الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
صرح وزير المالية السعودي في وسائل الاعلام: “أريد أن أضيف نقطتين مهمتين خصوصا لمجلس التعاون الخليجي، الأولى هي أنه ومع وجود جانب سلبي لربطنا بالدولار الأمريكي وبالتحديد فيما يتعلق بسعر الفائدة.. لكن هناك فائدة كبرى من الاستقرار والمستثمرون لا يأخذون أي مخاطر فيما يتعلق بالعملة..”
وأضاف: “الأمر الأكثر أهمية نحن في الحقيقة لا نستورد الكثير من البضائع والخدمات من الولايات المتحدة الأمريكية ومع ارتفاع أسعار الفائدة الدولار يصبح أقوى الأمر الذي يتيح لنا أفضلية عندما نستورد من دول أخرى..”
وتابع: “وعليه ما نستورده من اليابان أو من أوروبا أو باقي آسيا والذي كلفنا 130 قبل 3 سنوات الآن يكلفنا 100 فسبب انخفاض سعر عملتهم أمام الدولار، وعلينا أخذ هذا بعين الاعتبار أن هناك الكثير من الفوائد التي يتوجب على الفرد النظر لها”.
من المهم أن نعرف أن كثير من الامور الاقتصادية ترتبط بالثقة فالبنوك ستنهار عندما يفقد عملائها الثقة فيها، والاقتصاد بشكل عام يتأثر بشكل جوهري بالثقة ومن ذلك العملة والتي ترتفع وتنخفض بناء على العرض والطلب، هل تعلم لو أن الناس بالمملكة فقدوا الثقة بالريال السعودي واقبلوا على شراء العملات الاجنبية سوف يؤدي ذلك الى انهيار الريال وبالتالي مستويات تضخم عالية جدا.
ولا ننسى في وقت حرب الخليج الثانية حين اجتاح العرق الكويت بدأ رجال الاعمال بتحويل ثرواتهم الى الخارج خوفا من ان تطال الحرب المملكة ولم تمنع الحكومة ذلك لان قرار منع اخراج الاموال من البلاد يجعل رجال الاعمال يفقدون الثقة بالعملة المحلية، وبالفعل قام بعض رجال الاعمال بتحويل ثرواتهم للخارج وبعد فترة غير طويلة قاموا بإعادتها الى المملكة وذلك بسبب زرع الدولة بهم ثقة تامة بالعملة المحلية والاقتصاد المحلي.
إن ايراداتنا النفطية والتي تمثل العنصر الرئيسي في ايراداتنا تباع بالدولار الامريكي مما يجعل لدينا احتياطيات كبيرة من الدولارات الامريكية والذي سيدعم مشترياتنا الخارجية.
ان ربط الريال بالدولار سيمنح الريال ثقة عالمية وسنستفيد من أن ذلك سيكون أحد العناصر التي تشجع المستثمرين الاجانب للاستثمار بالمملكة.
ومن المعروف أن الدولار الامريكي هو العملة العالمية حيث تجد أن الدول التي يتدهور اقتصادها سنة بعد الاخرى يلجؤون الى استخدام الدولار الامريكي بديلا عن عملتهم المحلية التي تتدهور قيمتها سنة بعد أخرى.
وحتى على مستوى السياحة إذا قمت بزيارة دولة يتدهور اقتصادها عاما بعد عام ستكون تكلفة السياحة فيها في عام منخفضة وفي العام التالي منخفضة جدا نظرا لتدهور عملتها أمام الدولار الامريكي.
إن وجود عدد كبير جدا من العمالة الوافدة والتي تقوم بتحويل الاموال الى بلدانها مما يعني أنها تشتري العملات الاخرى ببيع الريال السعودي كما أن نسبة كبيرة من مواطني المملكة يذهبون في فصول الصيف للخارج مما يجعلهم يشترون العملات الاخرى ببيع الريال السعودي كل ذلك يجعل أن ربط الريال بالدولار سيحمي الاقتصاد المحلي ويجعله أكثر قوة واستقرار.
كما أن الاقبال على شراء الريال في مواسم الحج والعمرة وبالسنين القليلة الماضية بالسياحة يحقق لنا مكاسب من خلال ربط الريال السعودي بالدولار الامريكي.
لو أردنا أن نغير سياستنا تجاه عملتنا المحلية فلدينا خياران اما ان نربط الريال بعملة أخرى غير الدولار ، وأما أن نعوم العملة، أما الخيار الاول وهو ربط الريال بعملات أخرى غير الدولار فأعتقد أن الدولار هو أنسب عملة نقوم بربط الريال بها وذلك لأننا كما أسلفنا نبيع نفطنا وغازنا بالدولار كما أن الدولار هو العملة العالمية الاولى, أما الخيار الثاني وهو تعويم العملة وذلك عن طريق عدم تدخل البنك المركزي للتأثير على سعر صرف الريال تجاه العملات الاخرى ، وترك سعره يتحدد بناء على العرض والطلب فهذا الخيار خطير جدا للأسباب التالية:
أن كل ذلك يدعونا الى الاستمرار بربط الريال السعودي بالدولار الامريكي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال