الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال الأيام السابقة ظهرت حملة إعلانية لشركة طيران محلية عبارة عن جزأين، أما الجزء الأول فكان عن إطلاق درجة جديدة على متن رحلاتها وهي درجة خزانة الأمتعة. وكانت الحملة الإعلانية مزودة بمقطع فيديو للتعريف بهذه الدرجة الجديدة ومهتمة بأغلب التفاصيل مثل موقع هذه الدرجة في الطائرة وطريقة التهوية وحتى في حالة الحاجة لدورة المياة -أعزكم الله- وذلك لمن يرغب بالسفر بأقل الأسعار. وتم نشر صورة لرجل بالزي السعودي وهو جالس في مقاعد تلك الدرجة وحواليه الحقائب وتبدو عليه السعادة. أما الجزء الثاني فهو بعد الأول بعدة ساعات وفي نفس اليوم حيث أطلقت تلك الخطوط من أنه ليس هناك حاجة للسفر على درجة خزانة الأمتعة ” وترانا نمزح” وأنه مع طيراننا تستطيع السفر بأقل الأسعار. وهكذا انتهت الحملة.
في الحقيقة أثارت تلك الحملة الانتباه كثيراً في جزأيها سواء من المتخصصين في التسويق أو المستهلكين بشكل عام. فأما الجزء الأول فهناك الكثير صدّقوا وجود هذه الدرجة في الطائرات ولم يخطر في بال أحدهم أنها مزحة وأعتقد أن سبب تصديقهم لذلك هو الاهتمام بالتفاصيل في اعلان الخطوط عن تلك الدرجة الجديدة. فكان هناك مؤيد ومعارض، فأما المؤيد فله وجهة نظره في أنه طالما السعر رخيص جداً ويُمكنني من السفر “فليش لا”. فهم يتبعون مبدأ
“you get what you pay for”.
ومن ملاحظة سريعة شخصية قد تصيب وقد تخطئ، يبدو أن هذه الفئة أغلبهم ذكور شباب صغار السن. وعلى الصعيد الآخر، هناك معارضين لتلك الدرجة وتنطلق من مبدأ أن جلوس الإنسان مع الحقائب هو إهانة وربما ما أثار حفيظة البعض هو وجود الممثل في الإعلان بزيه السعودي. وبعد ما تم إطلاق الجزء الثاني من الحملة وانتهت بمجملها تمت مناقشة موضوع أثر تلك الحملة من بعض المختصين بالتسويق على الوعي بالعلامة التجارية للمستهلكين أو
Brand Awareness
وبين التموضع الذي تريده الشركة للعلامة التجارية الخاصة بها أو بما يعرف
Brand Positioning
في الحقيقية ومن وجهة نظري أرى أن تلك الحملة أثارت انتباه الكثير وهذا شيء يُحسب لها ومن الغريب ومن وجهة نظر شخصية من أن “المزحة” والتي ظهرت في الجزء الأول من الحملة الإعلانية وهي درجة خزانة الأمتعة كان هناك بعض المؤيدين لها طالما أن وسائل السلامة محفوظة ومعمول بها. وقد يدعم ذلك التوجه هو ظهور موجة السفر الاقتصادي وثقافة رحلات حقيبة الظهر بين الشباب وهو أمر قد تقف عنده شركات الطيران وتبحث في سلوك المستهلك في هذا الموضوع. فبما أن هناك بيوت للشباب توفر سرير فقط وبأقل وسائل الراحة وبمشاركة عدد من الأشخاص في غرفة واحدة بدلاً من الفنادق وذلك للراغبين في السفر والتنقل بأقل التكاليف فما هي آراء المستهلكين لهذا النوع من درجات السفر في الطائرات.
أما من ناحية الحملة الإعلانية بشكل كامل بجزئيها وعلى الرغم من تحفظي من اظهار الممثل بزي سعودي، فإني أرى أنها وصلّت الرسالة من أن ذلك الطيران يتميز بأقل الأسعار ولكن ليس بالضرورة أن يكون المسافر مع الحقائب. وأعتقد أن هذا التموضع قد يناسب التاريخ الحديث لتلك الشركة فعمرها في السوق السعودي لم يتجاوز الثلاث سنوات مع وجود منافسين في ما يخص الطيران الاقتصادي المحلي. ولكن في الأخير من يقرر النجاح الحقيقي لتلك الحملة هي الخطوط نفسها حتى لو خالفت أو اتفقت مع أراء البعض، فالأرقام والإحصائيات وقياس الأثر هو من يقرر نجاح الحملة من عدمها.
خلاصة القول، كرسي الناقد هو كرسي مريح بلا شك ومن يعمل في تلك الحملات يعرف مدى الصعوبات والتحديات التي تواجه منفذي تلك الحملات. ولكني سعيدة بهذا الحراك وتلك التجارب في السوق المحلي فهو فرصة مناسبة وغنية لجمع بيانات ومعرفة آراء وتصورات المستهلكين في مجالات كثيرة مختلفة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال