البرنامج الوطني للجودة

تساهم الأنظمة في الحفاظ على العلاقة بين الأطراف المرتبطة بها وتحديد واجباتهم ومسئولياتهم وحفظ حقوقهم، ويساهم المواطن والمقيم بدور أساسي في تطبيق هذه الأنظمة وهو ما أكد عليه العديد من المسؤولين في هذه البلاد المباركة، حيث ذكر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله  مقولته الشهير بأن “المواطن رجل الأمن الأول”، كما أشار وزير التجارة والصناعة السابق معالي الوزير الدكتور توفيق الربيعة إلى أن لديه 28 مليون مراقب للأسواق. وفي هذا السياق قامت العديد من الجهات في سبيل زيادة الالتزام بأنظمتها وضبط الجودة وتسهيل عملية الإبلاغ عن المخالفات بتطوير تطبيقات إلكترونية تهدف إلى إشراك المواطن والمقيم في رصد هذه المخالفات، ومن هذه التطبيقات تطبيق كلنا أمن، وتطبيق بلاغ تجاري لوزارة التجارة، وتطبيق أمانة 940 الخاص بأمانة منطقة الرياض،….إلخ من التطبيقات. 

وباعتقادي تمكنت هذه الجهات ومن خلال هذه التطبيقات وبتفاعل المواطنين والمقيمين من رصد العديد من المخالفات والتعامل معها مما يفتح المجال نحو تطوير الفكرة القائمة عليها هذه التطبيقات من مستواها الحالي إلى مستوى أكثر تقدما وتفاعلا. وفي هذا الصدد اقترح تأسيس برنامج يعنى بالجودة تحت مسمى “البرنامج الوطني للجودة” كخطوة تطويرية لهذه التطبيقات، بحيث يحقق هذا البرنامج العديد من المميزات منها:  

– أن يضم البرنامج جميع الجهات التي ترتبط أنظمتها بشكل مباشر بحياة المواطن والمقيم.

– المحافظة على مستوى عالي من الالتزام بتطبيق ما يتم إقراره من أنظمة نتيجة ارتباط جميع الجهات بهذه البرنامج.

– إنشاء منصة متطورة تقوم بأدوار مختلفة كالتوعية بالأنظمة، واستقبال ومعالجة جميع البلاغات الواردة إليها. 

– تسهيل عملية الإبلاغ بالنسبة للمواطنين والمقيمين عن المخالفات والتجاوزات، وبحيث لا يتطلب ذلك سوى منصة واحدة فقط عوضا عن الوضع القائم والذي تتوفر به العديد من المنصات الرقمية لعديد من الجهات. 

– تعمل هذه المنصة على تلقي جميع أنوع البلاغات المخالفة للأنظمة على اختلافها سواء كانت أمنية، أو صحية، أو تجارية، أو فساد إداري، أو مالي،…..إلخ وتحويلها إلى الفرق الفنية المتخصصة محل المخالفة.

– ربط هذا المنصة بالمركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة وبحيث يتم من خلال هذه المنصة قياس أداء الجهات المعنية تجاه سرعة تجاوبهم ومعالجة هذه المخالفات المرصودة.

– وآخر هذه الأهداف هو أن يساهم هذا البرنامج في تحفيز المواطنين والمقيمين للتفاعل بشكل أكبر في الرفع من مستوى الإلتزام بالأنظمة وذلك من خلال تأسيس حساب خاصة بكل مستخدم لهذه المنصة يحصل من خلاله على نقاط عن كل مخالفة صحيحة يساهم في رصدها وفق ما تقره الأنظمة، وبحيث يمكنه (المستخدم) استبدالها بمكافئات سواء كانت عينيه أو مالية، أو خدمات محددة، أو مميزات معينة.

هذا والله أعلم 

إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان