الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظلّ التحديات البيئية المتزايدة التي تواجه كوكبنا، بات من الواضح أنّ نموذجنا الاقتصادي الحالي، القائم على الاستهلاك المُفرط واستنزاف الموارد الطبيعية، لم يعد مستدامًا، ولا بد من إيجاد بديل، واعتقد أن نموذج الاقتصاد الدائري هو البديل المناسب، لأنه واعد يُمكننا من إعادة رسم خارطة اقتصادنا وتحويله إلى نظامٍ يُحافظ على الموارد الطبيعية، ويُقلّل من النفايات بشكلٍ جذري.
وهو نهج شمولي يركز على الحفاظ على الموارد قيد الاستخدام لأطول فترة ممكنة.
وعلى عكس الاقتصاد الخطي، الذي يتخلص من المواد بعد استخدام واحد، فإن الاقتصاد الدائري يعطي الأولوية لإعادة الاستخدام والإصلاح وإعادة التدوير واسترداد الموارد وله عدة فوائد في أكثر من مجال.
منها الفوائد البيئية:
فهو يحافظ على الموارد الطبيعية من خلال تقليل استهلاك الموارد الطبيعية غير المتجددة مثل النفط والغاز والمعادن.
وتقليل التلوث والانبعاثات الضارة، والحد من فقدان التنوع البيولوجي، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وهناك الفوائد الاقتصادية:
مثل خلق فرص عمل جديدة عن طريق تشجيع الابتكار وتطوير تقنيات جديدة، مما يخلق فرص عمل في مجالات إعادة التدوير وإعادة التصنيع.
وتعزيز النمو الاقتصادي من خلال تحفيز الاستثمار في مشاريع الاقتصاد الدائري، مما يُساهم في النمو الاقتصادي المستدام، وتقليل تكاليف التخلص من النفايات وشراء المواد الخام الجديدة
وأيضا الفوائد الاجتماعية:
مثل تحسين الصحة العامة بفضل تقليل التعرض للمواد الضارة، وتحسين جودة الهواء والماء،
ومن ثم خلق مجتمعات أكثر استدامة وتعزيز ثقافة الاستهلاك المسؤول وإعادة الاستخدام وتحسين مستوى المعيشة.
أما تطبيقات الاقتصاد الدائري:
فيمكن تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري على مختلف القطاعات، بما في ذلك:
في التصنيع من خلال تصميم منتجات قابلة لإعادة الاستخدام وإعادة التدوير، واستخدام مواد صديقة للبيئة.
وفي مجال البناء عن طريق استخدام مواد بناء مُستدامة، وتصميم مبانٍ موفرة للطاقة.
كما يمكن تطبيق تقنيات زراعية مستدامة وتقليل الهدر الغذائي.
كذلك في قطاع التقنية من خلال تصميم منتجات إلكترونية قابلة لإعادة التدوير، مثل إعادة استخدام البطاريات.
في نهاية الأمر، يُعَدّ الاقتصاد الدائري طريقًا أساسيًا نحو مستقبل أكثر استدامة، ويتمثل ذلك في القضاء على النفايات، وإعادة تدوير المواد، وتجديد النظم الطبيعية، لإنشاء اقتصاد مزدهر يتوافق بشكل تام مع البيئة.
وهو إحدى أولويات منظومة البيئة، لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام، والحفاظ على البيئة، والحد من التلوث وفق أهداف رؤية 2030، فدعونا نحتضن الاقتصاد الدائري ونعمل على خلق عالم يُقدّر فيه الثروات وتصبح النفايات مجرد ذكرى في الماضي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال