الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل أربع سنوات فقط، لم يكن السيد “نك مولنار” سوى شاب طموح يحاول أن يجدلنفسه مكان بين المئات من رواد الأعمال. بدأ هذا الشاب الأسترالي في سن متقدمة ببيع المجوهرات ليكتسب الخبرة في أكثر من مجال،حتى أصبح في مصاف المراكز الأولى على الموقع الشهير ebayفي النطاق الجغرافي الذي يعمل فيه.
هذه لم تكن سوى البدايةبالنسبة لشابناشئ ساعده العمل في مرحلة مبكرة من حياته على اكتشاف احتياج العملاء من الخدمات داخل استراليا لتعزيز مركزه في الأسواق وحتى يضيف لنفسه ميزة تنافسية كتاجر،وهنا بدأت القصة تأخذ منحى آخر في حياة هذا الرجل.
” نك مولنار” الذي لم يتخطى الثلاثين من عمره وينتمي لجيل الألفية استطاع أن يحول فكرة إلى شركة رائدة بقيمة سوقية تصل إلى ما يقارب الملياري دولار في أقل من أربع سنوات. يؤمن هذا الشاب إيمان كامل أن الالتزامات المالية والشراء بالدين بالإضافة إلى عمولات التأخير هي أكبر عائق بالنسبة لعملية الشراء لدى الكثيرين.وهي تدفع العملاء للتردد قبل إتمام الصفقات. لذلك أردا أن يجد حلا جوهريا لآلية التعامل بين البائع والمشتري.
من خلال شركة afterpayالتي أنشأها الرجل، فهو يقدم للعملاء خدمة الدفع على دفعات أسبوعية أو شهرية دون أي فوائد ودون قروض فهي تعتمد على الدخل المادي والنقد الذي يملكهالعميل بشكل فعلي. ولأن مثل هذه العملية محفوفة بالمخاطر فهو يقدم هذه الخدمة فقط اللسلع التي تقل قيمتها عن الألفدولار، كما أن العميل الذي يتأخر عن الدفع سيكون مطالب بدفع غرامة مالية في حال التخلف عن السداد و.وهي غرامة ثابتة تختلف عن العمولات المرتبطة بالقروض. النجاح الكبير لهذه التجربة كونها غير مقترنة بأي وسيلة اقتراض، هو ما دفع تجار التجزئة في استراليا للاشتراك بالخدمة،وهنا يكمن مصدر الدخل الذي استفاد منه “مولنار” فهي خدمة تقدم لتجارالتجزئة مقابل اشتراك سنوي.
بلغة الأرقام فإن الشركة تتوقع أن تحقق مبيعات بقيمة تقارب الملياري دولار خلال عام 2018، وعلى مدى عام فهي تضيف حوالي ثلاثة آلاف عميل جديد بشكل يومي.
يعلم السيد ” مولنار” أن فرص الاحتيال تبقى قائمة بشكل كبير ولذلك فهو يهتم بتحليل بيانات العملاء الائتمانية بشكل جيد ويمكن أن يوقف البيع على بعض السلع في حال ازدياد الطلب بشكل ملحوظ لتفادي حدوث أزمة في العرض والطلب أوإذا استشف وجود ملامح للاحتيال.
اليوم وأنا أستعرض معكم هذه التجربة، أجزم أن هناك العشرات من أمثال هذا الشاب حولنا نقابلهم بشكل أسبوعي أو حتى يومي، لكن النتيجة الحتمية التي ينبغي أن نتفق عليها جميعا هي أن طريقة التفكير التي تعامل بها الرجل مع المعطيات من حوله صنعت التغيير. ونموذج العمل الذي تبناه كان من خلال معرفته بأن الجوهر دوما يكمن في معرفة احتياج العميل. ومن خلال هذه المعرفة ننطلق سويا لنتعرف على “مولنار” جديد قد يكون موجود داخل كل شخص فينا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال