3666 144 055
[email protected]
أولاً: اختر رسالتك في الحياة بعناية ، فالحياة على مشارف الانتهاء، لتترك فكراً مؤثراً في عقل المجتمع يقود التغيير والسمو بالعقل والعلم والإيمان – أحمد الزمام
في خضم التحول الرقمي الكبير الذي يمر به العالم أجمع والتطور التكنولوجي المستمر باستكشافاته بشكل سريع ، فإن التحديات القانونية في حماية البيانات للأفراد والمؤسسات بكافة أوصافها أصبحت هدفاً رئيسياً للإدارات القانونية والمختصين بالجانب القانوني لتوفر الأمان القانوني لهذه البيانات والاستعداد لأي هجمات سيبرانية قد توجهه عليها خاصة مع تزايد الاعتماد على الخدمات والمعاملات الرقمية ، وضمان الامتثال للتشريعات واللوائح المحلية والدولية بهذا المجال ، وانتهاكات الأمان السحابي وتسريب البيانات الداخلية، وهذا التحدي يطلب تكاتف الجهات الحكومية والخاصة لتوفير تشريعات ولوائح يتم تحديثها بشكل مستمر بحيث تتكيف مع طبيعة هذا المجال التقني والذي يُميزه تطوره السريع الأمر الذي لم ينشأ عليه القطاع القانوني والتشريعي، فإن هناك فرص كبيرة في تحقيق أعلى درجات الأمان القانوني.
ولعل في لبداية الأمر نتحدث عن أبرز المشاكل التي وقعت في هذا المجال وهو نقص الوعي والتدريب لدى المؤسسات والأفراد وعدم معرفتهم بطرق الوقاية من أي تهديدات أو احتيالات قد تواجههم وتؤثر على مركزهم القانوني ، فقد تعرضت شركة (Nintendo) في عام 2020 لتسريب بيانات ما يزيد عن 16 مليون مستخدم على خوادمها ، وكذلك تعرضت شركة (Capital One) في عام 2019 لاختراق تسبب في التأثير على بيانات 100 مليون عميل لديهم ، إن مثل هذه المشاكل يمكن للمنظمات تفاديها أو التنبؤ بحدوثها وذلك من خلال قيام الإدارة القانونية بها ببعض الإجراءات والخطوات في سبيل تحقيق الأمان القانوني للمنظمة وهي وفق ما يلي:
ومن أبرز الجهات التي قامت باتخاذ بعض هذه الأجراءات التي تم ذكرها هي شركة IBM حيث قامت بتقديم حلولاً متكاملة في أمن المعلومات مثل (X-Force Threat) والذي يقوم على استخدام تقنيات التحليل الضخم والذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات والتنبؤ بالهجمات السيبرانية، وكذلك قامت شركة (FireEye) بتقديم حلول أمان متقدمة تعتمد على تقنيات التحليل السلوكي والذكاء الاصطناعي للكشف عن التهديدات والتنبؤ بالهجمات السيبرانية ، وبالإضافة لما قامت به شركة (Apple) حيث نشرت سياسات صارمة لحماية بيانات المستخدمين وتوفير الأمان القانوني لجميع منتجاتها وخدماتها والتحديث المستمر المنتظم لنظامها وسد الثغرات الأمنية به، ومن الجانب التشريعي لعل أبرز من قاد هذا التحدي هو الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية من خلال سن تشريعي يُعني بحماية البيانات الشخصية وتشريعات أخرى ومبادئ تتعلق بالذكاء الاصطناعي واستخداماته.
إن هناك حاجة ماسة لوجود سياسات وإجراءات تتعلق بالأمان القانوني في مجال التحول الرقمي، ويجب أن تكون هذه الإجراءات والسياسات فعالة وتحافظ على البيانات وتتسم بالصرامة في التطبيق ، فقد أصبحنا نرى هناك استغلال للتقنية الحديثة في جوانب إجرامية كالتي نشاهدها من تغيير للأصوات والتعرف على الوجه ومشاكل الاحتيال المالية والتصيد الإلكتروني ، ويجب أن يقابل هذه الإجراءات والسياسات توعية بأهمية الأمان القانوني.
أخيراً: يقول محمود البارودي:
من صاحب الْعَجْزَ لم يَظْفَرْ بما طَلَبَا
فارْكَبْ من الْعَزْمِ طِرْفاً يَسْبِقُ الشُّهُبَا
لا يُدْرِكُ الْمَجْدَ إِلا من إِذَا هتفت
بِهِ الْحَمِيَّةُ هَزَّ الرُّمْحَ وَانْتَصَبَا
فَاحْمِلْ بِنَفْسِكَ تَبْلُغْ ما أَرَدْتَ بِهَا
فَاللَّيْثُ لا يَرْهَبُ الأَخْطَارَ إِنْ وَثَبَا
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734