هل كل السعوديين منضبطين واحترافيين؟

الاجابة على السؤال الوارد في العنوان، أكيد لا. وهذه الإجابة ستكون نفسها لو سألتني عن أصحاب أي جنسية أخرى.

كثير من محترفي الأعمال في السعودية مرّوا بتجارب سلبية من كثير من السعوديين بالتالي بدأت القناعة لديهم بالترسخ أن (كل السعوديين) غير منضبطين وغير محترفين. أتفهم مصدر هذه القناعة ولكن ارفضها لأنها خاطئة.

المشكلة أن تبني هذه القناعة وإن كان بشكل خفي، له انعكاسات سلبية كثيرة خصوصا عند استقطاب السعوديين لمنصب ما. فهي مثلا تجعل صاحب العمل أو المدير المباشر يتبنى قرار مسبق برفض استقطاب الكفاءة السعودية ثم التحجج بأسباب ضعيفة وغير مهمة في المنصب الشاغر لتبرير رفضه للمرشح السعودي.

شخصيا لدي قناعة أن (أغلب) الكفاءات السعودية وليس الكل، هم غير منضبطين في المواعيد وينقصهم الكثير من الاحترافية. ولكن في نفس الوقت هناك (أعداد)من السعوديين في قمة الاحترافية والانضباطية التي تفوق جنسيات أخرى.

ولدي قناعة أيضا أن نسبة الغير منضبطين من السعوديين تقل وأن نسبة الاحترافيين والمنضبطين منهم تزيد وسيكونون هم الأغلب. وهذا راجع لأكثر من سبب منها تطور ثقافة المجتمع والمنظمات السعودية فيما يخص الانضباط والاحترافية وكذلك الابتعاث والاحتكاك مع الكفاءات المحترفة وغيرها من الأسباب.

المستقبل مشجع للجميع ويبقى علينا توعية أصحاب القناعة الخاطئة حتى يتخذوا القرار السليم.

إذا ما هو القرار السليم عند الرغبة في استقطاب كفاءة سعودية محترفة ومنضبطة؟

• البحث عنهم ومسح سوق الكفاءات بشكل شامل. إذا كان الوقت ضيق،فالأفضل الاستعانة بمحترف في التوظيف سواء من داخل منظمتك أو خارجها.
• على الإدارة وخصوصا المدير المباشر أن يكونوا قدوة في الانضباط والاحترافية.
• تشجيع ثقافة الانضباط والاحترافية في العمل (تحتاج إلى محترف موارد بشرية له تجارب في بناء ثقافة للمنظمات).
أما إذا كان في منظمتك كفاءات سعودية منضبطة ومحترفة، ابحث عن طرق تطويرهم واستبقاؤهم واستثمر فيهم قدر المستطاع.

فالانضباط والاحترافية ثقافة يصعب خلقها في وقت قصير مقارنة بخلق المعرفةوالمهارات عند الموظفين عن طريق التدريب.