“مال” ترصد .. أسعار السكر تقفز 17% عالميا والتباين يفرض نفسه بين المؤشرات المحلية والدولية خلال شهر

قاد ارتفاع العجز في انتاج البرازيل من السكر هذا الموسم مقارنة بما هو متوقع إلى تسجيل اسعاره ارتفاعا نسبته 17% خلال شهر مارس الماضي، كما أدت موجة الجفاف الممتدة في ماليزيا واندونيسيا إلى ارتفاع أسعار زيوت الطعام، وهو ما ادى إلى ارتفاع مؤشر الفاو لاسعار الغذاء خلال الشهر الماضي بنسبة 1%، فيما قاد انخفاض أسعار منتجات الالبان واللحوم والحبوب مؤشر المواد الغذائية للانخفاض محليا بنسبة 0.7%.

فوفقا للتقرير الشهري للرقم القياسي لاسعار الجملة في المملكة لشهر مارس2016م الصادر عن الهيئة العامة للاحصاء فقد سجل مؤشر المواد الغذائية والحيوانات الحية انخفاضا شهريا نسبته 0.7% في شهر مارس الماضي مقارنة بشهر فبراير السابق، فيما سجل المؤشر ارتفاعا سنويا (مقارنة بشهر مارس2015م) نسبته 1.6%. في المقابل يظل التباين قائم بين المؤشر المحلي ومثيله العالمي الصادر عن منظمة الاغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) والذي شهد ارتفاعا شهريا بنسبة 1% وانخفاضا سنويا نسبته 12%.

وترصد “مال” اقسام كل من المؤشرين واوجه الاتفاق والتباين من واقع بيانات التقريرين، فمؤشر الهيئة العامة للاحصاء يغطي 10 اقسام رئيسية هى : حيوانات حية، لحوم ومحضرات لحوم، منتجات البان، أسماك وقشريات، حبوب ومحضرات الحبوب، الخضروات والفواكه، سكر ومحضرات سكرية، قهوة وشاي، أعلاف وجريش، محضرات غذائية. أما مؤشر “الفاو” للغذاء فيتكون من 5 أقسام أساسية هى اللحوم، منتجات الألبان، الحبوب، الزيوت والدهون، السكر.

وفي ضوء التباين الواضح بين عدد الاقسام في كل من المؤشرين فقد حرصت “مال” من خلال تقاريرها المقارنة بين نفس القسم أو البند وعدم الاعتماد في المقارنة على المؤشرين بشكل مباشر وهذا نهج ثابت فالمقارنة المباشرة بين المؤشرين لا تتسم بالعدالة وذلك لاحتواء المؤشر المحلي على كل من الخضروات والفواكه والمتقلبة اسعارها بشكل كبير إضافة إلى قسم الاسماك والقشريات الذي دعم ارتفاع المؤشر المحلي بشكل كبير خلال العام الاخير.

وبالتالي فإننا أمام مقارنة لخمسة أقسام أساسية هي اللحوم، ومنتجات الالبان، والحبوب، والزيوت والدهون، والسكر لتطابقها في كل من التقريرين.

البداية باللحوم، شهد المؤشر وفقا لـ “الفاو” ثباتا نسبيا خلال شهر مارس 2016م مقارنة بالشهر السابق عند 146.4 نقطة أما المقارنة السنوية فتشير إلى انخفاضه من مستوى 170.4 نقطة في مارس 2015م أي بانخفاض سنوي 14%. أما محليا فقد شهد نفس المؤشر انخفاضا شهريا نسبته 1.3% عند 222.6 نقطة في مارس الماضي مقارنة بـ 225.6 نقطة في فبراير السابق، أما على مستوى المقارنة السنوية فهناك ارتفاع نسبته 0.4% بارتفاعه من مستوى 221.6 نقطة في مارس 2015م، وبالتالي فإن هناك تباين واضح بين الاداء السنوي محليا وعالميا، فيما تظهر المقارنة الشهرية تجاوبا محليا مع الانخفاضات العالمية خلال الأشهر الاخيرة.

وفيما يتعلق بمنتجات الألبان، شهد مؤشر الفاو انخفاضا شهريا نسبته 8.2% عند 130.3 نقطة في مارس 2016م مقابل 142 نقطة في فبراير2016م، كذلك توضح المقارنة السنوية أن هناك انخقاض نسبته 29.5% بانخفاضه من مستوى 184.9 نقطة في مارس2015م. أما محليا فقد شهد المؤشر انخفاضا شهريا نسبته 0.3% عند 142.4 نقطة في مارس الماضي مقابل 142.8 نقطة في فبراير السابق، ولم يتجاوز الانخفاض السنوي 0.1% من مستوى 142.6 نقطة في مارس 2015م، وبالتالي يظهر التباين الشديد لنسب الانخفاض المحلية والعالمية لهذا القسم.

أما قسم الزيوت والدهون فقد شهد مؤشر الفاو الذي يغطي هذا القسم ارتفاعا خلال شهر مارس الماضي نسبته 6.3% من مستوى 150.3 نقطة في فبراير2016م إلى 159.8 نقطة في مارس 2016م. كما تظهر المقارنة السنوية أن هناك ارتفاع نسبته 5.3% ليصل مؤشر الفاو بذلك إلى أعلى مستوى له منذ 15 شهراً نتيجة ارتفاع زيت النخيل الذي يشكل أهم مكونات المؤشر. وقفزت الأسعار الدولية لزيت النخيل للشهر الثاني على التوالي بسبب المخاوف من ركود الإنتاج العالمي في عام 2016 في أعقاب موجة الطقس الجاف الممتدة في ماليزيا وإندونيسيا. أما محليا فقد ارتفع المؤشر بنسبة 0.2 % خلال شهر مارس الماضي، فيما سجل ارتفاعا سنويا نسبته 2.5% عند 153.9 نقطة في مارس 2016م مقابل 150.1 نقطة في مارس2015م.

وشهد مؤشر الفاو لسلعة السكر ارتفاعا قويا خلال شهر مارس الماضي بنسبة 17% عند مستوى 219.1 نقطة في مارس الماضي مقابل 187.1 نقطة في فبراير السابق، كما تظهر المقارنة السنوية أن هناك ارتفاع بنفس النسبة ليصل مؤشر الفاو بذلك إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2014م حيث جاءت الزيادة الحادة في الشهر الأخير نتيجة عجز أكبر من المتوقع في الإنتاج خلال الموسم الحالي مقارنة بما كان متوقعاً في بداية الموسم عقب الأمطار الغزيرة الأخيرة في البرازيل التي تُعد أكبر منتج للسكر في العالم، ايضا عزز الأسعار ما تناقلته التقارير عن زيادة استخدام السكر الخام في إنتاج الإيثانول في البرازيل. أما المؤشر محليا فقد سجل ارتفاعا شهريا نسبته 0.5% عند 207.1 نقطة في مارس الماضي مقابل 206.2 نقطة في فبراير2016م أما المقارنة السنوية فتظهر أن هناك انخفاضا محليا نسبته 3.8%.

واخير يشير مؤشر الفاو للحبوب أن هناك انخفاضا طفيفا عالميا نسبته 0.4% عند مستوى 147.6 نقطة في مارس 2016م مقابل 148.2 نقطة في فبراير2016م، أما المقارنة السنوية فتشير إلى انخفاض عالمي نسبته 13% من مستوى 169.8 نقطة في مارس 2015م. أما محليا فهناك انخفاض شهري نسبته 0.2% وانخفاض سنوي نسبته 0.4%.