الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كيف يمكن تحويل المعرفة الضمنية إلى معرفة منظمية أو مؤسساتية، إنها معادلة صعبة أو مستحيلة التطبيق لا سيما في نطاق إدارة تقليدية تعتمد فعلياً في إتخاذ القرارات على “مزاج” المدير وليس بناءً على المخزون المعرفي الذي يتحول في هذا النوع من الإدارات تدريجياً إلى ما يشبه الرجيع، فالمعلومة تفقد قيمتها إن لم يتم إستثمارها في وقتها. وهذا ما يحدث في الشركات السعودية حتى الكبرى منها. أما الحكومة فقد تفوقت على القطاع الخاص و تغير حالها جذرياً من 2015 إلى اليوم.
إنتشر مفهوم المعرفة ومجتمع المعرفة قبل عدة سنوات في المملكة، وتم على إثره إنشاء قاعات معرفية ومدينة المعرفة وكل ذلك كان يهدف لإستخدام المصطلح إرضاءً للجهة التي قامت بالتعميم مثل وزارة التعليم العالي وغيرها، وعندما نقارن ذلك بما يحدث الأن مع مصطلح “الرؤية 2030” سنجد أن الأمر سيان، يستخدم المسؤول المصطلح دون أي تطبيق عملي للممارسات العملية التي يقوم عليها هذا المصطلح، وقد أصبح إستهلاك المصطلح من المتحدثين الإعلاميين للوزارات مكشوفاً أمام الإعلام لأن الرؤية منشورة وواضحة يعلمها الجميع وتهدف الحكومة من نشرها أن يتثقف المواطن ويعلم ما هي المحصلة النهائية لكل ما تقوم به الوزارات مما يمكنه أن يكون رقيباً مقيماً لأعمالها.
نشر بنود الرؤية السعودية باللغتين العربية والإنجليزية وترجمة مختصرات لها بلغات أخرى عالمية، كان له أثر كبير في إنتشار المعلومة عالمياً وتوجه أنظار العالم للمملكة النفطية التي باتت تتغير جذرياً. هذا ما نراه عندما ننظر إلى الموضوع من الأعلى، ولكن عندما ننزل على الأرض في وسط المجتمع المناط “بتنفيذ” الرؤية، سنتفاجأ بأن مفهوم العديد من فئات المجتمع عن الرؤية بأنها تشبه “الخطة الخمسية” ولكنها أطول قليلاً، والبعض الأخر ينظر إليها من منظور ضيق تتحكم فيه توجهاته. تحدي كبير يواجه العقلاء للوصول إلى “تفعيل” بنود الرؤية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال