لماذا تعد أمازون ثاني أكبر جهة توظيف لحاملي الدكتوراه في الاقتصاد بعد الاحتياطي الفيدرالي؟

تعد أمازون اليوم من أكبر الشركات التقنية في العالم، ويعود جزء كبير من هذا النجاح إلى اعتمادها المتزايد على التحليل الدقيق للبيانات واتخاذ القرارات المبنية على تلك التحليلات. نتيجة لذلك، أصبحت أمازون ثاني أكبر جهة توظيف لحاملي شهادات الدكتوراه في الاقتصاد بعد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي )بلغ عددهم ١٥٠ دكتور في ٢٠٢٠). يرجع ذلك إلى حاجتها لفهم الديناميكيات الاقتصادية وتحليل البيانات الضخمة لتوجيه استراتيجياتها بشكل فعال.

يلعب الاقتصاديون في أمازون دورًا جوهريًا في تطوير نماذج اقتصادية متقدمة لتحسين عمليات الشركة. يعملون على عدة جوانب منها التسعير الديناميكي، الذي يعتمد على بيانات فورية تشمل المنافسة وتفضيلات العملاء وتوافر المخزون. تساعد هذه النماذج في تحقيق أقصى درجات الربحية، حيث يتم تعديل الأسعار بشكل مستمر وفقًا للتغيرات السوقية، مما يجعل الشركة أكثر تفاعلًا مع السوق وتحقيق الربح الأمثل.

من جانب آخر، يساهم الاقتصاديون في أمازون في تطوير نماذج إحصائية للتنبؤ بالطلب. تعتمد هذه النماذج على تحليل البيانات الضخمة للتنبؤ بكيفية تصرف الأسواق في المستقبل، مما يمكن أمازون من ضبط مستويات المخزون بدقة، وتقليل التكاليف التشغيلية المتعلقة بالتخزين والشحن. هذه القدرة على التنبؤ تساعد أيضًا في تحسين تجربة العملاء، حيث يضمن توفر المنتجات المطلوبة في الوقت المناسب.

أحد أهم الأدوار التي يقوم بها الاقتصاديون في أمازون هو تصميم الأسواق. تعمل الشركة كمنصة تربط بين البائعين والمشترين من جميع أنحاء العالم، ويقوم الاقتصاديون بتحليل التفاعل بين الطرفين وتحديد كيفية تحسين هذا التفاعل لزيادة النشاط التجاري على المنصة. تحليل استجابة العملاء للتغيرات في الأسعار والعروض الترويجية يسهم في وضع استراتيجيات تسويقية أكثر فعالية.

في مجال سلاسل التوريد، يسهم الاقتصاديون في تحسين الكفاءة من خلال تطوير نماذج تساعد على التنبؤ بالطلب في مختلف المناطق الجغرافية. هذا التنبؤ يتيح لأمازون توزيع المخزون بطريقة أكثر كفاءة، مما يقلل من تكاليف النقل والتخزين، ويحسن تجربة العملاء الذين يحصلون على المنتجات بسرعة أكبر.

أما في البيئة التنافسية، يلعب الاقتصاديون دورًا حاسمًا في مساعدة الشركة على التكيف مع التحديات. يقومون بتطوير استراتيجيات تأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية مثل التقلبات الاقتصادية والسياسات التنظيمية. علاوة على ذلك، يساهمون في تقييم استثمارات الشركة وتحديد الفرص الجديدة للتوسع، سواء في مجالات التجارة الإلكترونية أو الحوسبة السحابية أو الذكاء الاصطناعي.

يعمل الاقتصاديون أيضًا على الابتكار والتحسين المستمر من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي لتحسين الأنظمة التنبؤية وتقديم توصيات دقيقة للمنتجات التي قد تهم العملاء. هذا لا يعزز فقط تجربة التسوق ولكنه يساهم أيضًا في زيادة المبيعات وتحسين إدارة المخزون.

في مجال الإعلانات الرقمية، يساهم الاقتصاديون في تحليل تفاعل العملاء مع الإعلانات، مما يساعد في تحسين استراتيجيات الإعلانات لتحقيق عائد أكبر من الحملات الإعلانية دون الحاجة إلى إنفاق إضافي غير محسوب. تحليل البيانات يساعد على فهم تفاعل المستهلكين مع الإعلانات وتحويل هذا التفاعل إلى مبيعات فعلية.

باختصار، تعتمد أمازون بشكل كبير على الاقتصاديين لتحليل البيانات الضخمة واتخاذ القرارات الاستراتيجية. من خلال مهاراتهم في التنبؤ وتحليل الأسواق، يسهم هؤلاء الخبراء في تحسين عمليات الشركة وتعزيز مكانتها في السوق. الاقتصاديون لا يعملون فقط على تحسين العمليات اليومية، بل يساهمون في تشكيل الرؤية المستقبلية للشركة، مما يضمن بقاء أمازون في طليعة الابتكار والمنافسة.