الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تواجه الشركات السعودية بقطاع التجزئة في هذا العام 2019 موجات قوية من الجولات الرقابية للجهات الرسمية وذلك لضبط حالات انخفاض معدلات توطين الوظائف أو عدم الإلتزام بالجدول الزمني من 70% إلى التوطين الكامل. هذا الترقب والإنتظار أدى إلى تدني مستوى الإنتاجية بشكل كبير وتوازى مع الظروف الاقتصادية وإنخفاض مبيعات هذه الشركات بسبب التغير الحاد في السلوك الإستهلاكي للمواطن والمقيم بالمملكة.
إستقطاب المرشحين للوظائف الصغيرة والمتوسطة لم يعد بالأمر السهل في ظل وجود ما يسمى بالسعودة الوهمية لدى شركات المقاولات وغيرها في السنوات العشر الأخيرة، والتي أدت بطبيعة الحال إلى خلق آلاف من “النائمين” في بيوتهم برواتب هزيلة تتراوح بين 1500 إلى 3000 ريال، وأدى ذلك إلى خلق ثقافة جديدة لدى الشاب السعودي بأن الشركة مستفيدة من اسمه ورقم هويته فقط في قائمة التأمينات الاجتماعية و وزارة العمل، أما أن يمارس العمل ويتطور فهذا ليس من ضمن أجندة هذا الشاب الذي وقع في فخ السعودة الوهمية.
ترسخت هذه الثقافة لدى الشاب/ة مع دخولهم للوظائف بلا أي مراحل تكفل تأهيله للوظيفة، مثل المقابلات الشخصية والاختبارات ثم الدورة التدريبية في طبيعة العمل، حيث توحي طريقة التعيين المتعجل للحاق بـDeadline السعودة في بعض الشركات بأن المؤهل الوحيد له هو “الهوية الوطنية”، وهذا أدى إلى إحساس الموظف بأن الوظيفة مؤقتة أو أن الاجنبي الذي في المكتب الخلفي يترقب الأخطاء منه حتى ينقض على مكتبه ويطيح به خارج المنشأة. وسيكون سبب خروج الموظف حينها هو ضعف تأهيله في مجال العمل وثقافته المتجذرة عن السعودة الوهمية.
تهميش السعودي وإعتباره “قاصر” في الشركات، أو أنه عنصر لا يتحمل المسؤولية، ناتج عن ثقافة متجذرة لدى الشركات من أعلى الهيكل التنظيمي إلى أدناه، والكارثة أنها موجودة لدى الموظف السعودي نفسه، ليس بدافع عدم الثقة بالنفس، بل بدافع الكسل وأن الراتب سيصل لحسابي في أخر الشهر سواءً عملت بجد أو عملت بتراخي دون اهتمام، وطبعاً يترك باقي العمل على الأجنبي في المكتب الخلفي.
عدد المسجلين في التأمينات يبلغ أكثر من تسعة ملايين شخص، وقد صرحت التأمينات الإجتماعية رسمياً بأن نسبة الموظفين الذين تقل رواتبهم عن ثلاثة آلاف ريال تعادل 770 ألف مواطن ومواطنة قابلة للزيادة يومياً، وقد يكون هؤلاء فعلا كما يعلم أي قارئ للأرقام بأنها 770 ألف حالة سعودة وهمية، يجب أن يتم القضاء عليها والتخلص من أسبابها قريباً. وإلا ستفشل خطط السعودة الناتجة عن إعادة تدوير للموظف النائم منذ سنوات في وظائف تتطلب يقضة وإنضباط مثل وظائف المبيعات وغيرها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال