الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تسود فكرة في مجال الأعمال ومختلف مجالات الحياة، مفادها بأن الثقة العالية بالنفس من أهم عوامل النجاح، وبدونها لن يصل الإنسان لمبتغاه، وتلقى هذه العبارة رواجاً كبيراً، فهل يعني هذا أننا في مأزق وورطة إذا لم نكن واثقين من أنفسنا بقدرٍ عالٍ؟ هل علينا دائما السعي لرفع مستوى الثقة بالنفس؟ وكيف سيكون أداؤنا حال انخفاض مستوى الثقة بالنفس لدينا؟
توصّل أستاذ علم نفس المنظمات د. توماس شامورو، بعد سنوات من البحث إلى نتيجة تفنّد فكرة ارتباط الثقة العالية بالنفس بالنجاح المهني، بل على العكس، تكون الثقة بالنفس مفيدة عندما تكون منخفضة بقدر معقول، وإلّا فإن ضعف الثقة بالنفس الشديد والمتطرّف ليس بالإيجابي أو المفيد بشيء، فهو ما قد يحول بين المرء وكثير من أهدافه وطموحاته، فالموظف في عمله قد يتجنب إبداء رأيه في اجتماعات العمل لعدم ثقته بنفسه، مما يحجّم دوره، ويكبت أفكاره، ويحد من تقدمه الوظيفي، الطفل الموهوب في الإلقاء والتمثيل قد يتجنب الظهور على مسرح المدرسة نتيجة ثقته المهزوزة مما يؤدي لانحسار موهبته شيئاً فشيئاً.
المقدار المفيد من انخفاض الثقة بالنفس هو ما يدفع الموظف للتحضير أكثر لاجتماعاته، والتفكير مليًّا قبل الإدلاء بآرائه، فيكون حريصاً على إضافة قيمة للحوار، هذا المقدار المعقول من انخفاض الثقة بالنفس هو ما يدفع الطفل للتدريب والتحضير الجيد قبل صعوده على مسرح المدرسة، مما سيحسن من أدائه ويجعله متفوقاً على أقرانه.
انخفاض الثقة بالنفس “المعقول” يرفع من احتمالية تقدم وتطور الفرد، وتفوقه على أقرانه ولذلك لثلاثة أسباب رئيسة:
أولها هو أن الثقة بالنفس المنخفضة تدفعنا للأخذ بكافة الملاحظات على أدائنا، والانتباه للسلبي منها، والذي يشير لمواطن الضعف، عوضا عن الانحياز للملاحظات الإيجابية فقط، وهذا من شأنه رفع الوعي الذاتي لما يجب تحسينه، وهو ما يقود لثاني الأسباب وهو، الحافز للتركيز أكثر على الاستعداد والتحضير للعرض، أو الاجتماع، أو الاختبار القادم، مما سينعكس على الأداء بشكل إيجابي، وبالأخص حينما يكون الطموح عالياً والأهداف واضحة.
ثالث الأسباب هو التواضع وتهذيب النفس الذي يخلفّه انخفاض الثقة بالنفس على الإنسان، حيث الابتعاد عن الكبر والاغترار بما يملك الإنسان، والذي قد يدفعه للسكون والتوقف عن التعلم والتطور، فيكون بذلك قد تخلّف. في الواقع، فإن التواضع يدفع للاعتراف بالأخطاء، والابتعاد عن لوم الآخرين لتبرير الإخفاقات الذاتية، وهو ما ينعكس على حافز الفرد في التحسين من نفسه ممّا ينعكس على أدائه.
انخفاض الثقة بالنفس “المعقول”، يجعل الإنسان أكثر رغبة في العمل وتنمية نفسه متى ما كان جادًّا نحو أهدافه.
انخفاض الثقة بالنفس “المعقول”، يجعل الإنسان أكثر إقراراً واعترافاً بأخطائه.
انخفاض الثقة بالنفس “المعقول”، مفتاح نجاح للطالب حتى يستعد لامتحانه، للممثل حتى يتمرن على عرضه المسرحى، ولرجل الأعمال حتى يوفر أفضل خدمة لعملائه، فهو محفّز لكل فرد حتى يطوّر من نفسه بشكل مستمر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال