفقنا أو اختلفنا في موضوع من يسوق للسعودية، فهناك اجماع على أنه هذا هو الوقت لهذا التوجه. فإذا لم تصنع السعودية صورة ذهنية تريدها، فهناك من يصنع لها صورة لا تريدها بدلاً عنها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال