الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد خمس سنوات من إنشاء كليات التميز التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ، مازالت التساؤلات حولها كبيرة جدا ، ورغم تعريفها لنفسها بأنها أنشئت لتكون الجهة الرائدة للتدريب التطبيقي .
فإن تلك الريادة والتميز أدت بها إلى فتح ملفاتها من قبل نزاهة حول شبهات فساد عن نفقات مبالغ فيها ، وعن التعاقد مع كليات عالمية وهمية ، وضعف توظيف السعوديين فيها ، كما فتح الشورى ملفاتها أيضا لنفس الأسباب ، ورفضت الخدمة المدنية اعتماد شهادتها .
لا أحد يعرف عن تلك الكليات شيء يقيني ، بحثت عن أي بيانات عنها فلم أجد ، بحثت في المصادر الرسمية ، وفي مواقع الكليات ، وراسلت من ظننت أن لديهم معلومات عنها ، وأرسلت لصفحة الكليات في تويتر ، وأعلنت طلبا لأي بيانات عنها ، ولم أحصل على أي معلومة ذات قيمة .
لم أحصل على أي بيانات عن شركة كليات التميز ، لكني وجدت بيانات عن الكليات التقنية العالمية التي تشرف عليها الشركة ، ولست أدري هل تلك البيانات تشمل كل كليات التميز أم جزء منها . ولا بأس أن نسترشد بتلك البيانات الصادرة في التقرير السنوي الأخير للهيئة العامة للإحصاء .
قبل استعراض تلك البيانات ، يوجد في موقع شركات كليات التميز معلومات بسيطة يجدر أن نبدأ بها ، بدأت كليات التميز بـ 10 كليات وكان عام 2013 بداية انطلاقها ، ثم وصلت إلى 37 كلية عام 2014 ، وتسعى للوصول إلى 100 كلية عام 2020 ، وأظن هذا الحلم بعيد المنال ، على أن تحقق الهدف النهائي 150 كلية نهاية رؤية 2030 ، وهو ما أعتقد أنه من المستحيلات . الكليات التقنية العالمية لديها 33 كلية عاملة حسب موقعها الرسمي .
عدد المتدربين بالكليات التقنية العالمية بنهاية العام الدراسي 1437-1438هـ ، بلغ 37754 متدربا ومتدربة ، ويمثلون أكثر من 23٪ من إجمالي الملتحقين بالكليات التقنية التابعة للمؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني ، أما عدد الخريجين من الكليات بنهاية نفس العام فكان 1132 خريج أي أقل من 5٪ من إجمالي الخريجين من المؤسسة .
ولا تنتهي المفاجآت عند هذا الحد ، بل في التفاصيل ما يدل على كوارث لا يُرى منها إلا (السنام) ، فعدد الملتحقين بكليات الرياض 10674 متدربا ومتدربة ، الخريجون 544 فقط أي أقل من 5٪ ، مكة تخرج 411 متدربا من 6662 متدربا أي ما نسبته 6٪ تقريبا ، 4٪ نسبة الخريجين في المدينة ، 1٪ في القصيم 21 متدربا ، أقل من 1٪ في كل من تبوك وعسير 6 و5 متدربين على التوالي ، من ما يقارب 2000 متدرب ومتدربة .
جيزان والجوف والحدود الشمالية لم يتخرج أحد من أكثر من 3000 متدرب ومتدربة ، أما المنطقة الشرقية فعدد الملتحقين بالكليات التقنية العالمية فيها أكثر من 11 ألف متدرب ومتدربة ، وهو العدد الأكبر بين كل الكليات ، والخريجون 0 ، نعم صفر ، لم يتخرج أحد من أكثر من 11 ألف .
بالنسبة للجانب المالي لكليات التميز أو حتى كليات التقنية العالمية لم أحصل على أي معلومات مؤكدة ، فقط أرقام صحفية لا يمكن الاعتماد عليها ، لكن ما أنفق عليها بكل تأكيد يفوق كثيرا جدا ما أنجزته.
ذلك هو الواقع الرقمي للكليات التقنية العالمية التي تشرف عليها شركة كليات التميز ، وهو بكل تأكيد جزء بسيط من الحقيقة التي لا يعلمها إلا الله ، ومن أوتي علم السجلات الفعلية لشركة التميز .
أما الانعكاس للواقع المجهول ، فتُظهر شيئا منه تلك الأرقام التي سردتها ، والسوء الشديد في خريجي الكليات ، والذي يؤكده تهرب القطاع الخاص من توظيفهم ، بل وتهرب خريجي الثانوية العامة من الالتحاق بتلك الكليات الهزيلة ، وأكثر من ذلك ، الحديث المتواتر عن تسرب أعداد كبيرة من طلاب وطالبات الكليات لضعفها ، وربما كانت أرقام الخريجين مؤشرا قويا لذلك التسرب .
كليات التميز وما يحدث فيها لا يتفق مع سياسة الشفافية والوضوح والحوكمة الذي تعتمده رؤية 2030 ، ولا مع الطموح الذي تسعى الرؤية لتحقيقه . ننتظر قرارا شافيا بشأنها .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال