الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جهود الجهات الحكومية لتيسير حياة الناس والرفع من جودة الحياة قائمة على قدم وساق. ومما يتكلم عنه المواطنين في احاديثهم ازدحام الشوارع والذي بلغ درجة اصبح معها الوقت للذهاب والقدوم للعمل يستغرق ساعات. وهذا الامر يشكل عبئا كبيرا ومضيعة للوقت وايضا يقلل في رأيي من جودة الحياة داخل المدن الرئيسية في المملكة إضافة الى تسبب هذا الزحام في تلويث المناخ بسبب انبعاثات السيارات، والحوادث المرورية وسرعة انهاك الطرق وتقليل عمرها الافتراضي .. الخ.
طبعا بذلت الجهات المعنية جهودا كبيرة في معالجة هذا الأمر، ومن ضمن الجهود توفير نقل عام لمن يرغب. ولكن هذا لم يساهم في حل إشكالية الزحام التي يشتكي منها جميع سكان العاصمة والمدن الرئيسية. واعتقد لحل هذا الاشكال لا بد من حلول جذرية. واذكر بأن مستهدفات الرؤية المعلنة تقتضي مضاعفة حجم العاصمة وأيضا فتح مملكتنا للسياح ليكون عددهم على الاقل 150 مليون سائح (ومستهدف عدد السياح متى وصلنا له سيرتفع بلا شك) . وهذين المستهدفين يقتضيان لا محالة زيادة الازدحام في الطرقات بشكل كبير جدا في جميع مدن المملكة وبلا استثناء (ما لم يعالج هذا الامر).
مقالي هذا يحمل اقتراح، ارجو ان ينظر له من قبل مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، إضافة الى وزارات يدخل الموضوع في صلب عملها بشكل مباشر او غير مباشر ومنها: المالية، وزارة الطاقة، وزارة النقل والخدمات اللوجستية، وزارة الداخلية (ممثلة في الإدارة العامة للمرور)، ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان.
فحوى الاقتراح ان يكون النقل العام داخل المدن وتحديدا الباصات (مجانا)، وان تتكفل الدولة بكافة نفقاتها ومصاريفها، هذا قد يساعد على تشجيع استخدام الباصات لا سيما من ذوي الدخل المحدود وتقليل السيارات في الطرق على ان يتزامن مع هذا الامر فرض رسوم لمن يدخل بسيارته الى داخل مراكز المدن بعد تصنيفها الى مناطق مقسمة الى منطقة 1 يفرض عليها مقابل مالي اعلى بينما المنطقة رقم 2 قد تكون اقل وهكذا وتحديدا خلال ساعات النهار وحتى الساعة الـ 7 مساءا.
هذا الاجراء اذا تم تطبيقه، قد يساهم في لجوء الناس الى استخدام النقل العام وتقليل معدل وجود السيارات بالشوارع المزدحمة، كما ان العوائد المتحققة لمالية الدولة عبر فرض رسوم على الدخول للمناطق الرئيسية قد تساهم في تعويض العوائد المفقودة من استخدام النقل العام اذا ما اضفنا إليها تكاليف أخرى مثل اهلاك الشوارع والتأثير على المناخ.
بجعل النقل العام مجانا للجميع من الممكن ان يساعد على استقطاب المواطنين والمقيمين لا سيما في الرياض نحو استخدامه ناهيك عن استخدام الميترو متى ما تم تشغيله، فالنقل العام سيصبح أساسي في تحركات الموظفين والطلبة وغيرهم وسيقل استخدام السيارات الخاصة في التنقل وهذا سيؤدي (بدرجه عالية من اليقين) الى تخفيف الزحام في الطرقات. ليس ذلك فقط، بل سيؤدي الى نمو الضواحي حول المدن الرئيسية والتي لا يمكن للشباب والشابات السكن بها الآن مع هذا الازدحام المهول والذي ادى لان تكون المسافات بينها وبين مقار العمل تتجاوز الثلاث ساعات والنصف على اقل تقدير (في لحظات الذروة).
النقل العام المجاني سيساهم أيضا في تخفيف الحوادث المرورية وما يصاحبها من هدر للوقت والمال، والذي يعتبر الازدحام المروري من مسببات زيادته. أيضا النقل العام المجاني سيساهم في تخفيف المصاريف على الأسر السعودية بشكل كبير بما يؤدي لزيادة الادخار وفق تقدير الاسر وبما يزيد أيضا من القوة الشرائية.
مجانية النقل العام لا يمنع ان تراجع بشكل دوري من الجهات المعنية، ولكن اعتقد ان مجانيتها مبدئيا على الاقل لمدة عامين مع فرض معايير صارمة على جودة الخدمة وانتظامها ونظافتها، امر ضروري ليفكر بها الناس جميعا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال