الإثنين, 2 سبتمبر 2024

سوق الفضة العالمية .. انخفاض نسبة الذهب إلى المعدن الأبيض

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

شهدت سوق الفضة العالمية تحولات ملحوظة مع ارتفاع متوسط سعر الفضة في 2023 ومع بداية العام الجاري، ما يعكس زيادة الطلب وتقلص الإمدادات، وهذا الارتفاع جاء بالتزامن مع انخفاض نسبة الذهب إلى الفضة لأدنى مستوى منذ نهاية العام الماضي.

وهذا التحول في النسبة يشير إلى أن الفضة بدأت تكتسب زخماً كاستثمار جذاب مقارنة بالذهب، مع تزايد دورها في التطبيقات الصناعية المتقدمة، بما في ذلك الطاقة الكهروضوئية والذكاء الاصطناعي، ما يعزز من قيمتها في الأسواق العالمية.

ارتفع متوسط سعر الفضة بنسبة 7% في عام 2023، وفي أبريل نيسان من هذا العام، ارتفع سعر الفضة بنسبة 30% منذ بداية هذا العام، ونتيجة لذلك، انخفضت نسبة الذهب إلى الفضة إلى 82:1، وهو أدنى مستوى لها منذ أوائل ديسمبر كانون الأول 2023، بحسب CNN.

اقرأ المزيد

ولتوضيح ما تعنية نسبة الذهب إلى الفضة (Gold-to-Silver Ratio)، فهي مؤشر يعبر عن عدد أوقيات الفضة المطلوبة لشراء أوقية واحدة من الذهب. فعندما يُقال إن «نسبة الذهب إلى الفضة انخفضت إلى أقل من 1: 82»، فهذا يعني أن سعر الفضة ارتفع مقارنة بسعر الذهب.

فإذا كانت النسبة سابقاً أعلى من 1: 82 فهذا يعني أننا بحاجة إلى أكثر من 82 أوقية من الفضة لشراء أوقية واحدة من الذهب. ولكن عندما تنخفض النسبة إلى أقل من 1: 82، فإن الفضة قد ارتفعت قيمتها مقارنة بالذهب، ما يعني أنك تحتاج إلى كمية أقل من الفضة لشراء نفس الكمية من الذهب.

شهد الطلب الإجمالي على الفضة انخفاضاً بنسبة 7 في المئة إلى 1195 مليون أونصة في عام 2023؛ ومع ذلك، كان هذا بعد رقم قياسي في عام 2022، أسهمت قطاعات الاستثمار المادي الحساس للسعر والمجوهرات والأواني الفضية بشكل رئيسي في انخفاض العام الماضي، وفقاً لـThe Silver Institute.

وعلى النقيض من ذلك، سجل الطلب الصناعي ارتفاعاً قياسياً آخر، بقيادة قطاع الكهرباء والإلكترونيات الذي نما بنسبة 20 في المئة إلى 445.1 مليون أونصة العام الماضي، ويعكس هذا المكسب الاستخدام الأساسي والمتنامي للفضة في الطاقة الكهروضوئية التي سجلت ارتفاعاً جديداً بلغ 193.5 مليون أونصة العام الماضي، بزيادة هائلة بلغت 64 في المئة على رقم عام 2022 البالغ 118.1 مليون أونصة، وكان أساس هذه المكاسب الإجمالية هو النطاق المحدود للادخار والاستبدال، حيث تظل الفضة لا يمكن الاستغناء عنها في العديد من التطبيقات.

انخفض إنتاج مناجم الفضة العالمية بنسبة 1 في المئة إلى 830.5 مليون أونصة في عام 2023، وتأثر الإنتاج بشكل كبير بتعليق العمليات لمدة أربعة أشهر في منجم بيناسكيتو التابع لشركة نيومونت في المكسيك بعد إضراب عمّالي.

وانخفض إنتاج الفضة في المكسيك بنسبة 5 في المئة إلى 202.2 مليون أونصة، إضافةً إلى ذلك، أثر انخفاض درجات الخام وإغلاق بعض المناجم سلباً على الإنتاج في الأرجنتين التي شهدت انخفاضاً في الإنتاج بمقدار 4.9 مليون أونصة، وأستراليا بمقدار -3.1 مليون أونصة، وروسيا بمقدار -1.4 مليون أونصة.

ومع ذلك، خُففت هذه الخسائر إلى حد ما، من خلال زيادة العرض من تشيلي بمقدار 10.1 مليون أونصة، وبوليفيا بمقدار 3.8 مليون أونصة، وفي العام الماضي، كانت المكسيك الدولة الرائدة في مجال تعدين الفضة، تليها الصين، وبيرو، وتشيلي، وبوليفيا.

ومن المتوقع أن يكون هذا العام عاماً قوياً للطلب الإجمالي على الفضة، والذي من المتوقع أن ينمو بنسبة 2%، ومن المتوقع أن يسجل التصنيع الصناعي أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث يرتفع بنسبة 9%، مدفوعاً بمكاسب متوقعة بنسبة 20% في سوق الطاقة الكهروضوئية وزيادة الطلب من القطاعات الصناعية الأخرى، ومن المتوقع أن يرتفع تصنيع المجوهرات والأواني الفضية بنسبة 4 و7% على التوالي، في حين من المتوقع أن ينكمش الطلب على السبائك والعملات المعدنية بنسبة 13%.

من المتوقع أن ينخفض إجمالي المعروض من الفضة بنسبة متواضعة قدرها 1%. ونتيجة لهذا سنشهد هذا العام أيضاً عجزاً كبيراً آخر في الفضة، حيث من المتوقع أن يبلغ 215.3 مليون أونصة، وهو ثاني أكبر عجز في السوق منذ أكثر من 20 عاماً.

وكما هو موضح في الدراسة الاستقصائية، فإن الفضة لديها العديد من فرص الطلب الجديدة المثيرة التي تتجاوز تطبيقاتها التقليدية ودورها المتوسع في التحول في مجال الطاقة.

على سبيل المثال، ستصبح الفضة مادة لا غنى عنها مع ظهور الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشمل الاستخدامات النهائية التي تتضمن الفضة في الذكاء الاصطناعي النقل، وتكنولوجيا النانو، والتكنولوجيا الحيوية، والرعاية الصحية، والأجهزة القابلة للارتداء، والحوسبة، والطاقة في مراكز البيانات.

الفضة هي واحدة من المعادن الثمينة التي تلعب دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي، تُستخدم في العديد من التطبيقات الصناعية والتجارية، بما في ذلك الإلكترونيات والمجوهرات والأغراض الصناعية.

تُستخدم الفضة في تصنيع المكونات الإلكترونية، حيث تعد موصّلاً ممتازاً للكهرباء، تعتبر الأسلاك الفضية ضرورية في الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والحواسيب.

كما تستخدم الفضة على نطاق واسع في صناعة المجوهرات بسبب جمالها وقيمتها الاقتصادية، وأيضاً تُستخدم الفضة في التطبيقات الطبية بسبب خصائصها المضادة للبكتيريا.

ومن ناحية الاستثمار، تُعتبر الفضة من المعادن الثمينة التي يستثمر فيها الأفراد بشكل مماثل للذهب كوسيلة للتحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية.

وفقاً لبيانات 2024، تشمل أكبر الدول المنتجة للفضة، المكسيك، والتي تعد أكبر منتج للفضة في العالم، حيث تنتج نحو 24% من إجمالي إنتاج الفضة العالمي، ويشمل الإنتاج مكامن فضة ضخمة مثل منجم «بيدراس فيرديس».

وتأتي بيرو في المرتبة الثانية كمصدر رئيسي للفضة، مع إنتاج يصل إلى نحو 19% من الإجمالي العالمي، ولديها مناجم معروفة مثل مناجم «سان رافائيل» و«أنكاش» تسهم بشكل كبير في هذا الإنتاج.

وتُعد الصين من بين أكبر الدول المنتجة للفضة، مع مساهمة تقدر بنحو 13% من إجمالي الإنتاج العالمي، يتم استخراج الفضة من مكامن رئيسية في مناطق مثل «شاندونغ» و«هانشونغ».

وتأتي بعدها تشيلي وتنتج نحو 8% من الفضة العالمية، ويأتي جزء كبير من الإنتاج من منجم «سانتافي»، وتشارك أستراليا أيضاً بشكل ملحوظ في إنتاج الفضة، حيث تسهم بنسبة نحو 7% من الإنتاج العالمي، مع مناجم مثل «كونغارو» و«راسبير».

ذات صلة

المزيد