الأحد, 18 أغسطس 2024

البورصات العالمية تعود للتعافى من جديد بعد التخلص من انهيارات “الأثنين الأسود”.. ماذا حدث؟

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

عادت البورصات العالمية للتعافى من جديد خلال التعاملات الأسبوعية مع تزايد رهانات خفض الفائدة ليأتي ذلك بعد الانهيارات الأخيرة التي حدثت في الأثنين الأسود الموافق الخامس من أغسطس الجاري، والتي كانت متأثرة ببيانات التوظيف الأمريكية السلبية التي صدرت مؤخرًا.

وأوضح مستشار أبحاث الأسواق العالمية، طاهر مرسي، لـ”مال”، إن عودة موجة المكاسب الملفتة بالأسواق العالمية خلال الأسبوع الأخير تشير إلى أن هناك اتجاه عام للحفاظ على مكاسب الأسهم ومنع انزلاقها وانهياراها بشكل واسع في الفترة المقبلة.

وأشار مرسي، إلى أن عودة المسار التيسيري وخفض الفائدة على الدولار عززت من تلك المكاسب بأسواق الأسهم، لافتا إلى أن هذا سيكون السبب الرئيسي أيضا في الفترة المقبلة في الحفاظ على مكاسب الأسهم المدرجة على ارتفاعاتها.

اقرأ المزيد

ولفت أيضا إلى أنه احتمالات الانزلاق لانهيارات واسعة ستظل قائمة في ظل ضعف استجابة الاقتصاد لبرامج التحفيز المتتالية. ونصح المستثمرين بالأسهم حالياً باقتناء الأسهم الدفاعية، وذات القيمة في مقابل الحذر من الأسهم التي ارتفعت مكررات ربحيتها بشكل مبالغ فيه.

اتجاه وتحول

بدوره، أكد رائد الخضر، رئيس قسم أبحاث السوق والتحليل في مجموعة ايكويتي، لـ”مال”، أن هناك توجه وتحول واضح في مخاوف أسواق المال العالمية حيث أنه الآن وبعد أن كانت المخاوف الأساسية من استمرار ارتفاع التضخم سواء في الولايات المتحدة أوعالمًيا والتي تستدعي الاستمرار في رفع الفائدة أو تثبيتها عند مستويات مرتفعة، انتقلت المخاوف من احتمالات ركود الاقتصاد الأمريكي وعدم القدرة على تسجيل معدلات نمو مثل الأعوام السابقة.

وأكد أن لسياسات التشديد النقدي القوية التي اتبعها الفيدرالي الأمريكي كانت لها عواقب وخيمة على الاقتصاد وعلى أغلب القطاعات، لاسيما على قطاع سوق العمل الذي أظهر ضعفًا ملحوظًأ طبقًا للبيانات الأخيرة.

وأشار إلى أنه بالرغم من مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي، إلا أن البيانات الاقتصادية لا تؤكد تلك الاحتمالات حتى الآن وهو ما أنعش وأعاد للأسواق التعافي. وبين أن بيانات الوظائف الأخيرة التي اظهرت حالة الضعف الواضح متأثرة بسياسة التشديد النقدي لا تؤكد دخول القطاع في حالة الركود.

وأكد أن بيانات التضخم التي صدرت نهاية الأسبوع الماضي أظهرت تباطؤ نمو أسعار المستهلكين السنوي إلى نسبة 2.9%، فيما يستهدف الفيدرالي الأمريكي تضخم عند نسبة 2%. لذلك الآن أصبح من الضرورة اللجوء إلى السياسة النقدية التوسعية وخفض الفائدة للمرة الأولى منذ أربعة أعوام.

وأكد أن أغلب التوقعات تدعم حاليًا خفض الفائدة بربع نقطة مئوية وهو ما يساعد على عودة تعافي الأسواق المالية من جديد وبشكل كامل، ولفت إلى أن خفض الفائدة بأكثر من تلك النسبة يتسبب في مخاوف المستثمرين حيال ركود الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي ارتفاع حالة العزوف عن المخاطرة التي تتسبب في تراجعات قوية للأسهم.

وأشار إلى أنه عودة توقعات خفض الفائدة بربع نقطة فقط في اجتماع سبتمبر المقبل فمن المتوقع أن يكون هذا داعم رئيسي لعودة الارتفاعات التاريخية لأسواق الأسهم مرة أخرى.

وبين أن من أبرز القطاعات التي قد ترتفع الفترة القادمة تتمثل في قطاع السلع والخدمات “التجزئة”، موضحًا أن سياسات خفض الفائدة تدعم عودة الارتفاعات القوية لأسهم تلك القطاعات مع عودة زيادة الانفاق مرة أخرى وزيادة شهية المخاطرة.

أفضل أداء أسبوعي منذ نوفمبر 2023

وبنهاية آخر جلسات الأسبوع الماضي وفي وول ستريت تحولت مؤشرات الأسهم للارتفاع مع انخفاض عائد السندات العشرية، بعد استقرار ارتفاع ثقة المستهلكين للمرة الأولى خلال 5 أشهر وزيادة توقعات التضخم خلال الأشهر العام المقبل.

وعند إغلاق تداولات الجمعة، صعد “داو جونز” بنسبة 0.25% ليرفع مكاسبه أسبوعية إلى 2.95% وبنجح في إنهاء خسائره التي استمرت أسبوعين متتالين، كما ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.2% ليحقق أفضل أداء أسبوعي منذ الثالث من نوفمبر 2023.

وارتفع مؤشر “ناسداك” بنسبة 0.2% لينهي مؤشر التكنولوجيا سلسلة خسائره الأسبوعية التي امتدت أربعة أسابيع متتالية، بعد ارتفاعه هذا الأسبوع بنسبة 5.30%.

وفي الأسواق الأوروبية، صعد مؤشر “ستوكس يوروب 600” بنسبة 0.3% لترتفع مكاسبه الأسبوعية أيضا إلى نسبة 2.45%، ويحقق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي.

وفي اليابان، صعد مؤشر “نيكي” بنسبة 3.65%، وارتفع مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً بنسبة 3%، ليحقق المؤشران مكاسب أسبوعية بلغت 8.65% و7.85% على التوالي.

وبذلك بدأت الأسواق العالمية تتعاف بشكل ملحوظة منذ اندلاع المخاوف والانهيارات في يوم الأثنين الأسود الموافق الخامس من الشهر الحالي والتي هبط فيها مؤشر الداوجونز الأمريكي انخفض بحوالي 2.7% خاسرا 1100 نقطة.

وسجل مؤشر نيكاي الياباني أسوأ أداء له على مر التاريخ، إذ تراجع بنسبة 12%، إضافة إلى الانخفاضات والخسائر التي سيطرة على كافة أسواق الأسهم على الصعيد العالمي.

ذات صلة

المزيد