الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في تسع سنوات فقط منذ إطلاق رؤية السعودية 2030 في عام 2016، نجحت المملكة في تحقيق تحول كبير في عقليات الشباب، موجهةً أنظارهم نحو التفكير الإيجابي والمحفز. من خلال برامجها المتعددة، زرعت ثقافة تنويع مصادر الدخل بين الأفراد، موجهةً اهتمامهم نحو البناء والتنمية. في وقت قصير، تمكنت هذه المبادرات من إزالة العديد من الأفكار المشوشة التي كانت تسيطر على عقول الشباب نتيجة معتقدات خاطئة وضيق الأفق تجاه حياتهم.
أنشأت السعودية العديد من البرامج التي تستهدف الشباب والشابات ورواد الأعمال والأسر المنتجة وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة. من أبرز الجهات التي تدعم هذه المبادرات، مؤسسة مسك الخيرية التي تقدم برامج متنوعة في التعليم والتدريب وريادة الأعمال، بهدف تمكين الشباب السعودي وتطوير قدراتهم. كما يلعب مركز ريادة الأعمال الرقمية دورًا هامًا في تعزيز ريادة الأعمال الرقمية، من خلال تقديم الدعم الفني والإرشادي والتمويلي لرواد الأعمال في المجالات التقنية. بالإضافة إلى هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة والعديد من الجهات الأخرى التي تهتم ببرامج تطوير الشباب.
واظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء في نشرة سوق العمل للربع الثاني، عكست نجاح الإصلاحات السعودية المنبثقة من برامج ومستهدفات رؤية المملكة 2030، فقد ركّزت الخطط الاقتصادية على مساهمة الشباب السعودي في السوق عبر مراحل الإحلال والتوطين. كما لم تقتصر أهداف الغربلة الاقتصادية لقطاعات الدولة على إيجاد موارد جديدة فقط، بل اقترنت بضرورة خلق وظائف تناسب الكوادر المحلية؛ فالهدف العام هو تخفيض معدلات البطالة والاستفادة من الخريجين السعوديين عبر تدريبهم وتأهيلهم لشتى الوظائف. وحسب الهيئة العامة للإحصاء اقتربت ارقام البطالة الى مستهدف رؤية 2030، فمؤشرات سوق العمل بدأت تشهد انخفاضًا تاريخيًا وصولًا لأدنى معدَّل للبطالة الإجمالية للسكان إلى 3.3% في الربع الثاني من هذا العام 2024 بانخفاض قدره 0.2 نقطة مئوية عن الربع الأول والبالغ بـ 3.5%. فحقق سوق العمل مؤشرات إيجابية وأرقامًا تاريخية انخفضت معها معدلات البطالة بين السعوديين عند 7.1% بانخفاض قدره0.5 نقطة مئوية عن الربع الأول والبالغ 7.6%، وبانخفاض قدره 1.4نقطة مئوية عن الربع الثاني من العام الماضي 2023.إضافة إلى تسجيله نجاحات غير مسبوقة كنزول معدل البطالة للذكور إلى 4%، وانخفاض معدل البطالة بين الإناث إلى 12.8%، لتؤكد هذه النتائج الإيجابية جدوى البرامج والخطط، حتى يستمر سوق العمل السعودي بالتوسع في استقطاب الكوادر الوطنية.
اليوم، نلاحظ أن العديد من الجهات الحكومية وشبه الحكومية والمؤسسات غير الربحية والهيئات المختلفة تسعى لخلق فرص عمل جديدة، وتطوير برامج تمويل وتدريب وتأهيل في المجالات التي يمكن للشباب الإبداع فيها. هذه البرامج أسهمت في إيقاظ روح الحماس والمنافسة، حيث تحولت السعودية إلى ورشة عمل كبيرة تعج بالورش والجلسات والحوارات والندوات.
تشمل توجهات الشباب والشابات الاستفادة من برامج التدريب التي تنفذها وزارة السياحة، حيث يتم تأهيلهم للعمل في قطاع السياحة المزدهر. كما يلاحظ النشاط المتزايد في التجارة الإلكترونية، التي تشهد توسعًا ملحوظًا في بناء العلامات التجارية ومجالات تصميم الأزياء والتراث ومجالات متنوعة أخرى.
خلال منتدى مسك، تحدث الأمير عبد العزيز بن سلمان عن أهمية الابتكار وريادة الأعمال في تحقيق رؤية 2030، مشددًا على دور الشباب في قيادة التغيير والتطور الاقتصادي. وأكد أن الاستثمار في الشباب السعودي عبر برامج متنوعة ومتكاملة هو الاستثمار في مستقبل المملكة.
ضخت الحكومة السعودية مليارات الريالات في هذه البرامج، وهي على يقين بأنها تستثمر في الاتجاه الصحيح. هذا الاستثمار أتاح للمملكة أن تخرج من عباءة النفط كمصدر وحيد للدخل، لتصبح دولة منتجة وفاعلة ليس فقط محليًا، بل تمتد طموحاتها للمنافسة عالميًا وفي المحافل الدولية. نجاح هذه البرامج يدل على تحول إيجابي يعزز مكانة السعودية على خريطة الاقتصاد العالمي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال