الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الآونة الأخيرة، أصبح مصطلح “هلوسة” شائع جداً في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة مع ظهور نماذج قادرة على إنتاج مخرجات قد لا تكون دقيقة أو واقعية.
وسوف يوضح هذا المقال.. ما هو مصطلح هلوسة الذكاء الاصطناعي، وما هي أسبابه، وكيف يمكننا مواجهته كتحدي، وأيضا كيفية الاستفادة منه كآفق جديد للابتكار.
بداية، هلوسة الذكاء الاصطناعي، أو ما يُعرف باللغة الانقليزية بمفهوم AI Hallucination هو مصطلح يتم استخدامه عندما تعتمد نماذج اللغات الكبيرة LLM ، أنماطا غير دقيقة أثناء التحليل والتعلم الآلي، مما يؤدي إلى إنشاء مخرجات غير منطقية أو غير واقعية، مثل النصوص أو الصور أو غيرها من المخرجات، والتي قد تبدو في البداية كأنها قيمة أو دقيقة، قبل التحقق البشري منها واكتشاف عدم صحتها.
وعلى سبيل المثال، في بعض منصات المحادثات أو الحوار مع أنظمة الذكاء الاصطناعي Chatbots أو اثناء الاستجابة التفاعلية مع العملاء، قد يبدو سلوك الذكاء الاصطناعي، في بدء الأمر، مشابه للسلوك البشري وكآنه حوار يتسم بالذكاء الحقيقي، ولكن السلوك الآلي يقوم تدريجيا بإنتاج معلومات غير دقيقة وغير واقعية، وذلك لأن النظام الآلي يتبع قواعد محددة مسبقا دون أن يكون لديه فهم حقيقي لسياق الحوار، مما ينتج عنه نوعا من الهلوسة في النصوص المخرجة، خاصة اذا استمر الحوار لفترة مطولة.
وهناك عدة أسباب قد تؤدي إلى هلوسة الذكاء الاصطناعي، ومنها عدم كفاءة وجودة البيانات. وحينها، عندما يفتقر النظام الآلي إلى البيانات الكافية أو حين يقوم بتحليل بيانات ذات جودة ضعيفة، فإنه ينتج عنه مخرجات غير دقيقة.
وهناك عدة طرق يمكن من خلالها مواجهة هلوسة الذكاء الاصطناعي، ومنها تحسين جودة البيانات والكمية أيضاً لمنع النظام من المخرجات غير الدقيقة. وكذلك، التحقق من النتائج ومراجعتها قبل الاعتماد عليها في اتخاذ القرارات.
وبالفعل، فإن هلوسة الذكاء الاصطناعي هي تحدي قائم في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يهدد القيمة المكتسبة لهذه التقنية في كثير من المجالات والقطاعات الحيوية. ولذلك، يجب تحسين البيانات وتجنب البرمجة الخاطئة، لتحقيق النتائج الصحيحة، وضمان دقة وواقعية المخرجات.
ومن جهة اخرى، قد يعتبر البعض أن هناك جوانب إيجابية لهلوسة الذكاء الاصطناعي، ومنها فتح أفاق جديدة من خلال توفير فرص للتفاعل البشري مع التكنولوجيا بطرق مبتكرة وغير متوقعة، يُمكن استخدامها في تحسين تجارب المستخدمين، مما تُعد ممكنات للأفكار والابتكار والتحسن المستمر في أداء نماذج الذكاء الاصطناعي.
وفي الوقت ذاته، يتطلب استخدام هلوسة الذكاء الاصطناعي تحقيق توازن بين الابتكار والأخلاق والأمان، حتى لا تتحول تلك التجارب إلى تحديات أخلاقية أو اعتماد زائد على التكنولوجيا. كما ينبغي على الشركات المصنعة والمؤسسات التكنولوجية العمل على تطوير وتطبيق أطر اختبار ونماذج تقييم شاملة لضمان السلامة وتحقيق الفائدة المرجوة من هلوسة الذكاء الاصطناعي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال