الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تحل ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، تلك المرحلة التاريخية التي نشهدها مليئة بالإنجازات التي جعلت المملكة العربية السعودية منارةً للتقدم والتنمية على مستوى العالم. ونعيش مرحلة تاريخية تعكس فضل الله ونعمه على المملكة، فقد قال الله تعالى: “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” (إبراهيم: 7). هذه القيادة، التي تجمع بين الحزم والرعاية، تجسدت في كل جوانب الحياة في المملكة، ابتداءً من التطور الاقتصادي والاجتماعي وصولاً إلى تحقيق أهداف سياسية واستراتيجية كبرى.
الملك سلمان ليس مجرد قائد للدولة، بل هو روحٌ قيادية تجسد مفهوم “القيادة الأبوية” التي تجمع بين الحزم في اتخاذ القرارات والاهتمام بمصالح المواطنين. وليست مجرد قيادة سياسية، بل هي التزام برعاية الشعب ورفاهيته. كما قال النبي ﷺ: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته” (رواه البخاري ومسلم)، وهي قاعدة نراها بوضوح في التزام الملك بتقديم الرعاية لشعبه واتخاذ القرارات التي تصب في مصلحة الأمة. تحت هذه القيادة، تحولت المملكة إلى نموذج عالمي يُحتذى به في التطور والتنمية، حيث شهدت المملكة تحولاً شاملاً في العديد من المجالات وارتقت إلى مكانة مرموقة بين الأمم الكبرى.
أحد أعظم الإنجازات التي أطلقتها القيادة السعودية تحت حكم الملك سلمان هي رؤية 2030 والتي تشهد متابعة دقيقة من عرابها سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الامير محمد بن سلمان. هذه الرؤية ليست مجرد خطة اقتصادية، بل هي مشروع وطني شامل يعيد صياغة مستقبل المملكة بعيداً عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل. من خلال هذه الرؤية، تم التركيز على تنويع مصادر الاقتصاد وتطوير البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والتكنولوجيا، والصناعات. وبرز في هذه الرؤية الاهتمام بتعزيز دور المرأة والشباب في المجتمع. لقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل بشكل ملحوظ، حيث قفزت من 19% إلى 33% وفقًا لتقرير البنك الدولي لعام 2021، وهذا الإنجاز يعكس التزام القيادة بتمكين جميع أفراد المجتمع للمساهمة في بناء اقتصاد قوي ومزدهر.
إلى جانب تمكين المرأة، أولت القيادة السعودية اهتماماً خاصاً بالشباب من خلال إطلاق برامج مبتكرة لتأهيلهم وتهيئتهم لسوق العمل. من أبرز هذه البرامج “برنامج تنمية القدرات البشرية” الذي يهدف إلى تجهيز الشباب بمهارات تنافسية تجعلهم قادرين على المنافسة في الأسواق العالمية. هذا الدعم للشباب يؤكد أن القيادة السعودية تولي اهتمامًا كبيرًا بتقديم الرعاية لجيل المستقبل وتزويدهم بالأدوات اللازمة لتحقيق النجاح.
على الصعيد الاقتصادي، شهدت المملكة تحولات جذرية، وأصبحت السعودية مركزًا للاستثمارات العالمية بفضل الإصلاحات الاقتصادية الجريئة التي قادها الملك سلمان. تم إطلاق مبادرات كبرى مثل مشروع “نيوم” و”القدية”، وهي مشاريع تعتبر ركائز مستقبلية للاقتصاد الوطني. هذه المبادرات لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله ثم الرؤية الطموحة والإدارة الحكيمة التي سعت إلى تحسين بيئة الأعمال في المملكة وجذب استثمارات ضخمة. وفقاً لتقارير البنك المركزي السعودي، شهدت المملكة نمواً في القطاعات غير النفطية بنسبة تتجاوز 3.2% في السنوات الأخيرة، ما يعكس نجاح السياسات الاقتصادية في تحقيق الاستدامة وتنويع مصادر الدخل.
أما على المستوى الدولي، فقد نجحت المملكة في تعزيز مكانتها العالمية تحت قيادة الملك سلمان. لم تتوقف إنجازاته على الصعيد الداخلي، بل امتدت إلى الساحة الدولية، حيث أصبحت المملكة محوراً رئيسياً في القضايا العالمية. تحت قيادته، ساهمت السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي من خلال دورها الفاعل في التحالفات الدولية ومشاركتها في دعم الأمن العالمي. كما لعبت المملكة دوراً رئيسياً في تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول العالم، حيث نظمت واستضافت العديد من المؤتمرات الاقتصادية العالمية، مثل قمة مجموعة العشرين التي عُقدت في الرياض.
على الصعيد الإسلامي، قاد الملك سلمان جهوداً لتعزيز التعاون الإسلامي من خلال مبادراته في توحيد الصفوف وتعزيز التضامن بين الدول الإسلامية. تحت قيادته، أصبحت المملكة صوتًا قوياً يدافع عن قضايا الأمة الإسلامية في المحافل الدولية، مما يعزز من دورها كقائدة للعالم الإسلامي.
في مجال التعليم، شهدت المملكة قفزة نوعية، حيث تم تحسين جودة التعليم في جميع مراحله، من التعليم الأساسي إلى التعليم الجامعي. وتم إنشاء جامعات ومراكز أبحاث متطورة تهدف إلى دفع عجلة الابتكار والبحث العلمي. كما ازداد عدد المبتعثين السعوديين في أرقى الجامعات العالمية، مما يعكس اهتمام القيادة ببناء جيل متعلم ومؤهل لقيادة المستقبل. إلى جانب ذلك، حرصت المملكة على تطوير قطاع التكنولوجيا والابتكار، حيث تم إطلاق مشاريع ضخمة تهدف إلى تطوير البنية التحتية الرقمية. مشروع “نيوم” هو نموذج لهذا التطور، حيث يهدف إلى بناء مدينة تعتمد بالكامل على التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، مما يجعلها واحدة من أبرز المدن الذكية في العالم.
في ذكرى تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، نرى قائدًا يجسد المعنى الحقيقي للقيادة الأبوية. فهو القائد الذي يجمع بين الحزم في اتخاذ القرارات والرعاية في تقديم الدعم لشعبه. هذه القيادة الحكيمة هي التي قادت المملكة إلى أن تصبح قوة اقتصادية وسياسية عالمية، ومستقبلًا مشرقًا ينتظر تحقيق المزيد من الإنجازات. حفظ الله الملك سلمان، وأدام عليه الصحة والعافية، ليبقى قائدًا يوجه المملكة نحو مزيد من التقدم والازدهار، وملهمًا للأجيال القادمة برؤيته وحكمته التي لا مثيل لها.
أخيرا، نبتهل الى رب العزة والجلال ان يمن على مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالصحة والعافية جراء العارض الصحي الذي تعرض له بسبب التهاب في الرئة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال