الاقتصاد الدائري في إدارة النفايات: استدامة دائمة وأولوية قصوى

يعتبر موضوع إدارة النفايات ذو أهمية كبرى لدى العديد من الدول حيث تسعى الدول إما إلى التخلص منها بطريقة آمنة لا تضر بالسكان أو البيئة أو إعادة تدويرها للاستفادة منها في مجالات أخرى ذات صلة. وحيث أنَّ نقل النفايات إلى المرادم يكلف الدول الكثير من الأموال، نجد أنَّ بعض الدول اتجهت إلى الاستفادة منها بإعادة تدويرها للاستفادة منها بعدة طرق.

وفي هذا المجال نجد أنَّ المملكة العربية السعودية اتجهت في الفترات الأخيرة إلى إعادة تدوير النفايات بدلاً من التخلص منها حيث يبلغ حجم النفايات في المملكة 107 مليون طن سنوياً. ولأن نقل النفايات إلى المرادم يكلف المملكة 6.5 مليار سنوياً، فقد قررت الاستفادة من هذه النفايات بعدة طرق. و تدعيماً لهذا، أوضحت وزارة البيئة والمياه والزراعة خطة تطوير قطاع النفايات في المملكة والتي تتضمن إعادة تدوير النفايات بنسبة 95% وهذا يمكن أن يُساهم في الناتج المحلي بحوالي 120 مليار ريال حيث يتم إعادة تدوير 100 مليون طن سنوياً، بالإضافة إلى توفير ما يقرب من 100 ألف فرصة عمل تحقيقاً لرؤية السعودية 2030.

وأكد الدكتور عبد الله السباعي الرئيس التنفيذي عضو مجلس إدارة المركز الوطني لإدارة النفايات أن مجلس الوزراء قد وافق على نظام إدارة النفايات ومحاولة تطوير إدارة النفايات وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع لحماية البيئة. بالإضافة إلى ذلك أكد عبدالله السباعي أن المملكة تستهدف استبعاد 90% من إجمالي النفايات في المملكة عن المرادم بحلول عام 2040.

وأضاف “نسعى دائماً إلى تعزيز الاستفادة من النفايات وذلك بوضع حلول متكاملة لإدارة النفايات لتحقيق الاستدامة الشاملة والاقتصاد الدائري، إذ سيسهم النظام بتنظيم أنشطة إدارة النفايات كافة على كامل سلسلة القيمة لجميع أنواع النفايات ما عدا النفايات المشعّة والعسكرية”.

ومن مبادرات المملكة في هذا المجال “مبادرة مستدام” التي تتمثل في أخذ تعهد طوعي من المؤسسات بالحد من إنتاج النفايات ومحاولة إعادة تدويرها من خلال تطبيق مبادئ الاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة التي تهدف إلى توفير بيئة نظيفة ونقية للأفراد. بالإضافة إلى ذلك، سيؤدى نظام إدارة النفايات إلى فتح مجالات جديدة للاستثمار أمام شركات القطاع الخاص لتقديم خدمات متطورة في هذا المجال، وهذا بدوره سوف يوفر فرص عمل كثيرة للشباب والشابات للعمل في هذا المجال المبتكر.

أخيراً، يجب على المملكة الاستمرار في الاهتمام بإدارة النفايات بطريقة فعالة للسيطرة على التلوث الذي يمكن أن يحدث نتيجة للتخلص الغير آمن من هذه النفايات للمحافظة على البيئة وحماية الأفراد من الأمراض.