ميزانية 2023.. قراءة من زاوية اقتصادية مختلفة

قبل أيام قليلة تم الإعلان عن ميزانية السعودية الفعلية للربع الرابع لعام 2023 وتقدر اجمالي المصروفات بما يقارب 1293.2 مليار ريال وإيرادات 1212.3 مليار ريال. وهذا التطور الايجابي في الميزانية السعودية سوف أرصد تحليل شامل لميزانية السعودية من عام 2000 الى 2023.

مصدر الأرقام: البنك المركزي السعودي

الأرقام: بالمليار ريال

نلاحظ في الرسم البياني أعلاه تطور ميزانية المملكة العربية السعودية خلال الفترة من عام 2000 الى 2023.

خلال عام 2000 كانت ميزانية المملكة العربية السعودية لا تتجاوز 258 مليار ريال مقابل مصروفات تقريباً 235 مليار ريال 

وكانت الإيرادات غير النفطية لم تتجاوز 43 مليار ريال وتمثل نسبة 17% من اجمالي الإيرادات. 

لقد أستمر الزيادة في اجمالي إيرادات الميزانية صعوداً مثل ما هو موضح في الرسم البياني أعلاه حتى عام 2005 بإجمالي إيرادات تقريبا 564 مليار ريال بنسبة ارتفاع عن عام 2000 بما يقارب 119% وتعتبر ميزانية عام 2005 ضعف ميزانية عام 2000، بالنسبة إيرادات غير النفطية كانت في حدود 60 مليار ريال بنسبة ارتفاع تقريبا عن عام 2000 لم تتجاوز 37% بينما الإيرادات النفطية تجاوزت 119% عن عام 2000.

 خلال عام 2006 حتى عام 2008 تحسنت الإيرادات النفطية بشكل متزايد مثل ما هو موضح في الرسم البياني أعلاه وهذا التحسن يعود الى ارتفاع أسعار النفط وارتفاع إنتاج النفط بالتوازي، ولقد وصلت إجمالي الإيرادات عام 2008 الى ما يقارب 1.1 تريليون ريال وتعتبر هذه أول تريليون ريال في تاريخ ميزانية المملكة العربية السعودية خلال ذلك الفترة.

أما الإيرادات غير نفطية فقد كانت بحدود 117 مليار ريال مع ملاحظة بأن الإيرادات غير النفطية نسبة كبيرة منها تتعلق بقطاع البتروكيماويات.

خلال عام 2009 انخفضت الإيرادات النفطية بشكل حاد حتى وصولها بما يقارب 434 مليار ريال، ويعود سبب الانخفاض تأثر أسواق العالمية بالأزمة المالية العالمية في ذلك الوقت.

ولقد تحسنت إيرادات النفطية من عام 2010 حتى عام 2014 ولقد سجلت في عام 2014 بما يقارب 1.04 تريليون ريال، أما الإيرادات غير النفطية فلقد سجلت في عام 2014 بما يقارب 126 مليار ريال.

من بعد عام 2015 بدأت الاضطرابات في الميزانية وبدأت الإيرادات في النزول بسبب الانخفاض الشديد في أسعار النفط وهذا يوضحه الشكل في الرسم البياني أعلاه مع الملاحظة بأن زيادة في وتيرة الارتفاعات بالإيرادات غير النفطية ويعود سبب الارتفاعات الرئيسية في الإيرادات غير النفطية الى فرض الضرائب والرسوم وإعادة الهيكلة الاقتصادية.

 من الرسم البياني أعلاه يوجد تذبذب في الخط البياني في اجمالي الإيرادات مع تذبذب في خط الإيرادات النفطية وهذا ما نستنج بأن ما زالت الإيرادات النفطية تؤثر بشكل كبير على الميزانية السعودية، أما الإيرادات غير النفطية فهي مستقرة ومتزايدة بانتظام فلقد سجلت الإيرادات غير النفطية 457 مليار ريال خلال عام 2023 ويعتبر أعلى رقم سجلتها الإيرادات غير النفطية في تاريخ الميزانية السعودية مرتفعة عن عام 2000 بما يقارب 1005%.

 وتقدر نسبة الإيرادات غير النفطية من اجمالي الإيرادات في ميزانية 2023 بما يقارب 38% وتحتاج الإيرادات غير النفطية زيادة بما يقارب 60% للوصول لمرحلة التوازن بين الإيرادات غير النفطية والنفطية.

ولقد استخدمت المملكة العربية السعودية في ميزانية 2023 سياسات مالية توسعية ويعود السبب في استخدام سياسات مالية توسعية من أجل تنفيذ المشاريع الاستراتيجية المتعلقة بتنويع الاقتصاد السعودي وزيادة النمو في الناتج المحلي الإجمالي الخاص.

 من المتوقع وصول ميزانية المملكة العربية السعودية بعد 2030 الى ما يقارب 1.8 تريليون ريال تقريبا إذا تم تحويل أرباح صندوق الاستثمارات العامة وغيرها من الاستثمارات الى داخل الميزانية السعودية بعد عام 2030.

فمن الملاحظ يوجد اختلاف كبير وجوهر بين تنويع الميزانية وتنويع الاقتصاد، ليس شرطاً إذا تم تنويع الميزانية بوجود مجموعة من الإيرادات المختلفة بأن الاقتصاد متنوع، فتنويع الاقتصاد يعتمد على نمو الناتج المحلي الإجمالي الخاص ونمو في جميع القطاعات الاقتصادية المتعلقة في GDPP أما تنويع الميزانية فهي من الرسوم والضرائب وأرباح الاستثمارات. 

في الجدول أدناه يوضح تطور نسبة نمو الإيرادات غير النفطية من عام 2013 حتى عام 2023:

مصدر بيانات الميزانية: ملف الاحصائي السنوي البنك المركزي السعودي.

نلاحظ تطور نسبة نمو الإيرادات غير النفطية عام 2013 كانت بما يقارب 117 مليار ريال ووصولها الى عام 2023 بما يقارب 457 مليار ريال ويعتبر أعلى رقم سجلتها الإيرادات غير النفطية خلال ذلك العام.

 أما أعلى نسبة ارتفاع كانت عام 2017 بما يقارب 38% ويعود أسباب الارتفاع الى فرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 5% والملاحظ بأن عام 2020 تم الزيادة في الضريبة القيمة المضافة من 5% الى 15% ولم ترتفع نسبة الزيادة في الإيرادات غير النفطية بشكل مختلف عن السابق والمتوقع تتجاوز الإيرادات غير النفطية تريليون ريال خلال عام 2030 بإذن الله تعالى.