“حكيم أوماها” يبيع نصف أسهمه في “آبل”.. كيف غادر وارن بافيت حفلة الأسواق المالية مبكرا

في عالم المال والأعمال، يتابع المستثمرون عن كثب كل خطوة يقوم بها وارن بافيت،  والذي يعتبره الكثيرين أحد أعظم المستثمرين في التاريخ ولهذا السبب يعرف بعراب او “حكيم أوماها” لأن مجتمع الاستثمار يتابع عن كثب اختياراته الاستثمارية وتعليقاته على السوق.

وجذبت خطوة بافيت الأخيرة اهتماما كبيرا بعد بيع أسهمه في شركة آبل قبل هبوط كبير في السوق الأمريكية، حيث بلغ رصيد “بيركشاير هاثاواي” النقدي مستوى قياسياً عند 277 مليار دولار في الربع الثاني، بعد أن خفض الملياردير  بافيت حصته في شركة ابل نحو 50 %

في السنوات الماضية، كان استثمار بافيت في شركة آبل أحد أبرز وأنجح قراراته. استثمر في أسهم الشركة التقنية العملاقة التي نمت قيمتها بشكل كبير، مما جعلها واحدة من الركائز الأساسية لمحفظته الاستثمارية،لكن كما هو معروف في عالم المال، فإن الأسواق يمكن أن تكون غير متوقعة، وفي أواخر عام 2021 وبداية عام 2022، بدأت الأسواق المالية في إظهار علامات توتر، حيث ارتفعت معدلات الفائدة وتزايد الغلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي. مع هذه التقلبات، قرر بافيت اتخاذ خطوة حاسمة  حيث بدأ في بيع جزء كبير من حصته في أسهم آبل.

لم يكن هذا القرار مجرد خطوة عشوائية، بل كان نتيجة لتحليل دقيق ومتابعة مستمرة للوضع الاقتصادي، بفضل هذه الخطوة، نجح بافيت في تقليل تعرضه للانخفاضات المحتملة في السوق قبل ان تبدا حفلة الأسواق في الهبوط بشكل ملحوظ بعد فترة قصيرة من بيع أسهم آبل، وهذه الخطوة لم تكن مفاجئة لأولئك الذين يتابعون استراتيجية بافيت، فهو معروف بقدرته على التنبؤ بالتغيرات في السوق واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب، البيع الجزئي لأسهم آبل ساعده على حماية محفظته من الخسائر الكبيرة التي شهدها السوق في الفترة التالية.

واليوم، تحتفظ شركة بيركشاير هاثاوي، التي يرأسها بافيت، بكمية كبيرة من النقد، تصل إلى 277 مليار دولار، مما يعكس استراتيجيته الناجحة في إدارة الأزمات وحماية الأصول. تُعتبر هذه الخطوة مثالاً واضحًا على كيف يمكن للتحليل الدقيق واتخاذ القرارات الاستراتيجية في الوقت المناسب أن يحمي المستثمرين من الأوقات الصعبة في الأسواق المالية.

ولكن يبقى السؤال الأكبر كيف سيستثمر “حكيم اوماها” هذا الكم الكبير الكاش ؟