لماذا لا نعرف حجم أموال التجارة غير المشروعة في اقتصاد المملكة؟

بتوجيه كريم من مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يقود سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حرب ضد المخدرات، ويوم بعد يوم يتم إحكام الخناق على تجار الموت. ولا شك أن تجارة المخدرات آفة دولية تعاني منه دول العالم، والشر موجود ولكن الأخيار بالمرصاد. وليس الغرض من المقال تسليط الضوء على إنجازات الجهات الامنية والتشريعية في هذا الصدد، فذلك أوضح من الشمس في كبد السماء في رأيي، ولكن الغرض من المقال التساؤل عن أسباب عدم التطرق لحجم أموال هذه التجارة القذرة وغيرها من التجارة الغير مشروعة في الاقتصاد الوطني في اي من التقارير التي تصدر من الجهات التشريعية والأمنية المعنية بتقديم تقارير دورية عن الأموال وحركتها في المملكة، على سبيل المثال البنك المركزي ووزارة الداخلية وأمن الدولة وغيرها.

إن جهود المملكة في الحرب على المخدرات التي يقودها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان و بعمل ميداني محكم من أبناء وبنات المملكة في الاجهزة الامنية المختلفة في تحجيم آفة المخدرات وجهود الأجهزة التشريعية الاخرى في محاربة اي شكل من أشكال التجارة الغير مشروعة يجب في رأيي أن تتوج في تقرير احصائي شامل يتطرق لجهود تحجيم تغلغل أموال تجارة الموت في القطاعات التي تغسل فيها الأموال المتحصلة من هذه التجارة، ومن المهم التطرق الى الجهود التشريعية في تضييق الخناق على عتاولة هذه التجارة اللئيمة. البنك المركزي هو أيضا له جهود جبارة في الرقابة المالية على حركة التدفقات النقدية، ومعها المصارف السعودية، وكليهما دائما محط اشادة دولية، وكليهما يداران بعقليات سعودية يشار لها بالبنان. فلماذا لا يصدر تقرير في هذا الصدد يشرح و بلغة الأرقام عن أموال المخدرات وغيرها مما يجرم وتغلغلها في الاقتصاد قبل الرؤية ويقارنها مع ما هو عليه الآن.

ما دعاني لكتابة هذا المقال تقرير قرأته قبل أيام صادر عن (ناسداك) عن الجرائم المالية في العالم، التقرير صدر هذا الربع والارقام التي به تخص العام 2023 (انصح المهتمين بالاطلاع عليه). اكتب مقالي هذا محفزا الجهات الحكومية المعنية بإصدار تقارير مماثلة تحتوي على تفاصيل توضيحية بالاضافة الى آراء ذوي التخصص والمؤسسات المالية المختلفة في هذا الشأن، وخصوصا أن المملكة العربية السعودية تتأهب لأن تكون مركزا ماليا واستثماريا في العالم، بل ونطمح ونعمل ليل نهار ان نكون من أكبر 3 أسواق في العالم. تقرير ناسداك تكلم عن تجارة المخدرات بالأرقام، وغسيل الاموال وتمويل الارهاب وبيع وشراء البشر والكثير من المعلومات ذات العلاقة في هذا الشأن.

بعد أقل من شهر سنحتفل بمرور 8 أعوام على إطلاق الرؤية، وسنتمعن وندرس بعمق ما تم تحقيقه على جميع الاصعدة، وما تم تحقيقه كثير ولله الحمد، وارجو ان يكون 25 ابريل القادم حافلا بإصدار تقارير اقتصادية من كافة الجهات التشريعية تشرح وبلغة الأرقام كل مناحي الرؤية وما أنجز خلال الـ8 سنوات، شخصيا أتطلع لقراءة تقرير عن حجم أموال تجارة المخدرات في الاقتصاد قبل الرؤية ومدى اضمحلالها بقيادة الأمير محمد بن سلمان.

وارجو ان يحتوي التقرير كما هي التقارير الدولية في هذا الشأن، على القطاعات التجارية التي كانت تستخدم لغسيل الأموال وما هي عليه هذه القطاعات الآن، وإن كان هناك أموال مخدرات ينتهي بها المطاف في سوق الأسهم فأدعو أن يوضح ذلك، كما وأدعو إلى تبيان أموال هذه التجارة التي انتهى بها المطاف خارج المملكة، وحجم الأموال المصادرة في ال 8 اعوام السابقة، وغير ذلك مما يبرز الجهود في هذا الصدد. اعتقد انه من المناسب جدا النظر في إعداد تقارير عن الشأن المحلي في هذا الصدد وإعداد تقارير عن الشأن الدولي في مرحلة لاحقة.

شخصيا بدأت بالاحتفال بمرور 8 أعوام على الرؤية، وادعو نفسي والجميع ان يكون كل يوم للاحتفال، لنحتفل الى 2030، حفظ الله وطننا وقيادتنا من مل شر، والله الموفق.