الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كان لا بد من مناقشة موضوع كهذا في ظل الظروف التي يمر بها أغلب شبابنا من هموم البطالة التي أثقلتهم وأرقت مضاجعهم حتى بات أحدهم لا يجد ما يطعم به أبناءه إلا من بعض الفتات من أعمال بسيطة ومن مساعدة الآخرين ومناقشة ذلك يأتي من باب الحس الوطني لمعالجة الأوضاع وايجاد الحلول المرضية للجميع وليس من باب الاستعداء لطرف معين .
لو نظرنا لهذا الجانب من نواحي اقتصادية واجتماعية وسياسية كذلك لوجدناها مترابطة ولا يستطيع أحد التفريق فيما بينها مهما حاولنا ذلك لان اقتصاد الفرد مرتبط في المجتمع وأن البطالة من أهم المشاكل التي ناقشها السياسيين في كل العالم المتقدم والصناعي ، وقد وضعت في الحسبان عندما قام سمو ولي العهد بوضع رؤية المملكة 2030 حتى كانت البطالة من ضمن أهم الأسس التي وضعت لها نسب وأفكار واقعية لكي تكون أقل بكثير مما هي عليه الآن خلال السنوات القادمة .
هنا لو أخذنا ربحية الشركات وعملنا مقارنة بسيطة بين أرباح الشركات ونسبة السعودة الحقيقية المحسوبة فعليا ومطبقة حسب أنظمة البلد من المؤكد أن النتيجة ستكون سلبية عند الأغلبية وذلك لإهمال جانب السعودة الحقيقية وعد الالتفات لها بقصد أو بغير قصد .
لو قمنا بعمل دراسة بسيطة على إحدى الشركات من فئة المتوسطة والصغيرة لتوضيح العلاقة بين ربحية الشركات والسعودة الحقيقية لننظر في النهاية هل ستكون العلاقة بينهما إيجابية أم سلبية؟ وفي كل الأحوال من المتوقع أن تكون الايجابية هي التي تطغى على العلاقة دعونا لا نستعجل ونرى ماذا تقدم لنا هذه الدراسة التي هي أقرب الى الواقع فلو كان لدينا مصنع يقوم بتعليب المعلبات وبيعها على سبيل المثال في منطقة كبيرة مثل الرياض أو جدة أو الدمام كيف ستكون النتائج المالية فلو كان مالك المصنع يقوم بالصرف على المصنع لكي ينتج مقدار من السلع الاستهلاكية مقدارها مائة مليون عبوة سنويا وأن صافي الربح للعبوة الواحدة نصف ريال فلو قمنا بعملية حسابية بسيطة سيكون الناتج خمسون مليون ريال سنويا كربح اجمالي ولو قدر الانفاق العام على المصنع ثلاثون مليون ريال فان من الطبيعي أن يكون الربح الصافي عشرون مليون ريال سعودي حسب المعطيات التي أمامنا.
علما أن المصنع يعمل به خمسمائة عامل من مختلف الجنسيات ومتوسط الدخل الشهري لهم ألفان وخمسمائة ريال سعودي أي ما يقارب خمسة عشر مليون ريال سعودي سنويا فلو استطعنا اقناع المالك بإحلال ما مقداره 30% من عدد العاملين بسعوديين أي مائة وخمسون عامل وكان متوسط الراتب أربعة آلاف ريال أي أن المالك خسر من الارباح مبلغ وقدره مليونان وسبعمائة ألف ريال وهذه ليست خسارة فعليا بما أن المالك سيتوجه إلى صندوق الموارد البشرية لتعويضه بنصف رواتب السعوديين بهذا سيكون الاخير لم يخسر والنتيجة ايجابية للجميع وليست للدولة فقط بأنها استطاعت اقناع رجل الاعمال بتوظيف سعوديين لديه في المصنع بل للعامل الذي أحس بالراحة وساهم رجل الأعمال بحل جزء من معاناة بسيطة من شرائح المجتمع وأن السعودة الحقيقية لم تؤثر على ربحية المصنع.
باختصار … يجب على رجال الأعمال التفكير بجدية بالمساعدة على حل مشكلة البطالة بالسعودة الحقيقية وأن يكون الموظف السعودي له الأولوية في التوظيف حتى تساهم في بناء أسرة محتاجة من باب التكافل الاجتماعي والديني وإعطاء الشباب السعودي فرصة حقيقية للعيش بسلام وأن يقدم لعائلته العيش الرغيد وستجد أنه أفضل بكثير من الجنسيات الأخرى وأحرص على العمل وصاحب العمل لاعتبارات وطنية ودينية واجتماعية تجعله يفكر مليا قبل الاقدام على أي خطأ .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال