الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تواجه المنظمات الحديثة اليوم في سوق العمل تحديات كبيرة، ومنافسات شرسة، وعميل لحوح، وتقلبات اقتصادية، وضغوط إعلامية، وشراكات مجتمعية وغيرها الكثير والكثير من التحديات اللي تتطلب صلابة الإداريين، وخبرة ومعرفة الإداريين، وقدرة ومهارة الإداريين في مواجهة هذه التحديات ووضع الحلول لاجتيازها.
اليوم في ظل هذا التسارع الإداري والاقتصادي لم تعد الإدارة بالنوايا الحسنة تجدي، وفي ظل هذا الصعود السريع في قطاعات الأعمال لم تعد الإدارة بالواسطة تحقق الأهداف، وتحت مظلة التطور الكبير في القطاع الحكومي لم تعد الإدارة بلغة الصواب والخطأ قادرة على تجاوز الازمات.
ولن تنجح المنظمة في إدارة مهامها أو تحقيق أهدافها الا من خلال الإداري المتخصص الذي تشرب المعرفة الإدارية، وامتلك مفاتيح التخطيط والتطوير الإداري، ولديه رصيد معرفي حول واجبات ومهام العمل الإداري، يعرف جيدا كيف يفرق بين إدارة التغيير وبين إدارة التطوير، ويدرك الفرق الشاسع بين إدارة الازمات وبين الإدارة الموقفية، ويستشعر البعد التنافسي، ويمتلك مهارة إدارة الفرق وتكوين اللجان وتوزيع المهام ورصد النتائج وضبط الجودة وتحديد معايير الكفاءة.
تماما كما يتقن الطبيب المختص قراءة الأشعة وتحديد نوع المرض، والمدة الزمنية للبرنامج العلاجي، يعرف هذا الطبيب وفق تخصصه وخبرته ومعرفته أين يضع مبضعه، ومتى، وكيف، ولماذا، ويقيس بدقة وفق معايير طبية مدى تقدم أو تراجع وضع مريضه الصحي …
والسؤال هل أستطيع أنا كمتخصصة في علوم الإدارة أن أدخل غرفة العمليات؟ أو هل أجرؤ على ارتداء معاطفهم البيضاء؟ أو هل أستطيع أن ألمس أدواتهم ومحاليلهم ومباضعهم؟ هذا إذا افترضنا جدلا أنني أعرف ماذا تعني وكيف ومتى تستخدم؟
أو هل يستطيع زميلي المتخصص في علوم الإدارة أن يقتحم قاعات الهندسة وأن يرسم مخططا هندسيا بحسب قياسات المهندسين ودقة أدواتهم، ثم يتوجه الى مواقع المشاريع ليتابع عمليات البناء والتنفيذ و، ويقيم سلامة الأداء أو أخطاء البناء؟
أثق تماما بأن إجابتكم على ما سبق ستكون بالنفي، بل والاستحالة المطلقة، ان لم تدججوها بنظرات وعلامات الدهشة !!
إذا السؤال الآن:
لماذا يقتحم الكل والجميع مقاعد الإداريين؟
لماذا يتشدق ذوي التخصصات الفنية بقدرتهم على وضع الخطط الإدارية؟
لماذا يشارك الفنيين بمختلف تخصصاهم في رصد المهام الإدارية؟
هل الإدارة سهلة الى هذا الحد؟
حتى يمارسها أي شخص مهما كان تخصصه، ومهما كانت درجة جهله بالمهارات الإدارية!
هل العمل الإداري ممتع الى هذه الدرجة؟
حتى يعمل الطبيب كمدير والمهندس كمدير والمعلم كمدير!
أو بالأحرى هل إدارة المنظمات قابلة للعمل وفق منهج الصواب والخطأ؟
حتى تعين وترشح وتمكّن أشخاص لا يعرفون أبسط منهجيات علم الإدارة!
وحين يخفق هؤلاء في إدارة منظماتهم، أو يفشلون في تطوير إداراتهم، أو يتقاعسون عن التخطيط لمهام أقسامهم أو يعجزون عن بناء وحداتهم (وهذا وارد بنسبة 90%) تهب المنظمات للاستعانة بمتخصصي علم الإدارة كمستشارين، ومتخصصين، وخبراء، ومدراء مؤقتين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والعمل بشكل سريع على رصد الخطط الإدارية التصحيحية أو التطويرية أو العلاجية لتجاوز الأزمات أو الإخفاقات أو لمواجهة التنافسية الحادة التي تهدد بقاء واستمرار المنظمات …
_إذا لندع الإدارة للإداريين _
ولنختصر كل هذه التجارب غير الناجحة، والخسائر المادية الجسيمة، والخطط الفاشلة، والتراجع في أدوار وكفاءة المنظمات، ووقوع هذه الإدارات في فخ النقد الإعلامي والخسائر المادية، والحنق المجتمعي.
اليوم والمملكة العربية السعودية تسعى لتحقيق رؤيتها 2030 فإنها تتطلع الى أداء مؤسسي متميز عالي الجودة والكفاءة، وهذا الأداء العالي لن يتحقق مالم تعمل المنظمات في القطاعين العام والخاص حسب مبدأ التخصص في العمل والمهنية العالية لكل في مجاله، والتركيز على فتح أبواب الإدارة للمتخصصين من ذوي الممارسة الإدارية العالية والمهارة القيادية والخبرة التراكمية الثرية والمؤهلات العلمية التي بلا شك أضفت على الإداري بعدا معرفيا عميقا.
يقول أبو نظرية التخصص الاقتصادي الإنجليزي الشهير (آدم سميث) في كتابة (ثروة الأمم) إنَّ نمو الاقتصاد القومي وتضخمه يتعلقان باعتماد مبادئ التخصص في العمل الاقتصادي والإداري وتطبيقها على كافة عمليات الإنتاج.
توقيع إداري:
دعوا الإدارة للإداريين واستمتعوا بالنجاح
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال