النفط أم الذهب أم الدولار … في عام 2024

شهد عام 2023، تقلبات جيوسياسية وارتفاع الأسعار وحافلا ً بالكثير إقتصاديا ً، الذي ألهب جيوب المستتثمرين حول العالم، ويبرز النفط والذهب والدولار على رأس الخيارات الاستثمارية المفضلة لدى الكثيرين من المستثمرين.

كما يتكرر السؤال دائما ً الذي يشغل ذهن الكثير من المستثمرين، مع تقلب أسعار النفط والذهب والدولار عالمياً، هل الأفضل الاستثمار في النفط أم الذهب أم الدولار أم الاتجاه إلى أصول أكثر مخاطرة مثل الأسهم لتحقيق المكاسب؟

في عام 2023 ، سجل النفط الخام أول انخفاض سنوي له منذ عام 2020، إذ استمرت جهود أوبك للحد من الإنتاج والتوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط غير فعالة لتعزيز الشهية للنفط، وأثبت عام 2023، أن المملكة العربية السعودية السعودية تملك اليد العليا والأقوى في منظمة أوبك وأن العقوبات الأوروبية وأن حظر النفط الروسي كان له تأثير محدود.
قفزت أسعار النفط بـ 2% الثلاثاء 2 يناير 2024، لتبدأ العام الجديد على ارتفاع مع استمرار الاشتباك البحرية في البحر الأحمر ، مع احتمالية نحو تعطل محتمل لإمدادات من منطقة الشرق الأوسط، وتعزز التوقعات بتحفيز اقتصادي صيني توقعات الطلب في أكبر مستورد للخام في العالم.

إمدادات الخام العالمية والطلب في 2024 ، تبقى هما المحركان الأساسيان للنفط، نتيجة اختناق الإمدادات جراء التوترات في البحر الأحمر ونمو الطلب والتزام أوبك مع التخفيض الطوعي، قد يكونون دافعاً إيجابياً لتحركات النفط المستقبلية.
ارتفع الذهب… أخيرا ً بعد عامين متتالين من الخسائر، وسجّل الذهب أفضل أداء سنوي في 3 سنوات، خلال عام 2023، وحقق أداءً قوياً مع مكاسب تخطت 12% في 2023 إلى الآن في أفضل أداء سنوي منذ عام 2020 ، بدأ الذهب تداولاته عند 1820$ للأوقية مع بداية العام الجاري ، ويتداول اليوم عند 2077$ للأوقية.

يتأثر سعر الذهب من عدة جوانب بنفس العوامل التي تتأثر بها السلع الأخرى ، منها التضخم والعرض والطلب والأحداث الجوسياسية وقيمة العملات الرئيسية منها الدولار الامريكي، ومع ذلك فإن شعبية الذهب الكبيرة كمخزن للقيمة تجعل منه فرصة كبيرة الربح .

تستخدم البنوك المركزية في مختلف دول العالم الذهب في تحقيق الاستقرار لعملاتها حيثُ يُنظر إلى امتلاك مخزون كبير في نظام البنك المركزي للبلد على أنه أداة لدعم أموالها بسلعة قوية .

الدولار الأميركي … ثلاث سنوات متتالية من الأداء الايجابي القوي للدولار الأمريكي ، مع مكاسب وصلت 10% تقريباً في 2023، مثل هذا الأداء المتشابه حصل بين عامي 2012 وصولاً إلى 2015 قبل التراجع في الخمسة أعوام التي تلتها 2015 / 2020، ، وحققت عدة عملات مكاسب مقابل الدولار في 2023، حيث حقق اليورو مكاسب 3.4%، والجنيه الإسترليني مكاسب 5.5%، وكذلك الدولار الكندي مكاسب 2.7% ، وسجل اليوان الصيني خسائر 3.5%، والين الياباني خسائر 8%، سيكون العام القادم 2024 حافلاً بالكثير.

أثبت عام 2023 أن للأسواق إيقاعها الخاص الذي ليس من أحد قادر على مجابهته، كما أن معنويات الأسواق من السهل أن تتغير وأسعار الفائدة المرتفعة من البنوك المركزية ليست العامل الوحيد الذي يعتمد عليه المستثمرون، كانت الأسواق المالية وستبقى أسرع من الواقعية الاقتصادية في إعادة تسعير دورة جديدة للفائدة وإعادة التموضع مجدداً ، فهل سيستمر الزخم القوي للإستثمار في عام 2024؟