الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شاب سعودي من تبوك يعمل في الدهان ، أعلن في حسابه في تويتر عن عمله بالدهان ووضع وسائل للتواصل معه لمن رغب ، وطلب دعمه بإعادة تغريدته . التفاعل مع تلك التغريدة من المجتمع السعودي كبير جدا ، تعليقات واعجاب واعادة تغريد . فماذا يعني كل ذلك ؟؟؟
اولا: تغير في نظرة الشباب السعودي نحو المهن والحرف اليدوية ، فمشاري مثال لشباب كثر توجهوا لتلك المهن واكتشفوا الرزق الكبير فيها . وبعض من يعمل في صيانة المنازل يقول أنه لا يجد الوقت الكافي لتلبية كل الطلبات ، وانه على استعداد لتوظيف شباب يساعده براتب لا يقل عن 5 الاف ريال . ومشاري نفسه ذكر أنه يرفض كثير من الطلبات لأنه بمفرده .
ثانيا: تعطش المجتمع السعودي الواعي للعودة لحياته الطبيعة التي كان يعيشها قبل تشوهات الطفرة ، حيث كان العمل في كل المهن أمرا طبيعيا . والدعم الذي وجده مشاري يؤكد ذلك ، فقد قرأت كل التعليقات تقريبا وكانت جميعها محفزة وداعمة بقوة ، والبعض منهم طلبه في عمل .
ثالثا: العمل في مهن مثل الدهان والكهرباء والسباكة وصيانة السيارات وغيرها من المهن الحرفية كثير جدا ، ودخولها عالية جدا ، ومهما عمل فيها من الشباب السعودي فلن يغطوا سوقها وستظل الحاجة فيها للعمالة الوافدة كبيرة . مع ذلك مازال اقدام الشاب السعودي على اقتحام ذلك السوق الضخم ضعيفا واقل بكثير مما يجب .
رابعا: غرابة تقبل الشباب لأعمال اقل دخلا من تلك المهن وبعضها اكثر جهدا منها لمجرد أن المجتمع لا ينظر لها بازدراء ، والغريب أن اي مهنة يتم قصرها على السعوديين تصبح شريفة !!!!! بغض النظر عن مستوى دخلها ، بينما المهن التي يسمح للعمالة الوافدة بالعمل فيها ينظر لها البعض بدونية مهما كان دخلها عاليا !!!
كثير من تلك المهن لا تحتاج جهدا كبيرا لإتقان مهاراتها ، وجميعها مع شيء من الجهد والصبر يمكن اتقانها تماما ، لذلك أنصح الشباب الذين يرغبون بعمل سريع ودخول عالية عدم انتظار وزارة العمل وبرامج هدف العقيمة والبدء من الأن في احدى تلك المهن .
وأنصح من بدأ او قرر البدء بالعمل في أي من تلك المهن أن يأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور ، ومن اهمها :
كل عمل يبدأ بسيطا ومرهقا ومحدود الدخل وربما غير مجزي ، لكن بالعمل والجد والاستمرارية كما قال أحد كبار رجال الأعمال يكبر ويصبح عملا ضخما ودخوله مجزية بل عالية . لذلك لا يجب أن تحبط البدايات الضعيفة الشباب ومن ثم توقفهم ويتراجعون ، بل عليهم الاستمرار والمثابرة فالنجاح حليف الصابرين .
العمل الفردي أيا كان يظل ضعيفا ومحدودا ومعرضا لخطر التوقف في أي وقت كان ، وحتى يقوى المشروع ويستمر أنصح الشباب بالتحول للعمل المؤسسي وتكوين فريق عمل . وأفضل ما يمكن عمله برأيي هو تكوين فريق متكامل من الشباب السعودي ، وإنشاء مؤسسة يكون العمل فيها شراكة . ولا بأس من الاستعانة بالعمالة الوافدة بعد ذلك دون تسليمهم إدارة العمل .
أخيرا البحث المستمر في تطوير العمل من حيث المهارات والخبرات والمعارف والأدوات وطرق العمل . ثم من حيث المشاريع التي يتم العمل عليها والانتقال التدريجي من المشاريع الصغيرة الفردية إلى المشاريع الكبيرة مع الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة . وعقد شراكات مع القطاع الخاص في مشاريعه العملاقة . وفي هذا المجال يمكن الاستفادة من بوابة تسعة أعشار التي تعرض المناقصات الحكومية في مختلف المجالات .
في الختام اتمنى لمشاري وكافة الشباب السعودي العامل في مختلف المهن الحرفية التوفيق والنجاح والتطور والنمو .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال