المرأة ومجالس إدارات الغرف التجارية

عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية – الغرفة التجارية الصناعية بالرياض

 انتهت الانتخابات لأحد أهم الغرف التجارية الصناعية بالمملكة ، وهي غرفة الشرقية، بما يقارب 11 ألف صوت وهو أكبر عدد مصوتين في تاريخ انتخابات الغرف التجارية بالمملكة. ولكن للأسف لم يكن الحظ حليف السيدة المرشحه الوحيدة.

ورغم ان الامر متوقع، فقدرة المرأه على المشاركة الفعالة بالانتخابات والفوز أمر شبه مستحيل لعدة أسباب واضحة ولن تتغير دون تدخل من وزارة التجارة، لكن في انتخابات غرفة الشرقية كان هناك بصيص من الأمل.

اليوم بعد انتهاء الانتخابات وظهور النتائج فنأمل ان يقوم وزير التجارة بتعيين عدة سيدات في مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالشرقية في دورته الجديدة، خصوصا أنه الوحيد صاحب القرار في ذلك و بما له من صلاحيات في مجالس الغرف.

وهذا الطلب وطني وواجب على كل صانع قرار يؤمن ويدعم برنامج التحول الوطني. فوجود سيدات في مناصب قيادية وخصوصا في مثل مجالس ولجان الغرف التجارية، سيكون له دور رئيسي في دخول عدد أكبر من السيدات للقطاع الخاص. و دخول المرأه في القطاع الخاص من أهم العناصر التي ستقلل من البطالة، وستدعم نمو القطاع والأهم ستخلق روح المنافسة وزيادة الانتاجية.

التجربة ان تمت لن تكون فريدة فنحن نلاحظ أن المرأه بدأت تتبوأ مناصب قيادية بالقطاعين العام والخاص كأحد مظاهر التحول الوطني والذي سيحقق مشاركة أكبر للمرأه بالمجتمع والاقتصاد ككل. فبعد مجلس الشورى، دخلت مجالس البلديات، ايضا دخلن السيدات مجالس ادارات الشركات المساهمة، رئاسة البنوك التجارية ، رئاسة البنوك الاستثمارية و غيرها من المناصب قيادية واثبتن جدارتهن. 

ورغم التحديات التي مازلت موجودة والتي تعيق من مشاركة المرأه عموما، نجد لها حضور واضح ومشاركة جديده في شتى المجالات. فبدعم أكثر و تفعيل أكبر من صانع القرار كوزير التجارة، ستستطيع المرأة من المشاركة بشكل فعال لدعم عجلة الاقتصاد. فمن أهم القضايا التي تعاني منها المرأه، ارتفاع نسبة البطالة، و التي نأمل أن يكون للقطاع الخاص دور رئيسي في خفضها عن طريق خلق وظائف جديده، حيث ان عدد السيدات الباحثات عن عمل يفوق بكثير عدد الرجال، مما يجعل موضوع مشاركة المرأه أمر مهم جدا لمحاولة المساعدة بخفض هذه الأعداد.

هنا اكتب بتجرد ولم يدفعني للمطالبة بوجود سيدات في مجلس ادارة غرفة الشرقية، كوني سيدة بل ايماني بأن وجود المرأه بمجالس ادارات الغرف التجارية سيساعد على تسليط الضوء على قضايا مشاركة المرأه. لذلك أتمنى بأن يضم كل انسان سواء منتمي للقطاع الخاص أو للقطاع العام صوته إلى صوتنا، ويطالب بتعيين سيدات في مجلس غرفة الشرقية وكل مجلس في الغرف التجارية بعد ذلك.