الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن التنمية المجتمعية هي نهج شمولي بجهد جماعي منظم يهدف إلى تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمستويات المعيشية للأشخاص داخل المجتمع المستهدف، أيضا التنمية المجتمعية هي عملية تهدف إلى تحسين نوعية حياة الأفراد في المجتمع وتشمل تعزيز القدرات المحلية ودعم المبادرات التي تقودها المجتمعات لتحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي بشكل مستدام، وقد لا يقتصر على منطقة جغرافية محددة، بل يتكون المجتمع من أشخاص يتشاركون بنفس الاهتمامات أو الهوية أو التراث أو الثقافة.
وغاية المشاريع المجتمعية هو تمكين وتعزيز رفاهية أفراد المجتمع من خلال تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، وهي تمكن من رفع المستوي المعيشي لدي أفراد المجتمع وزيادة اللحمة والتجانس وتعزيز القيم بينهم، وبالتالي الهوية، وهدم الفجوات الاجتماعية والثقافية بين الأجيال، وزيادة وتفعيل العمل الجماعي للمشاريع وتحمل المسؤولية في جميع مراحلها سواء في مرحلة التخطيط أو التنفيذ أو التقييم.
والتنمية المجتمعية لها أهمية كبيرة على المجتمع المستهدف من جوانب عدة، فهي تساعد على التماسك الاجتماعي والتمكين، بحيث تخلق روابط اجتماعية قوية تعزز من التماسك بين أفراد المجتمع، والذي ينعكس إيجابي على البيئة المحلية وتعزيز التواصل المحمود داخله، وزيادة الانتماء المكاني، وهي عامل محفز للمشاركة النشطة في تكوين المشاريع المجتمعية المحلية والبلدية، والمحافظة على القيم والتقاليد الاجتماعية المشتركة والتعاون والتعاطف وبناء العلاقات الاجتماعية الصحية والمثمرة، وتعزيز الهوية الثقافية، فتقوم التنمية المجتمعية بالمحافظة على الثقافات والتقاليد والتراث المحلي، المتمثل في نماذج مختلفة منها الملابس، والفنون، والمأكولات، والتراث المحلي، ونقل المعرفة، والخبرات من جيل إلى جيل، وتطوير الوعي لدي الأفراد، وتعزيز التعليم والتطوير من القدرات البشرية المستمر، والهوية الثقافية تلعب دورًا محوريًا في تشكيل نسيج المجتمع وتعزيز الرفاهية ودفع النمو المستدام, ومن خلال تمكين الأفراد، وتعزيز التماسك والضبط الاجتماعي، ودعم الرخاء الاقتصادي، والحفاظ على التنوع الثقافي، وخلق مبادرات تنموية مجتمعية ببيئة إيجابية ومزدهرة لجميع المشاركين.
والتنمية المجتمعية مهمة لتوفر الأساس الذي تبني عليه المدينة لتحسين حياة سكانها، وهذا مما لا شك فيه يخلق مجتمعات قوية ومتنوعة، وبها يمكن التغلب على التحديات والمصاعب التي تنشأ.
ولضمان بناء تنمية مجتمعية ناجحة فهناك بعض الأسس التي تساعد في بنائها بفعالية. فيما يلي بعض المبادئ الأساسية لتنمية المجتمع:
– المشاركة: إن بناء تنمية مجتمعية ناجحة يستوجب الإهتمام بالمشاركة النشطة، وتوفير فرص إشراك أفراد المجتمع في كل مراحل العملية، بحيث يشاركون في صنع الأهداف والتخطيط وتنفيذ المبادرات التي تؤثر بشكل مباشر، وتضمن المشاركة الهادفة أن يكون لأفراد المجتمع صوت، وأن آرائهم موضع تقدير، وأن تؤخذ وجهات نظرهم بعين الاعتبار.
– الشمولية والإنصاف: تسعى تنمية المجتمع إلى أن تكون شاملة ومنصفة، مما يضمن حصول جميع الأفراد على فرص متساوية في المشاركة والاستفادة من جهود التنمية. ويؤكد على مشاركة لجميع الفئات.
– النهج القائم على الأصول: تركز تنمية المجتمع على تحديد الأصول والموارد المحلية والاستفادة منها داخل المجتمع. وندرك أن المجتمعات تمتلك نقاط قوة ومهارات ومعرفة وموارد يمكن تسخيرها لإحداث تغيير إيجابي واستغلالها بصورة مثلى. ويحول النهج القائم على الأصول التركيز من العجز إلى نقاط القوة، ويعزز الاعتماد على الذات والقدرة على الصمود والتنمية المستدامة.
– التعاون والشراكة: تؤكد تنمية المجتمع على التعاون والشراكة بين مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك أفراد المجتمع والجهات الحكومية ذات العلاقة، والمنظمات غير الربحية والربحية والمنظمات الأخرى. وتعزز هذه الشراكات العمل الجماعي، وتقاسم الموارد، وتجميع الخبرات، مما يتيح حلولاً أكثر فعالية وشمولاً للتحديات المجتمعية.
– الاستدامة: تهدف تنمية المجتمع إلى إحداث تغيير مستدام يتجاوز الخطط قصيرة المدى. وهو يأخذ في الاعتبار الآثار الاجتماعية والاقتصادية والبيئية طويلة المدى. وتأخذ مبادرات التنمية المجتمعية المستدامة في الاعتبار الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة، وبناء مجتمعات مرنة قادرة على التكيف مع التغيير المتسارع.
– التمكين وبناء القدرات: تسعى تنمية المجتمع إلى تمكين الأفراد والمجتمعات من خلال تزويدهم بالأدوات والمهارات والمعرفة اللازمة والممكنات للسيطرة على تنميتهم. وهو يتضمن أنشطة بناء القدرات التي تعزز مهارات القيادة وحل المشكلات والتواصل والمهارات التنظيمية.
– التعلم المستمر والتقييم: أن التعلم المستمر في غاية الأهمية لتنمية المجتمع ويتضمن الانتظام ووضع معايير وآليات فعالة للتقييم. ويشجع على استخدام البيانات والتعليقات والحوار بين أفراد المجتمع من أجل المصلحة العامة والتي هي أساس كل شيء.
وإن توفر هذه المبادئ يعتبر إطاراً لممارسي التنمية المجتمعية وأصحاب المصلحة للعمل بشكل تعاوني وفعال في إحداث تغيير إيجابي ومستدام، ومن خلال الالتزام بهذه المبادئ، يمكن لمبادرات تنمية المجتمع أن تعالج بشكل أفضل التحديات المعقدة التي تواجهها المجتمعات وتعزز من التنمية الشاملة والمستدامة.
وهناك بعض التوصيات المهمة بناء على ما ذكر أعلاه منها تشجيع المشاركة المجتمعية حيث يجب تفعيل مشاركة المجتمع المحلي والبلدي، وتحديد الأولويات التي تساهم في التنمية الاجتماعية، وتعزيز التعلم والتدريب المستمر بتوفير فرص التعلم والتدريب المستمر للأفراد وتنمية القدرات، وتحسين الفرص الاقتصادية التي تعزز من تحسين المعيشة وخدمة المجتمع وتعزيز الاستدامة البيئية، وتعزيز التمكين الاقتصادي من خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتوفير فرص العمل لتعزيز التمكين الاقتصادي للأفراد، وهذا من الممكن تخصيصه وفقاً للاحتياجات وبشكل مرن مع الظروف المجتمعية من أجل تحسين جودة الحياة وما يتوافق مع الرؤية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال