الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
اللحاق بركاب المستقبل مرهون بتسجيل الحضور مبكراً وحجز موقع في وسائل التمكين .. والأمم الواعية تعد نفسها للتعايش بوعي مع جديد العصر، وأهم آليات التعايش تأمين متطلبات المستقبل من خلال تنشيط الفكر المنفتح، وإعلاء شأن “اقتصاد المعرفة” الذي يلبي احتياجات المستقبل ويشبع نهم الأجيال للمعرفة .
المملكة تمضي قدماً نحو المستقبل، في ظل رؤيتها الطموحة التي اتضحت معالهما وتنعكس صورها في المشاريع الطموحة، مثل “نيوم”، المشروع الاستراتيجي، الذي يعكس قدرة العقل السعودي على الإبداع والإبتكار واجتذاب الاستثمار العصري.
فهناك شواهد على أن تقنيات “الذكاء الاصطناعي” تشكّل حجر الزاوية في التحولات الكبرى التي تشهدها بلادنا. فالذكاء الاصطناعي، بما يحمله للعالم من جديد وتجديد، من أهم مخرجات “اقتصاد المعرفة”، ونزوع الفكر الاقتصادي إلى إيجاد بدائل تناسب هيمنة التقنية على الحياة.
والتعريف بمفهوم “الذكاء الاصطناعي” وشرح مظاهره وعوالمه يطول ويتّسع مع كل تقدم وفتح جديد يتم إحرازه في هذا الحقل المعرفي المتماهي مع المستقبل، ولكن إيجازاً يعرف هذا الميدان بأنه “الذكاء الذي تبديه الآلات والبرامج بما يحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها، مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل على أوضاع لم تبرمج في الآلة” .. وهو أيضاً الحقل الأكاديمي الذي يعنى بصنع حواسيب وبرامج قادرة على اتخاذ سلوك ذكي.
الشائع في أوساط المهتمين بمجريات الذكاء الاصطناعي، أن مصطلحه ظهر منتصف القرن العشرين عندما وصفه جون مكارثي في عام 1955 بأنه “علم وهندسة صنع آلات ذكية”، ومنذ ذلك الوقت عبّر المفهوم عن تطوره في تجلّيات بالتوازي مع مستجدات الحاسوب، مروراً بالروبوت، إلى أن حلّت تقنيات “التعلم العميق” بآفاقه الرحبة المفتوحة على تطورات هائلة جعلت “أقطاب وادي السليكون” في الولايات المتحدة تجعل منها مضماراً رحباً للتنافس عبر تطوير شبكات عصبية صناعية عالية الدقة تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، ولديها قدرات لامتناهية على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيا دون تدخل العقل البشري.
وربما هذه القدرات ما جعل بعض المتوجّسين يذهب إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي يمكن أن تهدد العقل البشري وتحيله إلى التقاعد، ولكن حقيقة الأمر هي أن الذكاء الاصطناعي أحد منتجات العقل البشري ومن ثمرات التعليم الذي يحرر العقل، ولذلك فتطوّر هذه التقنية يعتمد على مزيد من تحرر العقل وفك القيود التي تكبله بالتعليم التقليدي.
وبما أن المملكة شرعت في تجديد بنية التعليم بما يجعل المناهج تنتج العقل الإيجابي الناقد القائد، فإن المعنيين بمنتج التعليم العصري مدعوون لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي، وضرورة أن يعي المجتمع تبعات التحول القادم من حيث تطوير المهن وإحلال مهن جديدة تتواءم مع احتياج سوق العمل. وإلا فكيف نعد طاقات شبابية لمرافق مشروع “نيوم” الذي ستستخدم فيه الروبوتات بكثافة؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال