الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الربيان او كما يمسى في الدول العربية باسماء محلية وطريفة فيشتهر في السعودية ودول الخليج بالربيان أو الروبيان وفي المغرب بالأربيان وفي مصر بالجمبري خاصة أذا كان كبير الحجم وفي الشام بالقريدس . أسماء عديدة لذلك الحيوان القشري الصغير الشهير والشهي أيضا، الذي يسكن قيعان البحار لكنه بعد خروجه من الماء يتبوأ القمة بين الأطعمة البحرية في أفخم المطاعم .
تسمية روبيان قد تكون بديل لكلمة إربيان من الجذر )رب و( بمعنى «جراد» في اللغة السامية أو «جراد البحر» اصبح هذا الكائن القشري أكثر أهمية في موائد عديدة في دول العالم بما في ذلك الدول العربية. تزيد أصناف الربيان عن خمسة آلاف نوع مختلفة في الأحجام والأوان والبيئات وتتراوح أطواله من 30 سم الى أحجام مجهرية وأقل من مليمتر.
أهم سلالات الربيان تجارياً ما يندرج ضمن العائلة (بنايدي Penaeid ) وتضم لوحدها 533 نوع، وتتميز بكبر الحجم وجميعها بحرية المنشأ. ويعتبر الربيان من المفصليات التي منها القشريات حيث يلتقي في التصنيف الحيواني مع اللوبستر والسرطان . كما توجد أصناف من الربيان تعيش في المياه العذبة والمياه قليلة الملوحة خاصة عائلة (ماكروبراكيوم) . وتم تسجيل بعض أصنافه في وادي المحالة بأبها في الثمانينات الميلادية قبل اختفاء مياه هذا الوادي الدائم الجريان آنذاك وكذلك في وادي عتود ولا يستبعد وجود بعض هذه الأصناف في بعض سدود ابها وجيزان حالياً. لا يحتوي الربيان على هيموجلوبين (الأحمر اللون) في دورته الدموية شأنه شأن المفصليات بل يتحد بروتين الجلوبين في دمه بذرة النحاس بدل الحديد ويعطي لون دمه شفاف مائل للصفرة. قناته الهضمية ليست بطنية انما ظهرية وأعضاءه التناسليه في مقدمة الجسم مما يلي الرأس.
يتم صيد الربيان من البحار ويتم صيد بعض أصنافه كذلك من الأنهار والبحيرات العذبة كما يتم أستزراعه في البرك بماء البحر على الشواطىء والتي تعد حالياً المصدر الرئيسي لما يتداول في الأسواق حيث تعرضت مصادر الربيان الطبيعي عالمياً للصيد الجائر الى حد الأستنزاف ولا تزال، أنحسر الصيد الطبيعي للربيان في السعودية كبقية دول العالم في الخليج العربي والبحر الأحمر حيث بلغ 11756 طن (2022) أحصائيات وزارة البيئية والمياه والزراعة منها 11 الف طن من الخليج العربي و756 طن فقط من البحر الأحمر علماً أن البحر الأحمر أظهر مخزون من الربيان في كل من جيزان والقنفذة والخريبة (تبوك) أكثر من 22 الف طن 1972م (تقرير هيئة السمك الأبيض البريطانية). يحتوي الجمبري على مستويات عالية من أحماض أوميغا 3 الدهنية ومستويات عالية من الكالسيوم واليود والبروتين ومصدرًا هامًا للكوليسترول، من 122 مجم إلى 251 مجم لكل 100 جرام من الجمبري، ومع ذلك، يعتبر استهلاك الجمبري صحيًا للدورة الدموية لأن عدم وجود مستويات كبيرة من الدهون المشبعة في الجمبري يعني أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الجمبري يخفض نسبة الكوليسترول الضار LDL ويحولها إلى الكوليسترول الحميد HDL ويخفض الدهون الثلاثية.
كان انتاجه محصوراً على صيده في البحار خاصة في المناطق التي تتميز بسواحل طينية ورملية وغنية بنباتات الشورى (القرم)، مثل الخليج العربي وجيزان حيث تمثل هذه النباتات حلقة مهمة في دورة حياة هذا الحيوان، وشهدت المناطق التي تعرضت للتجريف وقطع غابات الشورى جراء زحف المدن الساحلية على موائلها. انحسار للربيان تبعاً لذلك حيث تمثل هذه الغابات مأوى وغذاء ليرقات الربيان حديثة الفقس أذ يضع الربيان بيض صغير مجهري على اعماق بحرية من ٣٥-٤٥ متر قريب من الشواطىء ويطفو البيض الملقح إلى السطح وتدفعه الامواج الى السواحل وتستغرق هذه الرحلة يومين إلى ثلاثة ايام تتغذى خلالها يرقات الربيان على كيس المح (صفار البيض) والمرتبط بالجنين بقناة تغذية، وعند وصوله للشواطىء حيث غابات الشورى تكون اليرقات مرت بعدة أطوار مجهرية وفتحت افواهها معلنة جاهزية قناتها الهضمية حيث تبدأ تتغذى على فتات أوراق الشورى المتحللة والغنية بالبروتين وتمكث حتى تكتمل أطوارها وتصبح يافعة وتعاود الهجرة للبحر العميق لأكمال دورة حياتها وتتغذى على الأعشاب البحرية وفتات المواد العضوية المتحللة في القاع الطيني والرملي للبحر كما يعتبر الربيان كائن مفترس للأولويات والقشريات الصغيرة ومفترس لبعضه البعض كذلك .
يعيش الربيان حوالي سنتين ونصف لكن عمره الاقتصادي للمزارعين أربعة إلى خمسة أشهر، في أواخر الستينات 1960 نجح العالم الياباني Fujinaga في تجميع يرقات ربيان من Penaeus japonicus وتربيتها للحجم التسويقي ليجعل الباب مفتوح لتطور هذه التقنية كما نجح التايواني (لياو تشياو Liao I-chiu) في1970م تفريخ أحد أهم الأصناف (التايقر) او ما يسمى بالربيان النمراني ( P.monodon) واستطاع هذا العالم ان يقفل دورة حياة الربيان في احواض خارجية ويتحكم في عملية التكاثر بطريقة طبيعية واخرى صناعية وبذلك بدأت تأخذ هذه الصناعة شكلها الصناعي وقد شرفني Liao I-chiu بالتدريب على التلقيح الصناعي للربيان بتايوان عام 1988م وقدم للسعودية مشاركة علمية في المؤتمر الأول للأستزراع السمكي وفرص الأستثمار عام 1993م وبارك بدء المملكة هذه الصناعة وأخذت هذه الصناعة تتطور بسرعة ولا يزال وأخضعت أصناف اخرى من قبل آخرين مثل الربيان الهندي (P.indice) والربيان الإكوادوري (P.vannami) وغيرها من بعض الأصناف لكن بشكل محدود .الربيان السائد في البحار السعودية هو ربيان أم نعيرة أو الشحامي وهو أسم محلي للصنف P. semisulcatus ويمثل 85% من الربيان في مصائد المملكة لكن تربيته لم تنجح حتى الآن نظراً لظاهرة الأفتراس السائدة فيه.
تربية الربيان تتم حالياً في المناطق الشاطئية البحرية بنسبة تتجاوز 95٪ بينما يتم تربية بعض أصناف ربيان أخرى في المياه العذبة في المناطق المطيرة والغدقة خاصة صنفين خاصة في الصين والهند .وتنتج الهند وحدها من ربيان المياه العذبة اكثر من (١٠٠) الف طن .
أظهر صنف الربيان الإكوادوري والجنوب أمريكي عموماً (P.vannami) نجاحاً في زرعته في كل أنحاء العالم وأصبح هو المعتمد زراعته في مزارع الربيان في السعودية وتم أستبعاد الأصناف التي كانت تربى قبل ذلك نظراً لما يتحلى به هذه الصنف من صفات تجعله أكثر مرونه عن غيره من الصناف بمقاومته للأمراض وسرعة النمو وجودة الطعم والمحتوى الغذائي كما أظهر سعة مدى في ظروف الملوحة المناسبة لزراعته حيث تتدرج من مياه البحر (٤٠) جزء في الألف إلى مياه قليلة الملوحة (3-4) آلاف او شبه عذبة .
اصبح أيضا يستزرع في أنظمة مغلقة لا علاقة لها بالبحار مما يعطي مجالاً لزراعته بعيداً عن الشواطيء وبالقرب من مناطق الأستهلاك أذا توفرت فيها المياه المطلوبة ، كما تمكن التقنية الحديثة (RAS) Recirculatory Aquaculture System من تدوير المياه مرة أخرى في نظام الزراعة بعد تنقيتها وشهدت مؤخراً هذه التقنيات ترحيباً واسع من الأوساط البيئية للمحافظة على الشواطىء البحرية والأستفادة من مصادر مياه قليلة العذوبة وغير صالحة للشرب أضافة الى الأستهلاك القليل للمياه نظراً لأمكانية تدويرها في أنظمة ومغلقة تحقق تحكم تام في ظروف التربية ودرء للأمراض الفتاكة التي تنقلها الطيور والقشريات البحرية الأخرى في ظروف التربية التقليدية في مزارع الربيان الشاطئية.
لا يزال هذا النوع من التربية لم يتم أدخاله للمملكة العربية السعودية ولدينا في المملكة العربية السعودية مناطق عديدة مرشحة لقيام مثل هذه المشاريع على مياه غير صالحة للشرب ولا للزراعة مما يعطي المملكة فرصة كبيرة للمبادرة في الشأن بل حتى يمكن تطبيق هذا النظام في المزارع القائمة ويمكن زراعة هذا الصنف من الربيان مع أسماك البلطي والكارب (المبروك) وغيره من أسماك المياه العذبة ولا شك أن ذلك يتطلب الحصول على ترخيص من الجهات المختصة وترخيص لجلب يرقاته من المفرخات سواء المحلية أو العالمية.
أن السماح لها النوع من التربية يفتح آفاق كبيرة لأنتاج المزيد من البروتين الأبيض الصحي ويساهم من الحد من ارتفاع استهلاك اللحوم الحمراء والتي تتطلب مراعي خضراء ومياه لزراعه أعلاف لها ويجعل المزارع القائمة أكثر كفاءة في أستخدام المياه ويمكن مزارعي الأسماك الداخلية من تربية صنف ذا جدوى أقتصادية بسعر أعلى من الأسماك المستزرعة حالياً بل ومساند لها فالمستهلك يرغب في الحصول على الربيان الطازج جنباً الى جنب للأسماك الطازجة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال