الأحد, 22 يونيو 2025

رئيس “سينوبك” لـ (مال): التكامل بين “مبادرة الحزام والطريق” و”رؤية المملكة 2030″ يعمق التعاون في مجال الطاقة بين الرياض وبكين

كشف جو سونغيوان الرئيس التنفيذي لشركة الصين للبتروكيماويات “سينوبك” أن التكامل بشكل وثيق بين “مبادرة الحزام والطريق” الصينية و”رؤية المملكة 2030″ أدى إلى تعميق التعاون في مجال الطاقة وغيرها من المجالات، إذ تعتبر الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر سوق لاستهلاك الطاقة، كما تعمل بنشاط على بناء منصة مفتوحة لتوفير محركات نمو جديدة للتعاون والتنمية العالميين، فيما تعد المملكة واحدة من أكبر دول العالم من حيث احتياطيات النفط والإنتاج والصادرات، وهي فعالة بتعزيز التنويع الاقتصادي، وتسريع وتيرة التحول الصناعي مؤكدا أن “الانتقال الأخضر والتنمية عالية الجودة والمستقبل المبتكر” ليست فقط بداية جديدة لشركات البلدين لتعميق التعاون التقليدي، بل هي أيضًا اتجاه جديد لشركات البلدين للعمل معًا لخلق المستقبل.

وأكد الرئيس التنفيذي في “سينوبك” لـ (مال) عن دعم الشركة بشكل كامل لرؤية المملكة 2030، ومبادرة السعودية الخضراء، وأنها ستلعب دور الرابط والممارس والمروج لـ “مبادرة الحزام والطريق” بين الصين والمملكة، مبينا التزام الشركات الصينية، وخاصة شركات الطاقة التي تمثلها شركة سينوبيك، بالتعاون مع الشركات السعودية في قطاع الطاقة، وعلى وجه التحديد مجال النفط والغاز، مع التركيز على سلسلة الصناعة بأكملها من المنبع والوسط والمصب.

وأضاف، نعتقد أن هناك فرصًا جديدة للتعاون في مجالات تشمل تحسين جودة وكفاءة التنقيب عن النفط والغاز، والانتقال والارتقاء بمستوى التكرير، والطاقة النهائية للمحطات النهائية. خدمات متعددة، حيث تلتزم كل من الشركات السعودية والصينية بتعزيز التنمية عالية الجودة لصناعة الطاقة والصناعات الكيماوية، وتلتزم بالتعاون لتعزيز خفض الكربون ومنع التلوث وتوسيع المنطقة الخضراء، مما يخلق ظروفًا مواتية للبلدين لتعميق التعاون، في مجالات النفط والغاز والتكرير والصناعات الكيماوية، وتوطيد أسس التعاون في مجال الطاقة، وتوفير فرص جيدة للبلدين للعمل معًا في مجالات الطاقة الجديدة، والطاقة الهيدروجينية، وCCUS (التقاط الكربون واستخدامه).

اقرأ المزيد

ويتفاءل معهد سينوبك لأبحاث الاقتصاد والتنمية المحدودة للطاقة والصناعة الكيميائية، بشأن آفاق استثمار شركات الطاقة الصينية في المملكة، ويوصي بالتركيز على تعميق التعاون، وتحسين مستوى تشغيل المشاريع المشتركة في المملكة، وتوحيد وتوسيع أعمال الخدمات الهندسية، كمشروع شركة ينبع – أرامكو سينوبك للتكرير (ياسرف)، وهو أكبر مشروع استثماري صيني في المملكة العربية السعودية، والذي دشن في عام 2016 بحضور خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني، كما يوصي المعهد بتطوير تقنيات خفض انبعاثات الكربون لمساعدة البلدين على تحقيق أهدافهما المناخية، إذ حددت كل من الصين والسعودية هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، حيث تبحث سينوبك بنشاط في التقنيات الرئيسية المتعلقة بتكرير الهيدروجين الأخضر وتطوير السلسلة الصناعية بأكملها لإنتاج الطاقة الهيدروجينية وتخزينها وتسليمها واستخدامها، وفيما يتعلق بالابتكار العلمي والتكنولوجي، ستعمل شركة سينوبك والشركات الصينية الأخرى بنشاط على تعزيز التعاون في مجال البحث والتطوير بين البلدين، وتطوير منتجات ذات قيمة مضافة عالية وأسواق خدمات فنية عالية الجودة في المجالات الرئيسية، مثل هندسة البترول والمواد الجديدة، والاعتماد على مراكز البحث والتطوير المنشأة محلياً.

وتوقعت “سينوبك” عبر تقرير أصدرته عن الاتجاه التنازلي في استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون في الصين لعام 2060، والذي يعزى إلى المبادرات الخضراء، ومن التوقعات: توقف نمو استهلاك الفحم في الصين، والذي يرتكز عليه أمن الطاقة في البلاد بحلول عام 2025، وصول ذروة الطلب على النفط إلى ما قبل عام 2027، ووصول استخدام الغاز الطبيعي إلى ذروته بحلول عام 2040، سيطرة الطاقة غير الأحفورية على إجمالي إمدادات الطاقة في الصين بحلول عام 2045، بينما تنبأ تقرير “توقعات صناعة الطاقة الهيدروجينية في الصين” بأن بحلول عام 2060 سيقترب استهلاك الطاقة الهيدروجينية في الصين إلى 86 مليون طن، مما يخلق صناعة تبلغ قيمتها 4.6 تريليون يوان صيني. و بنفس العام سوف تقفز نسبة الوقود غير الأحفوري كمصدر للطاقة المستخدمة في صنع الهيدروجين إلى 93% ، وستساهم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ثلثي الإنتاج. كما شدد تقرير آخر على الحاجة إلى إعطاء الأولوية للحفاظ على موارد صناعة البتروكيماويات وتعزيزها وإعادة تدويرها بكفاءة عالية في عام 2024، مع التحرك بثبات نحو تحقيق ذروة وحياد الكربون، وتسريع تحسين كفاءة الطاقة، وزيادة استخدام مصادر الطاقة المتجددة. وتطرق التقرير أيضا على محافظة أسعار النفط العالمية على مستوى متوسط إلى مرتفع، ولكن احتمال وقوع أحداث عالمية كبرى قد يؤدي إلى ثبات السوق.

يشار إلى إعلان وحدة خدمات تابعة لشركة سينوبك في الأسبوع الماضي، عن توقيع اتفاقية بقيمة 7.956 مليار يوان (1.1 مليار دولار) لمد خطوط أنابيب للغاز الطبيعي لصالح “أرامكو”، والتي تنص على أن تتولى “سينوبك” عملية شراء المستلزمات والإنشاءات في إطار المرحلة الثالثة من شبكة الغاز الرئيسية في المملكة، حيث تتولى سينوبك إنشاء أجزاء من شبكة الأنابيب تشمل خطوطا رئيسية بأطوال إجمالية تبلغ 2630 كيلومترا، علاوة على خطوط فرعية بأطوال تبلغ 1340 كيلومترا. على أن تستكمل “سينوبك” أعمال الإنشاءات بحلول نهاية مايو 2027.

ذات صلة



المقالات