الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تأتي جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، والتي زار خلالها خمس ولايات أمريكية، لتؤكّد “حضور” الرؤية السعودية “2030” لدى قيادة هذا الوطن، فكراً وأداءً، وتعاطيا مع الواقع، على مختلف الأصعدة دوليّاً وإقليمياً ومحليّاً، وهو حضور لـ “المستقبل”، واستدعاء لكل تحدياته وكل ما يتّصلُ به من طموحات وآمال وأحلام.
الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال الزيارة “الناجحة” ــ بمقياس ما حققت من نتائج ومكاسب للحاضر وأجيال المستقبل ــ تضمنت الكثير مما يُعَدُّ تفعيلاً لرؤية 2030، وتطويرا أو إلحاقاً بالعديد من الاتفاقيات التي سبقتها في أكثر من مجال، وإن تركّزت على ثلاثة مجالات كلها يتعلق بـ “المستقبل”: الترفيه، خصوصا السينما، والطاقة، تحديداً الطاقة الشمسية، ونقل العلوم والتقنية والصناعات العسكرية، أو “توطينها”، وهي تتصل أكثر ما تتصل بـ “علوم المستقبل”.
لقد تمحورَت زيارة وليّ العهد حول توجّهات “رؤية 2030” السعودية وركائزها “الثلاث”، حيث تعتبر الرؤية ــ في عُمقها ــ استجابة لتحديات تحقيق أعلى مستوى من الرخاء والرفاهية لحياة على أكبر قدر من الجودة، يستحقه “المواطن” السعودي، إضافة إلى مواجهة تحديات المستقبل وقضاياه، وفي قلبها المتغيّرات السريعة والمتلاحقة في كافة المجالات، ومن أهمها الطاقة وما تطرحه من مشكلات وحلول لحياة لا تُهدد البيئة التي يعيشها العالم، ونحن معه، ثم التأهب أو الاستعداد بكل عناصر القوة من علوم المستقبل و”تقنياته” لمختلف التحديات، بما تنطوي عليه من متغيّرات الإقليم، وغيرها من المتغيرات الدولية.
برنامج الزيارة، وما تضمنته من اتفاقيات ومذكرات تفاهم، دفع مجلة “تايم” الأمريكية إلى وصفها بأنها زيارة لا مثيل لها منذ زيارة الرئيس السوفيتي نيكيتا خروتشوف للولايات المتحدة عام 1959، ما يعني أنها زيارة “تاريخية” بأحكام ما ترتبّه من الآثار والنتائج، حيث تعددت أهداف الزيارة بين سياسية واقتصادية، وكلها ذات طابع “استراتيجي” فيما يتعلق بتحديات المستقبل الذي تتطلع إليه ــ و”تشتغل عليه” ــ رؤية 2030، خصوصا إذا ما وضعنا أمام عيوننا أنها ليست الزيارة الأولى لمسؤول سعودي كبير إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ليس قفزا على واقع الزيارة إذن، ولا تجاوزاً لبرنامجها، قولنا بأنها “استثنائية” أيضا، في ضوء “قراءة” بنظرة سريعة على ما سبقها، إذ أن أغلب اللقاءات الرسمية على هذا المستوى الكبير، عادة ما تمحورت حول العلاقة الاقتصادية بين السعودية وأمريكا، وخصوصا حول النفط، فيما اتخذت هذه الزيارة منحىً اقتصاديا غير مسبوق، وهنا، لابد من العودة إلى مراجعة برنامج الزيارة الذي تضمن توقيع اتفاقيات عديدة بين المملكة وجهات أمريكية عدّة، لنتبيّنَ أن هذه الاتفاقيات أخذت “صبغة” الرؤية السعودية 2030، واتّسمت بسماتها وملامحها، واتجهت إلى غاياتها وأبعادها بكل خياراتها الوطنية، وأولوياتها الاستراتيجية.
الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، ومختلف تفاصيل الزيارة تعكس هذه النظرة، كما تؤكد صدقيتها.
الذي نراه على أرض الواقع، يقول لنا ــ وللكل من حولنا ــ إن السعودية تتغيّر، وأنها تتغيّر بما يليق بتحديات العصر، وبما يلائم المستقبل، ويستجيب لمتغيراته، ويواكب تحدياته التي يطرحها على مختلف الشعوب، على نحو لا يقبل الجمود، ولا ينتظر الواقفين في أماكنهم دون فعل يليق بالمستقبل.
إن المملكة تتجه إلى المستقبل، واثقة في أبنائها، وفي قدرتهم على مواجهة التحديات، وذلك ما تعكسه ثقة ولي العهد الذي أوضح أن العد التنازلي لتحقيق الرؤية مستمر. وبالفعل، فإن الأسابيع الثلاثة لزيارته إلى أمريكا جزء مهم لتحقيق الرؤية السعودية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال