الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قسم الاقتصاد – جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن
وفق برامج التحول الوطني لتحقيق رؤية المملكة 2030 سلطت المملكة العربية السعودية الضوء على أهمية تطوير وتفعيل قطاع السياحة والترفية ليصبح من أهم القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بمعايير عالمية وخصائص تنافسية ، وذلك لتحقيق بعض الأهداف الاقتصادية التي من أهمها تنويع مصادر الدخل وزيادة الإيرادات الغير نفطية بالإضافة لتشجيع استثمارات القطاع الخاص وجذب المستثمرين والسياح من خارج البلاد.
ومن أهم هذه الأهداف والذي دعى إلى حدوث تغييراً جذريا بسياحتنا الداخلية هو توفير إنفاق السعوديين بالخارج الذي قدِّر بنحو نصف تريليون ريال (580.7 مليار ريال) خلال الاعوام العشرة الممتدة تحديداً منذ عام 2007 حتى 2016، في حين بلغ إجمالي الإنفاق الحكومي الفعلي لنفس الفترة نحو 8.22 تريليون ريال. حيث أن مساهمة السياحة المحلية في إجمالي الناتج المحلي تبلغ ما بين 2.9%إلى 5.0% من إجمالي ناتج القطاع غير النفطي . ويصل انفاق السياح السعوديون والذين يعتبرون من الأعلى إنفاقاً بين سيّاح العالم الى حوالي 21.3 مليار دولار سنوياً.
لذلك خطى سيدي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظهما الله لإتخاذ قرارات مصيريه تنموية تزهر هذا القطاع ليتم إعادة توجية هذا الإنفاق إلى صلب اقتصادنا ليصبح من أهم مصادر دخل الوطن كغيرنا من الدول المتقدمة ، وذلك من خلال المشاريع الضخمة في المجال السياحي، وتتصدرها بلاشك مشروعات: القدية، البحر الاحمر، العلا والتي سيتم تنفيذها على مراحل وستسهم في إحداث نقلة نوعية في مفهوم السياحة الداخلية وقطاع الضيافة، اضافة الى الكثير من مشاريع القطاع الخاص المدعومة لصالح السياحة تماشياً مع القرار لتنمية هذا القطاع وتطويره. فالرهان اليوم على القطاعات التي تحدثقيمة مضافة وإنتاجاً فعلياً لاقتصاد الوطن.
لكن رغم حجم هذه المشروعات الضخمة من حيث الاستثمار لم ارى في المقابل جهود من الجهات التعليمية تحديدا تتوافق مع اتجاه الدولة والقطاع الخاص الى الاستثمار السياحي. وهنا أود توجيه رسالة للجهات التعليمية والجامعات والمعاهد واشير فيها الى أن التنمية السياحية داخل المملكة ستستوعب حوالي 882.9 ألف وظيفة خلال السنوات المقبلة فضلاً عن الوظائف الغير مباشرة التي تقدر ب 132.4 ألف وظيفة، فهل استعدينا لذلك؟ هل بدأت الجامعات والمعاهد تطبيق برامج تعليمية سياحية يمكن ان تحاكي واقع العمل خلال الفترة المقبلة عبر تخريج شباب وشابات مؤهلين تأهيلا علميا من جميع النواحي بما فيها شرط اللغة الانجليزية ليستطيعوا ملء هذه الوظائف المتوقعة؟
عليهم ان يدركوا ان الوقت قصير فخلال 4 سنوات من الان سيتم تدشين المرحلة الاولى من مشروع القدية، كما انه من المفترض في حال ايجاد هذه التخصصات في جامعاتنا ومعاهدنا توجيه الشباب إلى هذه المجالات من خلال فتح تخصصات جديدة كإدارة السياحة وإدارة الضيافة وغيرها وإعداد وتهييء الخريجين وصقل مهاراتهم وتعليمهم اللغة الإنجليزية بإتقان وإتاحة فرص تدريبية قبل التخرج والإنخراط بهذا المجال لإكتساب الخبرة الكافية.
وحين يتم إنطلاق هذه المشاريع الضخمة، فسوق العمل في هذا المجال كبير و واسع لكن يحتاج أن نربط بين مخرجات التعليم وما تطلبه بالتحديد هذه القطاعات التخصصية. فيجب على الجميع ان يفعّلوا مابوسعهم لتحقيق التنمية المستدامة وتطوير هذا الوطن الغالي وتحقيق رؤيته العظيمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال